النقيب بيتفرج، أغاني المهرجانات.. نجاح في الشارع وانحدار بالذوق العام
شهدت الساحة الغنائية في صيف 2025 طفرة فنية مميزة بطرح مجموعة من الألبومات لنجوم كبار في مصر والوطن العربي، نالت إعجاب الجمهور وتصدرت منصات الموسيقى من حيث نسب الاستماع، إلا أن الوجه الآخر للمشهد كان أكثر جدلًا، حيث تصاعدت موجة من الأغاني التي تنتمي لما يعرف بـ”المهرجانات”، محملة بألفاظ خارجة وإيحاءات غير لائقة.

هذه النوعية من الأغاني، وعلى الرغم من اعتراض قطاع واسع من المتابعين، نجحت في التغلغل داخل الشارع المصري بشكل ملحوظ، لتصبح جزءًا من الصوت اليومي في “التوك توك” والميكروباصات والمناسبات الشعبية، بل وحتى في أوساط الشباب، الأمر الذي يثير القلق حول تأثيرها على الذوق العام، خاصة لدى الأجيال الصغيرة.

ومن أبرز هذه النماذج، بعض مطربي المهرجانات الذين لجأوا إلى أساليب مبتكرة في تمرير الألفاظ غير اللائقة، مثل تبديل الحروف أو الإيحاء غير المباشر، وهو ما يظهر في أعمال حمو الطيخا أو الثنائي هادي الصغير ومصطفى الجن، الذين تحظى أغانيهم بانتشار واسع رغم الانتقادات.
في المقابل، عبّر عدد من المتابعين والمهتمين بالشأن الفني عن استيائهم من هذا “الانحراف الغنائي”، مطالبين الجهات المسؤولة بضرورة التدخل لحماية الذوق العام.
بينما أكد الفنان مصطفى كامل، نقيب المهن الموسيقية، في أكثر من مناسبة أن معظم هذه النماذج لا تنتمي للنقابة، مستغلين منصات مثل “يوتيوب” لطرح أعمالهم بعيدًا عن الرقابة أو الضوابط الفنية.

ويبقى السؤال المطروح: هل تكفي النجاحات التي تحققها الألبومات الغنائية الجادة لإنقاذ الذوق العام؟ أم أن سطوة المهرجانات على الشارع المصري ستظل تفرض نفسها، في انتظار حلول أكثر جدية من الدولة وصناع الفن.