بعد تعرضها لوعكة صحية، من هي سميرة توفيق أيقونة الغناء البدوي؟
بعد تعرضها لوعكة صحية مفاجئة، عادت الفنانة الكبيرة سميرة توفيق لتتصدر عناوين الأخبار بعدما طمأنت جمهورها على وضعها الصحي، حيث تتلقى الرعاية الطبية اللازمة عقب خضوعها لعملية قسطرة ناجحة في الإمارات.
وتأتي هذه الأزمة لتعيد تسليط الضوء على المسيرة الطويلة لصاحبة الصوت الأصيل، التي شكلت علامة فارقة في الغناء العربي خاصة في اللون البدوي منذ ستينيات القرن الماضي والتي ولدت في 25 ديسمبر 1935، وبدأت الغناء على المسارح البيروتية وهي في الثالثة عشرة من عمرها، وفي الستينيات، أقدمت على انتقالتها الأبرز عبر الإذاعة الأردنية، ولاحقا تميزت بين منافسيها من المطربين بتمكنها لأداء الأغنية البدوية التي اشتهرت بها وارتبط بها اسمها على مدى عقود.
وكانت قد كشفت سميرة في لقاء سابق مع الفنان عبد المنعم إبراهيم عن سر حبها للأغنية البدوية، حيث أكدت أن هذا بسبب حبها للبادية وللصحراء وخيامها وعاداتها وتقاليدها، مشيرة إلى أن هذا ما جعلها تحب اللون البدوي مؤكدة أن صوتها وشكلها ساعداها على أداء هذا اللون.
تعاونات وأعمال لا تنسى
تعاونت سميرة توفيق مع كبار الملحنين، بينهم ملحم بركات، إلياس الرحباني، رفيق حبيقة، وفيلمون وهبي، ومن بين الأغنيات التي خلدت اسمها، حسنك يا زين، أسمر خفيف الروح، يا هلا بالضيف التي تحولت إلى نشيد ترحيبي رسمي في كثير من المناسبات العربية.
حضور لافت على الشاشة
لم يقتصر عطاؤها على الغناء، فقد شاركت في السينما والدراما بمزيج من الأدوار الغنائية والتمثيلية، وكان أول أعمالها فيلم مولد الرسول (1960)، وشاركت في أفلام أخرى مميزة مثل: حسناء البادية (1964)، عتاب (1964)، عروس من دمشق (1973)، وأيام في لندن (1976)، وشاركت في أكثر من عمل حمل اسم “بدوية” في إشارة إلى ما كانت تتميز به في عالم الغناء مثل البدوية العاشقة وبدوية في باريس وبدوية في روما وكان آخر أعمالها مسلسل سمرا (1977).
وحملت سميرة صوتها إلى المسارح العالمية، فأحيت حفلات في أوروبا وأفريقيا وأستراليا، حيث افتتحت دار الأوبرا في ملبورن إلى جانب وديع الصافي بحضور الملكة إليزابيث الثانية.
إرث باق
ورغم ابتعادها عن الأضواء في السنوات الأخيرة، ظل صوت سميرة توفيق علامة مميزة في الذاكرة الغنائية العربية، واليوم، مع عودتها إلى الواجهة بسبب حالتها الصحية، تتجدد مشاعر المحبة والتقدير تجاه مطربة قدمت فنا راقيا، وإرثًا يردده الجمهور جيلًا بعد جيل.