فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

علاج الحزام الناري، بين الطرق الطبية والوصفات الطبيعية

الحزام الناري وعلاجه
الحزام الناري وعلاجه

علاج الحزام الناري، يُعد الحزام الناري من الأمراض الجلدية المؤلمة التي تُسبب انزعاجًا كبيرًا للمصابين، حيث يظهر على هيئة طفح جلدي مؤلم يصاحبه حكة أو وخز أو حرقة. 
 


ويعرف هذا المرض أيضًا باسم "الهربس النطاقي"، وهو عدوى فيروسية ناتجة عن إعادة تنشيط فيروس الحماق النطاقي (Varicella Zoster Virus)، وهو نفس الفيروس المسبب لجدري الماء. 


عادة ما يظهر الحزام الناري في جانب واحد من الجسم أو الوجه على شكل شريط أو حزام من البثور، ومن هنا جاءت تسميته.

أوضح الدكتور سالم عبدالله اخصائي الأمراض الجلدية، أن الحزام الناري مرض فيروسي مؤلم لكنه قابل للعلاج والوقاية. يبدأ العلاج الفعّال بالتشخيص المبكر واستخدام الأدوية المضادة للفيروسات، بجانب مسكنات الألم والمراهم الموضعية، كما أن اللقاح يلعب دورًا مهمًا في حماية الفئات الأكثر عرضة للمرض. 

فيما يلي يستعرض الدكتور سالم عبد الله، أبرز طرق علاج الحزام الناري، مع التركيز على العلاجات الطبية والخيارات الطبيعية والدعم النفسي للمريض.


أولًا: التشخيص وأهمية العلاج المبكر

التشخيص المبكر للحزام الناري يُعتبر خطوة حاسمة في العلاج، إذ أن البدء باستخدام الأدوية المضادة للفيروسات خلال أول 72 ساعة من ظهور الأعراض يساعد على تقليل شدة المرض وفترة استمراره، ويخفف من احتمالية حدوث مضاعفات مثل الألم العصبي المزمن. 
لذلك، ينصح أي شخص يلاحظ طفحًا جلديًا مؤلمًا على شكل شريط أو حزام بمراجعة الطبيب فورًا.

 

علاج الحزام الناري

ثانيًا: العلاجات الطبية المتاحة

الأدوية المضادة للفيروسات

مثل: أسيكلوفير (Acyclovir)، فالاسيكلوفير (Valacyclovir)، وفامسيكلوفير (Famciclovir).

هذه الأدوية تعمل على إبطاء تكاثر الفيروس داخل الجسم، وبالتالي تقليل شدة الأعراض وتسريع التئام الطفح الجلدي.

فاعليتها تكون أكبر كلما تم البدء في تناولها مبكرًا بعد ظهور الأعراض.

 

مسكنات الألم

الألم المصاحب للحزام الناري قد يكون شديدًا، لذلك تُستخدم المسكنات البسيطة مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين.

في الحالات الشديدة، يمكن إعطاء المريض مسكنات أقوى أو أدوية خاصة لتخفيف الألم العصبي مثل جابابنتين (Gabapentin) أو بريجابالين (Pregabalin).

 

الكورتيكوستيرويدات

في بعض الحالات، قد نصف للمريض الكورتيزون لتخفيف الالتهاب والألم.

لكن استخدامها يكون بحذر وتحت إشراف طبي، خصوصًا عند كبار السن أو المصابين بأمراض مزمنة.

 

المراهم والكريمات الموضعية

يمكن استخدام كريمات مهدئة تحتوي على ليدوكايين لتخدير المنطقة وتخفيف الألم الموضعي.

كما يجب استخدام كمادات باردة لتقليل الحكة والتهيج.


ثالثا: الوقاية من المضاعفات

من أخطر مضاعفات الحزام الناري ما يُعرف بـ"الألم العصبي التالي للهربس"، وهو ألم قد يستمر لشهور أو سنوات بعد زوال الطفح الجلدي. لتقليل فرص الإصابة بهذا المضاعف، يجب:

الالتزام بالعلاج المضاد للفيروسات من البداية.

استخدام مسكنات الألم بشكل مناسب لتخفيف شدة الألم.

مراجعة الطبيب فورًا إذا استمر الألم بعد اختفاء الطفح.

كما أن الحزام الناري قد يؤثر على العين إذا ظهر في منطقة الوجه، مما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل ضعف البصر، وهنا يصبح التدخل الطبي السريع أمرًا بالغ الأهمية.

 

رابعًا: اللقاح ودوره في الوقاية

تتوفر اليوم لقاحات فعالة للوقاية من الحزام الناري، مثل لقاح شينجريكس (Shingrix).

يُوصى به للأشخاص فوق سن الخمسين، أو من لديهم ضعف في جهاز المناعة.

اللقاح يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالمرض، كما يقلل من شدة الأعراض إذا حدثت العدوى.

 

خامسًا: الدعم النفسي والاجتماعي

الإصابة بالحزام الناري قد تكون مرهقة نفسيًا بسبب الألم المزمن والمظهر المزعج للطفح. لذلك يُنصح:

بمساندة المريض نفسيًا من قِبل العائلة والأصدقاء.

توعية المريض بأن المرض مؤقت وغالبًا ما يختفي خلال أسبوعين إلى أربعة أسابيع.

الاستعانة بالجلسات العلاجية النفسية إذا تسبب الألم المزمن في الاكتئاب أو القلق.

 

العلاج الطبيعي للحزام الناري

سادسًا: طرق علاج طبيعية وداعمة

إلى جانب العلاجات الطبية، هناك عدة وسائل طبيعية تساعد على تخفيف الألم والتهيج، والتي توضحها الدكتورة مروة كمال أخصائية التغذية العلاجية:

الكمادات الباردة

وضع قطعة قماش نظيفة مبللة بماء بارد على المنطقة المصابة يقلل من الالتهاب ويخفف الألم.

الاستحمام بدقيق الشوفان

إضافة مسحوق الشوفان إلى ماء الاستحمام يساعد على تهدئة الجلد المتهيج وتقليل الحكة.

استخدام الصبار (الألوفيرا)

جل الألوفيرا الطبيعي معروف بخصائصه المهدئة والمضادة للالتهاب، ويمكن وضعه مباشرة على الطفح الجلدي.

العسل الطبيعي

يحتوي العسل على خصائص مضادة للبكتيريا والالتهاب، ويساعد على تهدئة الجلد وتعجيل الشفاء.

التغذية السليمة

تناول أطعمة غنية بفيتامين C وB12 والزنك يُعزز مناعة الجسم ويساعد على مقاومة الفيروس.

الراحة وتقليل التوتر

الضغط النفسي يزيد من شدة الأعراض، لذا يُنصح المريض بالحصول على قسط كافٍ من الراحة وممارسة تمارين الاسترخاء مثل التنفس العميق أو التأمل.