فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

أسواق السندات العالمية تحت الضغط.. مخاوف العجز والديون ترفع تكلفة الاقتراض.. والمستثمرون يبحثون عن الملاذات الآمنة

أسواق السندات العالمية،
أسواق السندات العالمية، فيتو

تشهد الأسواق المالية العالمية حالة من التوجس والترقب، حيث تتصاعد التوترات السياسية والمالية لتضع السندات السيادية في قلب المشهد، وسط تحذيرات من اتساع فجوة العجز في الميزانيات وارتفاع تكلفة الاقتراض على الحكومات.

مخاوف متشابكة تضع المستثمرين في مأزق

لم تأتي هذه المخاوف من فراغ، بل هي نتاج تداخل مجموعة من العوامل، تتراوح بين قرارات البنوك المركزية المتعلقة بأسعار الفينة والانقسامات السياسية داخل الحكومات، والتغيرات في السياسات التجارية، حيث يضع هذا المزيج المعقد المستثمرين أمام معادلة صعبة، بين السعي لتحقيق عوائد مجزية وحماية محافظهم الاستثمارية من المخاطر المتزايدة.

بؤر التوتر حول العالم

هناك العديد من بؤر التوتر حول العالم، ساهمت في زيادة أزمات أسواق السندات، والتي يأتي في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تجددت المخاوف بشأن العجز بعد أن قضت محكمة استئناف بعدم قانونية معظم الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب، مما يهدد مليارات الدولارات من الإيرادات المحتملة.

أسواق السندات
أسواق السندات

ولم تقف بؤر التوتر عند هذا الحد فقط، ولكن في المملكة المتحدة، ارتفعت عوائد السندات الحكومية لأجل 30 عاما، إلى أعلى مستوى منذ 1998، مما ينذر بارتفاع تكلفة الاقتراض للحكومة، بينما قفزت عوائد السندات لأجل 10 سنوات في فرنسا، إلى 3.58% وسط مخاوف من أن تؤدي أزمة العجز في الميزانية إلى إسقاط حكومة رئيس الوزراء، مما يزيد الضغوط قبل مناقشة الموازنة.

كما يخشى المستثمرين في اليابان، من أن يؤدي أداء الحزب الحاكم الضعيف في الانتخابات إلى بروز قيادة جديدة ذات أجندة شعبوية تدفع لزيادة الإنفاق الحكومي، بينما ترقب الأسواق تشديد البنك المركزي لسياسته.

تحذيرات الخبراء من أزمات أسواق السندات

نقل تقرير لشبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، عن كبير الاقتصاديين في بيل هانت، كالوم بيكرينج، قوله إنه في حين لا توجد أزمة في سوق السندات، فإن السعر المرتفع الذي تدفعه الحكومات، إلى جانب أسعار الفائدة المرتفعة، يمثل مشكلة اقتصادية في جميع أنحاء العالم المتقدم.

وأضاف بيكرينج، أن أسعار الفائدة المرتفعة تقيد خيارات السياسة، وتزاحم الاستثمار الخاص، وتتركنا نتساءل عما إذا كنا سنواجه نوبة من عدم الاستقرار المالي.

ومن جانبه، أشار نائب كبير اقتصاديي الأسواق في كابيتال إيكونوميكس، جوناس جولترمان، إلى أنه يبدو أن هناك ثلاثة محركات متداخلة وراء التحرك العالمي نحو الارتفاع في العائدات طويلة الأجل: المخاوف المالية، والسياسة النقدية، وتأثيرات أقساط التأمين على المدى الطويل مثل ديناميكيات العرض والطلب.

وأوضح، أن كل من المملكة المتحدة وفرنسا، تواجه حسابات ميزانية معقدة تتطلب مزيجا من زيادات الضرائب وتخفيضات الإنفاق للحفاظ على استقرار المالية العامة ودعم أسواق السندات، مضيفا أن ديناميكيات السوق تشير إلى تذبذب الثقة في قدرة البنوك المركزية واستعدادها للسيطرة على التضخم على المدى المتوسط.

وتواجه الأسواق العالمية اختبارا صعبا يتمثل في كيفية موازنة الحكومات بين إدارة الديون الضخمة وتحفيز النمو دون إثارة التضخم، في وقت يبدو أن ثقة المستثمرين في قدرة البنوك المركزية على السيطرة على التضخم على المدى المتوسط قد بدأت في التذبذب.