فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

جوهر الإنسانية والجامع لمعانيها

 تشهد الإنسانية بكل ما لها وما فيها من المكارم والفضائل والمحاسن والقيم الإنسانية النبيلة، ويشهد التاريخ البشري، ويشهد العقلاء المنصفين من البشر بأن رسول الله صلى الله على حضرته وعلى آله وصحبه وسلم هو حقيقة إنسان عين الوجود، وأنه المتربع على عرش الإنسانية بلا منازع، وأنه صاحب الفضل على الإنسانية ذاتها.. 

 

فهو الذي جلاها بكل ما فيها من مكارم وفضائل ومحاسن وقيم إنسانية نبيلة قولا وفعلا وعملا وسلوكا، فهو الإنسان الكامل في ذاته وصفاته والعظيم في خلقه وأخلاقه، وهو المكمل الأكمل الأتم، وهو عين الكمال وينبوعه، وبه الكمال إكتمل، ولولاه ما ظهر الكمال ولا علم بتمامه، ولما لا وهو الذي أدبه ورباه وعلمه وزكاه هو الله الخالق البديع المبدع سبحانه.. 

 

ولقد شهد الله تعالى له بالسمو والإرتقاء فوق الكمال فقال تبارك وتعالى "وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ". ولقد زكاه سبحانه جملة وتفصيلا في محكم آيات قرآنه، ففي عقله الرشيد قال سبحانه "مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ"، وفي لسانه الصادق قال "وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ"، وفي بصره  النوراني وحياءه قال "مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ".. 

 

وفي فؤاده وقلبه الطاهر قال "مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى"، هذا وقد زكى سبحانه وتعالى بعثته فقال "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ"، ولقد أشار الحق عز وجل إلى الحكمة الإلهية من بعثته بقوله جل جلاله "هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ". 

 

هذا ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم متكلفا في فضائله وخلقه، بل كان مبعث أخلاقه العظيمة تلك الفطرة النقية والسليمة والخالصة التي فطره الله تعالى عليها والتي كانت هي المصدر الحقيقي لأخلاقه العظيمة، والتي نتج عنها علاقاته الإنسانية الكاملة ليس مع البشر فقط بل مع الوجود بأسره.. 

هذا وإن من يطالع سيرته الطيبة العطرة بتعقل  وإمعان وإعتدال، لشهد لحضرته بالإنسانية الكاملة ويتحقق بقول الله سبحانه "وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ"، وفي الختام أتساءل متعجبا ممن يبدعون وينكرون الإحتفال بذكرى مولده المبارك.. 

كيف لنا ألا نحب رسول الله ونفرح ونحتفل بذكرى مولده الشريف، وهو الحبيب الأعظم لربه تعالى ومولاه جل في علاه والخليل الأكرم! فلنفرح ولنحتفي ونحتفل بذكرى مولده الشريف.. على حضرته وآله الصلاة والسلام..