محمد عبد الجليل يكتب: ليلة الدماء والنار، الداخلية تقتحم عش الأفاعي بالدقهلية وتقضي على 8 تجار مخدرات، تفاصيل سرية، ووزير الداخلية يتابع لحظة بلحظة "حتى تمام يا فندم"
انقطع صمت الظلام الدامس في قرية منصور، بمركز منية النصر بالدقهلية، تلك البؤرة الإجرامية التي فرضت نفوذها بالقوة والترهيب، محولةً القرية إلى سجن كبير تحت سيطرة تجار المخدرات.
لم يكن هذا مجرد ليل عادي، بل كان موعدًا مع طلقات نارية مدوية ورائحة بارود ملأت الأجواء. في تلك اللحظة، كانت أجهزة الأمن الجنائي، بالتعاون مع قطاع الأمن العام، تستعد لتنفيذ ضربة مؤلمة ضد تلك العصابة، المكونة من ٩ مجرمين شديدي الخطورة، تتحصن في منطقة زراعية بعزبة "منصور" كانت أسمائهم مرادفة للشر، وسجلاتهم الإجرامية تزخر بالجرائم من سرقة بالإكراه إلى تجارة المخدرات، وحيازة ترسانة من الأسلحة النارية التي تهدد حياة كل من يجرؤ على الاقتراب منهم.
توجيهات وزير الداخلية تلاحق المجرمين.. "تمام يا فندم.. القوة على أهبة الاستعداد".
تحت إشراف مباشر وتوجيهات لحظية من قيادات عليا بوزارة الداخلية، انطلقت مأمورية أمنية ضخمة بمشاركة قوات الأمن المركزي. لم تكن هذه عملية عادية، بل كانت مصيرية، فالأوامر كانت واضحة وصارمة: "القضاء على هذه البؤرة الإجرامية بأي ثمن". وفي غرف العمليات، كان المتابعون يترقبون كل حركة، وكل إشارة، في انتظار لحظة الصفر.
بمجرد وصول القوات إلى مكان اختباء تجار الكيف، تحولت الأرض الزراعية إلى ساحة معركة، بل بادروا بإطلاق وابل من الأعيرة النارية تجاه رجال الأمن، لكن القوات كانت مستعدة لكل الاحتمالات، فتمت مواجهة الرصاص بالرصاص.
المشهد كان أشبه بفيلم أكشن حقيقي، حيث تصاعدت أصوات الرصاص في الظلام، بينما كانت الشرطة ترد بقوة وحسم.
سقوط القلعة الحصينة.. ٨ قتلى وخسائر بالملايين
لم تستمر المواجهة طويلًا. أسفر تبادل إطلاق النار عن مقتل 8 من عناصر العصابة الإجرامية، وإصابة العنصر الأخير الذي تم القبض عليه.
ومع كل جسد يسقط، كان الهدف يقترب وتمت السيطرة على المكان، وبدأت عملية التفتيش التي كشفت عن حجم الإمبراطورية الإجرامية التي كانت تسيطر على المنطقة.
عثرت القوات على ترسانة من الأسلحة النارية، منها أربعة بنادق آلية وخمس بنادق خرطوش، وهي الأسلحة التي كانت تستخدم لإرهاب الأهالي. لم يكن هذا كل شيء، فقد تم ضبط كميات ضخمة من المواد المخدرة المختلفة، بلغت نحو ١٦ كيلوجرامًا من "الهيدرو" و"الحشيش" و"الشابو" و"الهيروين".
القيمة المالية لهذه المضبوطات تقدر بحوالي مليون ونصف المليون جنيه، وهو ما يوضح حجم التجارة التي كانت تقوم بها هذه العصابة.