فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

السفاح وضحاياه.. ووثيقة فرانكلين التاريخية

العالم يقف عاجزًا مكتوف الأيدى أمام المذابح التى يرتكبها الصهاينة تجاه المدنيين الفلسطينيين، وممارسة جرائم الحرب والإبادة الجماعية، واتخاذ سلاح التجويع منهجًا للقضاء عليهم بصورة وحشية وغير إنسانية، على مرأى ومسمع العالم الذى تغلب عليه المصالح الشخصية وتحقيق المكاسب على جثث ضحايا قطاع غزة.

فى الوقت ذاته، يتحدث المجرم نتنياهو عن دولة إسرائيل الكبرى، فى ظل دعم أمريكي وغربي للصهاينة، الذين قال عنهم الرئيس الأمريكي الأسبق بنجامين فرانكلين فى عام 1789، خلال خطابه الذى يُعتبر وثيقة تاريخية عند وضع دستور الولايات المتحدة الأمريكية:

إن هناك خطرًا عظيمًا يهدد أمريكا، هو خطر اليهود، ففى كل أرض حل بها اليهود أطاحوا بالمستوى الخلقى وأفسدوا الذمة التجارية فيها، وحذّر الأمريكيين أنه إذا لم يطردوا اليهود من البلاد، فستكون العاقبة وخيمة، وتنزل عليهم لعنة الأبناء والأحفاد، فاليهود هذا شأنهم أينما حلّوا وساروا، والأفعى لا تتوقف عن اللدغ.

وطالب فرانكلين بضرورة أن يشمل الدستور مادة تمنع اليهود من دخول البلاد.. بعد مرور هذه السنوات أصبحت أمريكا مستعمرة للصهيونية.

الحديث عن جرائم الصهاينة، سواء فى قطاع غزة أو الضفة الغربية، التى على مشارف الهيمنة عليها من قبل الصهاينة، أصبح وشيكًا، بعد هدم المباني، وقتل الفلسطينيين، وطردهم من منازلهم ضمن مخطط إجرامى توحشي، واعتقال الشباب، وهم يظنون أن امتلاء السجون بالمعتقلين، بذنب أو بدون ذنب، وتشديد قبضة الاحتلال، يكفى لكسر شعور الفلسطينيين بالاحتلال والقهر.. 

بينما الحقائق الغائبة عن الصهاينة أن الاحتلال يقابله مقاومة، وستظل المقاومة على الساحة في مواجهة العدو الصهيوني، ولن تقف المقاومة إلا بالتحرير المطلق وإقامة الدولة الفلسطينية، وهو ما يتم رفضه من سفاح العصر الحديث نتنياهو ورفاقه من الداعمين فى العالم. وبالتالى تصبح المقاومة قائمة حتى الاستقلال التام.

على العموم، نحن أمام مذابح تُرتكب من قبل الصهاينة على مدار اليوم، ينتج عنها شهداء من المدنيين وطالبى المساعدات الإنسانية، الذين يبحثون عن كسرة خبز.

وعلى الجانب الآخر، دول العالم تقف عاجزة أمام إنقاذ ضحايا جرائم الحرب والإبادة الجماعية في فلسطين، وهذا هو العار الذى يلتصق بكل من دعم سياسيًا أو عسكريًا الصهاينة، ولولاهم ما جرؤوا على القتل والتدمير والتجويع.

وسيظل التاريخ يذكر جرائم الحرب، والإبادة الجماعية، والتطهير العرقى للسفاح نتنياهو ورفاقه، مهما مرّت السنون، لأن ما فعله ويفعله السفاح حتى الآن يُسجّل فى تاريخه الأسود، وسوف يلاقى مصيره قريبًا، من القتل المتعمد بدم بارد، والدماء التى سالت من ضحايا مدنيين.

وسيقف التاريخ عند محطة السفاح وضحاياه من الأطفال والنساء والشباب والشيوخ العزّل الذين لا يحملون السلاح.