غائب تحولت أرقام مشاهدة أغانية لظاهرة فنية، فضل شاكر "يُصحي الشوق" للطرب العربي الأصيل (فيديو)
يواصل الفنان اللبناني فضل شاكر توهجه الفني وحصد نجاحات منقطعة النظير على الساحة الغنائية من عمق مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان، وتحديدًا من حي المنشية القريب من مسقط رأسه في صيدا، حيث قدم الفنان نموذجًا استثنائيًّا للعودة الفنية التي تتحدى الغياب الجسدي لكنه بقي حيًّا في القلوب.
ومن داخل غرفة بسيطة مزودة بكمبيوتر وميكروفون وآلات موسيقية محدودة، استطاع هذا فضل شاكر أن يحقق أرقامًا قياسية تفوق بها على كبار نجوم الطرب في العالم العربي.
وتصدَّرت أغنيته الجديدة "صحاك الشوق" قائمة ترند الموسيقى في عدد من الدول العربية عبر منصة يوتيوب، محققة أكثر من 13 مليون مشاهدة خلال 4 أيام فقط من إطلاقها.
ونجاح هذه الأغنية وتميزها يعود إلى المزج بين الألحان الشرقية العذبة والموسيقى الهادئة، مع كلمات ذات طابع رومانسي، والإحساس العالي، الذي يُعرف به فضل شاكر، الذي كان حاضرًا بقوة في هذا العمل، مما أسهم في تعزيز انتشار الأغنية على نطاق واسع.
ولم تتوقف العودة المذهلة، إلى هذه الأغنية بل أغنيته "كيفك ع فراقي" حققت أكثر من 74 مليون مشاهدة خلال شهر واحد فقط، كما تجاوزت أغنية "أحلى رسمة" حاجز 140 مليون مشاهدة في أربعة أشهر.
وهذه النجاحات تجعل من عودة “شاكر” أكثر إثارة للاهتمام خاصة أنها تتم بعيدا عن الأضواء التقليدية، فشاكر الذي أعلن اعتزاله الفن عام 2012 لأسباب أمنية وشخصية، عاد اليوم من خلال البوابة الرقمية فقط، دون حفلات أو ظهور إعلامي مباشر.
وتفاعل جمهوره الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي بحماس منقطع النظير، حيث انتشرت تعليقات المعجبين بمواقع التواصل الاجتماعي مسيدة بأغانيه وتصفها بأنها "تنظف الساحة الفنية" و"تعيد نغمة الطرب الأصيل".
ولم يقتصر التفاعل مع أغانيه على المشاهدات فقط، بل تحول إلى ظاهرة ثقافية واسعة، حيث قام العديد من الهواة والمحترفين بإعادة غناء أغنياته، وحققت فيديوهاتهم نسب مشاهدة عالية.
كما أصبحت أغانيه الخيار الأول للكثير من صانعي المحتوى الذين يستخدمونها كخلفية موسيقية لمقاطعهم.
والمشهد الأكثر تأثيرًا كان في حفل اختتام مهرجان "صيداويات"، حيث قام نجله الفنان محمد شاكر بإجراء مكالمة فيديو مباشرة مع والده من على المسرح، مما أثار مشاعر الحنين والفرح لدى الحضور الذين هتفوا بحرارة لاسم الفنان الغائب الحاضر.
وفضل شاكر اليوم أصبح ظاهرة فنية ثقافية تثبت أن الجودة الفنية والأصالة يمكن أن تشق طريقهما حتى من داخل مخيم وبدون آليات الترويج التقليدية.