يحيي قلاش يكتب: الرئيس والإعلام والحوار المطلوب.. إعطاء مساحة للرأي والرأي الآخر.. والفرصة لأجيال جديدة حتى نعيد سيرتنا الأولى
لم يكن رئيس الجمهورية يُضيع من وقته أكثر من 3 ساعات مع رؤساء الهيئات الصحفية، والإعلامية في الحديث عن تطوير الإعلام وإتاحة المعلومات، والنهوض بالمؤسسات القومية، وتفعيل دور الإعلام المصري وعودته كقوة ناعمة مؤثرة، وإعطاء مساحة للرأي، والرأي الآخر، وإعطاء الفرصة لأجيال جديدة حتى نعيد سيرتنا الأولى، ونذهب بهذه الخريطة، التي حددها الرئيس إلى دهاليز النسيان والجمود، أو إلى مجرد اجتماعات منزوعة من أي فعل حقيقي، أو تغيير على الأرض، أو تصحيح لواقع مؤلم تدخل فيه المهنة إلى نفق مظلم، ويعيش مَن يعملون فيها أوضاعًا من البؤس، والتردي الاجتماعي والاقتصادي غير المسبوق.
الانفتاح على الأفكار، التي طرحها الرئيس طريقها الوحيد هو إجراء حوار حقيقي تشارك فيه كل الأطراف المعنية، وفي مقدمتها نقابة الصحفيين، التي تستطيع أن تنقل رؤيتها، والتي تم ترجمتها إلى قرارات وتوصيات صادرة عن المؤتمر العام السادس منذ شهور قليلة مضت، وشارك فيها صحفيون وخبراء بكل تنوعاتهم، وقبلها ما تقدمت به النقابة من أفكار خلال جلسات الحوار الوطني.
علينا أن نتشبث بلقاء الرئيس، ونسعى أن يذهب إلى مساره الصحيح، فهو الفرصة الأخيرة لإنقاذ الإعلام المصري، الذي آن له أن يخرج من غرفة الرعاية، وأن يفيق من غيبوبة طالت، وغياب شل قدرة هذه القوى الناعمة على الفعل والتأثير والمساندة والمساهمة في تشكيل الوعي، خاصة في هذه المرحلة الخطيرة، التي يمر بها وطننا.