فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

فوائد السيلينيوم لدعم الجهاز المناعي وصحة الغدة الدرقية

فوائد السيلينيوم
فوائد السيلينيوم للصحة، فيتو

فوائد السيلينيوم، يُعد السيلينيوم من المعادن النادرة التي يحتاجها الجسم بكميات ضئيلة للغاية، لكنه في المقابل يؤدي أدوارًا محورية وحاسمة في الحفاظ على صحة الإنسان، بدءًا من تقوية جهاز المناعة مرورًا بحماية الخلايا من الأكسدة ووصولًا إلى دعم صحة الغدة الدرقية والقلب والدماغ. 

ورغم أن الاحتياج اليومي منه لا يتجاوز بضع ميكروجرامات، فإن نقصه أو زيادته يمكن أن يترك آثارًا صحية واضحة وخطيرة.

السيلينيوم وفوائده
السيلينيوم وفوائده

ما هو السيلينيوم؟

وأوضحت الدكتورة مها سيد اخصائية التغذية العلاجية، أن السيلينيوم هو عنصر معدني يوجد في التربة والماء وبعض الأطعمة، ويندرج ضمن قائمة المعادن "النادرة" أو "المتناهية الصِغر"، أي أن الجسم يحتاجه بكميات صغيرة جدًا، لكنه لا يستطيع تصنيعها داخليًا، مما يجعله عنصرًا غذائيًا أساسيًا يجب الحصول عليه من الطعام أو المكملات عند الحاجة.

يُخزن السيلينيوم بشكل أساسي في العضلات، لكنه يوجد أيضًا في الكبد والغدة الدرقية والدماغ. 
وقد أثبتت الأبحاث أن وجوده ضروري لنشاط عدد من الإنزيمات المضادة للأكسدة، مثل إنزيم "الجلوتاثيون بيروكسيداز"، الذي يحمي الخلايا من التلف الناجم عن الجذور الحرة.
 


فوائد السيلينيوم لصحة الجسم

وتستعرض الدكتورة مها، في السطور التالية، اهم فوائد السيلينيوم لصحة الجسم، بمختلف أجهزته.

1- مضاد أكسدة قوي يحارب الشيخوخة المبكرة

أحد أبرز أدوار السيلينيوم يتمثل في كونه مضاد أكسدة فعال. فهو يساعد على تقليل الإجهاد التأكسدي، أي الخلل الذي يحدث عندما يتراكم في الجسم قدر زائد من الجذور الحرة. هذا الخلل يؤدي إلى تدمير الخلايا وتسريع عملية الشيخوخة، فضلًا عن زيادة مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
وجود السيلينيوم بكميات كافية يساهم في حماية خلايا الجلد من التلف، وبالتالي يقلل من ظهور التجاعيد المبكرة ويحافظ على نضارة البشرة.

 

2- دعم جهاز المناعة

يمثل السيلينيوم درعًا واقيًا لجهاز المناعة. فهو يساعد في إنتاج الخلايا المناعية، ويعزز من قدرة الجسم على محاربة الالتهابات والفيروسات. وتشير دراسات طبية إلى أن الأشخاص الذين يعانون من نقص السيلينيوم يكونون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى التنفسية، كما أن المكملات قد تُحسّن من مقاومة الجسم لبعض الأمراض مثل الإنفلونزا ونزلات البرد.

 

3- صحة الغدة الدرقية

الغدة الدرقية من أكثر أعضاء الجسم التي تحتوي على تركيز عالٍ من السيلينيوم، إذ تعتمد على هذا المعدن لإنتاج الهرمونات المنظمة لعملية الأيض والطاقة.

يساعد السيلينيوم في تحويل هرمون "T4" غير النشط إلى "T3" النشط، وهو الهرمون الأساسي الذي ينظم وظائف الجسم الحيوية. كما أنه يقي الغدة من الالتهابات والأكسدة، ويُعد داعمًا مهمًا للأشخاص المصابين باضطرابات الغدة مثل "قصور الغدة الدرقية" أو "هاشيموتو".

 

4- الوقاية من أمراض القلب

يلعب السيلينيوم دورًا في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، حيث يعمل على تقليل الالتهاب ومنع أكسدة الكوليسترول الضار (LDL)، وهو ما يحمي الأوعية الدموية من التصلب والانسداد.

وتشير بعض الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين لديهم مستويات كافية من السيلينيوم يتمتعون بانخفاض خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية مقارنة بمن يعانون من نقص فيه.

 

5- تعزيز الصحة العقلية والوقاية من التدهور المعرفي

نقص السيلينيوم قد يرتبط بزيادة فرص الإصابة باضطرابات المزاج مثل القلق والاكتئاب. كما وجدت أبحاث أن انخفاض مستوياته يرتبط بتدهور القدرات المعرفية وظهور أمراض مثل الزهايمر.
وجود السيلينيوم بكميات مناسبة يساعد الدماغ على مقاومة الإجهاد التأكسدي، ويحافظ على صحة الخلايا العصبية، مما يدعم الذاكرة والانتباه ووظائف التفكير.

 

6- الخصوبة والصحة الإنجابية

السيلينيوم عنصر مهم في صحة الجهاز التناسلي للرجال والنساء على حد سواء. فهو يساهم في تحسين جودة الحيوانات المنوية وحركتها، مما يزيد فرص الإخصاب. كما أن له دورًا في حماية البويضات عند النساء من التلف التأكسدي. لذلك يُعتبر وجوده أساسيًا في دعم الخصوبة وتعزيز فرص الحمل.

 

7- الوقاية من بعض أنواع السرطان

تشير دراسات علمية إلى أن السيلينيوم قد يقلل من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، مثل سرطان البروستاتا والرئة والقولون. وذلك بفضل دوره كمضاد أكسدة يقلل من تلف الحمض النووي للخلايا ويمنع تحوّلها إلى خلايا سرطانية. ومع ذلك، لا يزال العلماء يؤكدون أن دوره وقائي وليس علاجيًا، وأن الإفراط في تناوله قد يؤدي إلى نتائج عكسية.

السيلينيوم
السيلينيوم

مصادر السيلينيوم الطبيعية

يمكن الحصول على السيلينيوم من مجموعة متنوعة من الأطعمة، ومن أبرزها:

المكسرات البرازيلية: تُعد أغنى مصدر طبيعي، حيث تحتوي حبة واحدة فقط على أكثر من الاحتياج اليومي.

المأكولات البحرية مثل التونة، السردين، الجمبري والكابوريا.

اللحوم مثل الكبد والدجاج ولحم البقر.

البيض ومنتجات الألبان.

الحبوب الكاملة والبقوليات مثل العدس والشوفان.

 

الكمية الموصى بها

يحتاج البالغون عادةً إلى نحو 55 ميكروجرامًا يوميًا من السيلينيوم، بينما تحتاج النساء الحوامل والمرضعات إلى كمية أكبر قليلًا تصل إلى 60–70 ميكروجرامًا. 

من المهم الالتزام بهذه الجرعات لأن الإفراط في تناوله قد يؤدي إلى ما يسمى "تسمم السيلينيوم"، والذي يسبب أعراضًا مثل تساقط الشعر، هشاشة الأظافر، الغثيان، رائحة نفس كريهة شبيهة بالثوم، وفي الحالات الشديدة مشكلات في الجهاز العصبي.