طبيب يحذر من الإفراط في تناول أدوية حموضة المعدة
قد يبدو تناول قرص يخفف حرقة المعدة وكأنه حل سحري، فبالنسبة للكثيرين، تنهي مثبطات مضخة البروتون (PPIs) آلام الحموضة الليلية وتعيد لهم القدرة على النوم.
لكن المشكلة تبدأ عندما يتحول استخدامها إلى عادة يومية تمتد لأشهر وربما لسنوات، من دون مراجعة طبية.
تعمل هذه الأدوية على تثبيط إفراز حمض المعدة بكفاءة عالية، وهي ميزة علاجية، لكنها في الوقت نفسه قد تفتح الباب لمشاكل صحية لاحقة مثل: نقص بعض العناصر الغذائية، تغيّر التوازن البكتيري في الأمعاء، وزيادة خطر الإصابة بالالتهابات.
قال الدكتور بوفان شيتي، استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد بالهند أن الاستخدام الطويل لمثبطات مضخة البروتون قد يسبب تلفًا في بطانة الأمعاء، مع انعكاسات خطيرة على الصحة بحسب Onlymyhealth.
دور حمض المعدة ومخاطر تثبيطه
يلعب حمض المعدة دورًا أساسيًا في الهضم فهو يساعد على امتصاص فيتامين ب12، ويقضي على الميكروبات التي تدخل مع الطعام، وينشط الإنزيمات الهاضمة. عند تثبيط الحموضة لفترات طويلة، يختل هذا التوازن الطبيعي.
وأضاف أنه يسمح انخفاض الحموضة بانتقال أعداد أكبر من البكتيريا إلى الأمعاء الدقيقة، مما يؤدي إلى تغيّر في تركيبة الميكروبات قد يصل إلى فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة (SIBO)، إضافة إلى زيادة معدلات العدوى المعوية، وتزداد هذه المخاطر بزيادة الجرعة وطول فترة العلاج.
نقص العناصر الغذائية
فيتامين ب 12: يحتاج لإفراز حمضي كافٍ ليُمتص بشكل طبيعي.
وقد ارتبط الاستخدام المزمن لمثبطات مضخة البروتون بنقصه، مما يسبب فقر دم، وخدرًا بالأطراف، وتباطؤًا في الإدراك.
المغنيسيوم: قد يؤدي نقصه، وإن كان نادرًا، إلى تشنجات ونوبات صرع واضطراب خطير في ضربات القلب.
يشير شيتي إلى أن مراقبة هذه المستويات وتعويضها عند الحاجة يحمي المرضى من المضاعفات.
أظهرت الدراسات أن مثبطات مضخة البروتون تزيد من احتمالية:
الإصابة بعدوى المطثية العسيرة المسببة لإسهال شديد.
الالتهاب الرئوي المكتسب من المجتمع.
عدوى منقولة بالغذاء مثل السالمونيلا والعطيفة.
كما ربطت بزيادة طفيفة في خطر الإصابة بكسور العظام ومرض الكلى المزمن.
كيف تظهر المشاكل عند المرضى؟
غالبًا لا يربط المريض بين الأعراض الجانبية والدواء، مثل:
وخز في الأصابع أو تعب مزمن (نقص ب12).
انتفاخ وغازات وفقدان وزن غير مبرر (SIBO).
إسهال متكرر بعد مضاد حيوي (المطثية العسيرة).
ويؤكد الدكتور شيتي أن مراجعة الدواء تصبح أولوية خاصة لدى كبار السن أو من يتناولونه لسنوات طويلة.
ترشيد الاستخدام وخطط أكثر أمانًا
إعادة التقييم الدوري: إذا لم تكن هناك حاجة طبية واضحة طويلة الأمد مثل قرحة أو مريء باريت فيجب التفكير في تقليل الجرعة أو التوقف.
التوقف التدريجي: الانسحاب المفاجئ يسبب ارتداد الحموضة، لذلك ينصح بخفض الجرعة تدريجيًا أو التحول مؤقتًا لحاصرات H2.
تعديل نمط الحياة: إنقاص الوزن، رفع رأس السرير، تجنب الوجبات المتأخرة أو الأطعمة المثيرة للارتجاع، كلها خطوات تقلل الحاجة للأدوية المزمنة.
مراقبة الفحوص: قياس مستويات ب12 والمغنيسيوم عند المرضى المعرضين للخطر.
حمض المعدة قد يكون صديقًا وعدوًا في الوقت نفسه، فبينما تظل مثبطات مضخة البروتون من أقوى العلاجات المتاحة، فإن أمانها على المدى الطويل ليس مطلقًا. المراجعة الدورية، والفحوصات الموجهة، والتوقف المخطط له عند الضرورة، هي ما يجعل العلاج أكثر أمانًا وملاءمة لكل مريض.