أسعار الشقق المصيفية بالإسكندرية تتضاعف رغم قرب انتهاء الموسم وبدء العام الدراسي
مع اقتراب نهاية فصل الصيف رسميًا في 22 سبتمبر، تعيش الأسر المصرية سباقًا ماليًا مرهقًا. فمن جانب، قفزت أسعار الشقق المصيفية إلى مستويات غير مسبوقة جعلت قضاء بضعة أيام على البحر حلمًا بعيد المنال لكثيرين، وعلى جانب آخر بدأت الدروس الخصوصية وشراء المستلزمات الدراسية قبل بدء الدراسة بأسابيع، لتجد الأسر نفسها أمام موسم مزدوج من النفقات، يتداخل فيه الترفيه مع التعليم، والبحر مع الدفاتر والشنط المدرسية.




شقق المصيف أسعار تحلّق في السماء
وهذا العام، ارتفعت أسعار الشقق المفروشة في المدن الساحلية بشكل ملحوظ، خاصة في الإسكندرية، حيث وصل إيجار الليلة الواحدة إلى ما بين 1000 و1500 جنيه للشقق المتوسطة، بينما تتجاوز الأسعار ذلك بكثير للشقق المطلة مباشرة على البحر أو القريبة من الكورنيش في مناطق مثل سيدي بشر والمعمورة والهانوفيل.
أصحاب الشقق يعزون هذه الزيادات إلى ارتفاع تكاليف الكهرباء والصيانة وزيادة الطلب خلال شهري يوليو وأغسطس، وهو ما جعل الإيجار اليومي يتضاعف مقارنة ببداية الصيف.
لكن بالنسبة للأسر ذات الدخل المحدود، تبدو هذه الأسعار أقرب إلى رفاهية لا يمكن تحمّلها، خاصة إذا كانت الأسرة تضم أكثر من طفل في مراحل دراسية مختلفة، ما يجعل المصيف عبئًا إضافيًا على ميزانية مثقلة أصلًا بالمصاريف.



التحايل لتقليل التكلفة شقة واحدة لعشرة أفراد
لم يقف المصطافون مكتوفي الأيدي أمام هذه الأسعار. على العكس، ابتكروا طرقًا للتحايل على تكاليف الإيجار، أبرزها استئجار شقة واحدة لعدة أسر أو مجموعات من الأصدقاء، بحيث تتقاسم التكلفة بينهم جميعًا.
في بعض الحالات، يصل عدد المقيمين في الشقة إلى عشرة أشخاص أو أكثر، ما يقلل التكلفة للفرد الواحد لكنه يجعل الإقامة مزدحمة، ويفقد المصيف جزءًا من خصوصيته وراحته. ومع ذلك، يراه كثيرون حلًا عمليًا يسمح لهم بالاستمتاع بالبحر قبل عودة الدراسة.



موسم المدارس يبدأ مبكرًا
وكأن المصايف وحدها لا تكفي، جاء موسم المدارس ليزيد الضغوط على الأسر. حيث بدأت الدروس الخصوصية في بعض المراحل الدراسية، خصوصًا الثانوية العامة، منذ أوائل أغسطس، لتضيف عبئًا ماليًا جديدًا.
أسعار الحصص ارتفعت بدورها، وفقًا لاسم المعلم والمادة الدراسية وعدد الطلاب في المجموعة. هذا يعني أن مصاريف الدراسة بدأت فعليًا قبل أسابيع من بداية العام الدراسي المقرر في أواخر سبتمبر أو أوائل أكتوبر.


المستلزمات الدراسية والشنط والكشاكيل
الأسواق امتلأت بالزي المدرسي والشنط والأدوات المكتبية منذ منتصف أغسطس، أصبح موسم المدارس مرادفًا لموسم الإنفاق الكبير، حتى قبل أن تبدأ الدراسة رسميًا.




نهاية الصيف وبداية الضغوط
مع حلول 22 سبتمبر، ينتهي الصيف رسميًا ويبدأ الخريف، لكن بالنسبة للأسر المصرية، يبدو أن موسم الضغوط المالية لا ينتهي أبدًا. من مصاريف المصايف المرتفعة، إلى الدروس الخصوصية، إلى المستلزمات الدراسية، يعيش الآباء والأمهات بين مطرقة الترفيه وسندان التعليم، في محاولة يائسة لتحقيق توازن بين فسحة صيفية مستحقة ومستقبل دراسي يتطلب الكثير من الاستثمار المالي والذهني.