ملف المتحدث الرسمي!
كثيرون يقومون بهذه المهمة على الوجه الأكمل.. يرتبط الأمر بالمؤسسة التي يعملون بها ويمثلونها.. لا يتأخر لهم بيان ولا يتعثر منهم تصريح.. المعلومة حيث موعدها وقدرها.. بأرقامها وتفاصيلها إذا تطلب الأمر.. وكلما تطلب الأمر.. لا ملل ولا ضجر.. يرتبط -للأمانة أيضا - بالسمات الشخصية من الإيمان بالدور الذي يقومون به إلى الثقافة والوعي بأهمية الرأي العام.. بماهية الرأي العام.. وضرورة اطلاعه على كل ما يهمه ويعنيه بالقدر المتاح.. كما تلعب الكاريزما دورا مهما في ذلك!
آخرون.. كثيرون - ويا للأسى- أيضا لا يفعلون الأمر نفسه.. لا يقومون بالدور نفسه... لا كما ولا نوعا.. فلا هم على خط اهتمام الناس بوزاراتهم ولا محافظاتهم ولا وهيئاتهم العامة التي يمثلونها.. ولا هم حتى على خط الضرورة.. التي يقتضيها عملهم وتقتضيها المصلحة العامة!
هؤلاء.. وبصراحة شديدة.. عبء على من يمثلونهم.. فلا هم قاموا بالمهمة.. ولا هم تركوها لغيرهم.. ولا نعرف ماذا يفعلون بالضبط؟! يتردد بين الزملاء كثيرا مقولة: "لا يرد على الصحفيين"! نعم ؟! أومال يرد على مين؟! الصحفي وسيط بين المسئول والناس.. همزة الربط بين الجهة الحكومية والمواطن.. الصحفي ينشر في جريدته وفي فضائيته وفي وكالته للأنباء.. ومنها تعرف الدنيا الأخبار.. ولذلك اسمه إعلام أي إخطار الناس بما يجري!
هذه التقليعة (لا يرد على الصحفيين) انتشرت الفترة الأخيرة وخاصة في بعض الوزارات الخدمية المرتبطة بشدة بحياة الناس.. وهذا ينعكس علي رأي الناس في الحكومة!
هذه الظاهرة تحتاج إلى المناقشة.. والمناقشة تستدعي ملف هؤلاء المقصرين.. فأما حاسبوهم.. وإما يحاسبوا الشعب اللي بيسأل عمال على بطال وبيزعج جناب المتحدث إياه!
الضمير مسألة ذاتية تعود لكل فرد.. ولذلك لا يؤسس عليها نظام.. النظم تتأسس بالضبط والربط.. وحتى يتحقق الانضباط في دولاب العمل الحكومي المسئول عن "حوائج الناس" وحتى يتحقق الضبط والربط.. سنظل خلف الأمر.. وسيظل الحديث عن السادة "الصامتون الرسميون".. مفتوحا مستمرا!