"البابونج" زهرة تساعد في التخلص من الأرق ومشاكل المعدة والقولون
فوائد البابونج، يُعد البابونج من أقدم الأعشاب الطبية التي عرفها الإنسان، فقد استخدمته الحضارات القديمة مثل المصريين والرومان واليونان لعلاج العديد من الأمراض والاضطرابات الصحية.
وتتميز زهرة البابونج بشكلها الجميل، وبلونها الأبيض الناصع ورائحتها العطرية المهدئة، إلى جانب قيمتها العلاجية الكبيرة التي جعلتها إحدى أكثر الأعشاب انتشارًا في الطب التقليدي والشعبي.
ومع تطور الدراسات العلمية، أثبتت الأبحاث الحديثة الكثير من الفوائد التي ارتبطت باستخدام البابونج سواء كمشروب عشبي أو كمستخلص يُضاف إلى مستحضرات العناية بالبشرة والشعر.
أهم فوائد البابونج لصحة الجسم

أكدت الدكتورة هدى مدحت أخصائية التغذية العلاجية، أن البابونج ليس مجرد مشروب عشبي لطيف يُحتسى قبل النوم، بل هو كنز صحي وجمالي متعدد الفوائد، من تهدئة الأعصاب وتحسين النوم، إلى دعم مختلف أجهزة الجسم.
تعزيز الاسترخاء ومحاربة الأرق
أضافت الدكتورة هدى، أن أشهر ما يُعرف عن البابونج هو قدرته على تهدئة الأعصاب ومساعدة الجسم على الاسترخاء. فقد أظهرت الدراسات أن شرب كوب من شاي البابونج قبل النوم يساعد على تحسين جودة النوم والتقليل من حالات الأرق.
ويعود ذلك إلى احتواء البابونج على مركبات طبيعية مثل "الأبيجينين" التي ترتبط بمستقبلات معينة في الدماغ وتعمل كمهدئ خفيف، ما يجعل الجسم والعقل أكثر استعدادًا للراحة.
ولهذا يُنصح الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النوم أو التوتر العصبي بالاعتماد على البابونج كوسيلة طبيعية وآمنة بدلًا من المهدئات الكيميائية.
دعم صحة الجهاز الهضمي
من أبرز فوائد البابونج أيضًا أنه صديق للجهاز الهضمي، إذ يساعد في تخفيف آلام المعدة والانتفاخات ويقلل من تشنجات القولون.
شرب البابونج بعد الوجبات يسهم في تهدئة الأمعاء وتحفيز عملية الهضم، كما أنه يخفف من أعراض عسر الهضم والإمساك.
بعض الدراسات أشارت إلى أن البابونج قد يكون فعالًا في التخفيف من أعراض متلازمة القولون العصبي، حيث يعمل كمضاد للتقلصات ومهدئ لبطانة الجهاز الهضمي.
كذلك يمكن أن يساهم في تقليل الغثيان وحرقة المعدة عند بعض الأشخاص.
تقوية المناعة ومكافحة الالتهابات
يحتوي البابونج على نسبة عالية من مضادات الأكسدة التي تساعد على تعزيز مناعة الجسم ضد الأمراض. كما أن له خصائص مضادة للبكتيريا والفيروسات تجعله مفيدًا في الوقاية من نزلات البرد والإنفلونزا. ويعمل البابونج أيضًا كمضاد للالتهابات بفضل مكوناته الطبيعية، ما يساعد في تهدئة الالتهابات الداخلية والخارجية على حد سواء. لذلك يُعد شاي البابونج مشروبًا مناسبًا في فصل الشتاء لدعم مناعة الجسم ومقاومة العدوى.
العناية بالبشرة وجمالها
لم تقتصر فوائد البابونج على الصحة الداخلية فحسب، بل امتدت إلى مجال الجمال والعناية بالبشرة. حيث يُستخدم البابونج في تحضير العديد من المستحضرات الطبيعية كالكريمات والماسكات، نظرًا لقدرته على تهدئة التهابات الجلد والتقليل من الاحمرار والحكة. كما يُعتبر علاجًا فعّالًا للبشرة الحساسة والمعرضة للحساسية.
غسل الوجه بمغلي البابونج يساعد في تنظيف المسام والتقليل من حب الشباب بفضل خصائصه المضادة للبكتيريا.
بالإضافة إلى ذلك، فإن استنشاق بخار البابونج يفيد في فتح المسام وتنقية البشرة ومنحها نضارة وحيوية.
فوائد للشعر وفروة الرأس
يُعرف البابونج أيضًا بقدرته على تحسين صحة الشعر، حيث يساعد في تهدئة فروة الرأس الملتهبة والتقليل من القشرة. كما أن شطف الشعر بمغلي البابونج يمنحه لمعانًا طبيعيًا ويزيد من قوته.
ولذوات الشعر الفاتح، يُستخدم البابونج كوسيلة طبيعية لتفتيح لون الشعر وإضفاء بريق ذهبي جميل دون الحاجة إلى مواد كيميائية قاسية.
تخفيف آلام الدورة الشهرية
الكثير من النساء يعتمدن على مشروب البابونج للتخفيف من آلام الدورة الشهرية، وذلك بفضل خصائصه المضادة للتقلصات. فشربه بانتظام خلال فترة الحيض يساعد على تقليل حدة التشنجات وآلام البطن، ويمنح الجسم شعورًا بالراحة والاسترخاء. كما أن تأثيره المهدئ على الجهاز العصبي يساعد في التقليل من التقلبات المزاجية المصاحبة لتلك الفترة.
دعم صحة القلب
تشير بعض الأبحاث إلى أن مضادات الأكسدة الموجودة في البابونج قد تلعب دورًا في حماية القلب والأوعية الدموية من الأمراض. إذ تساهم في خفض مستوى الكوليسترول الضار والوقاية من تصلب الشرايين. كما أن تأثيره المهدئ يساعد في ضبط ضغط الدم والتقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب الناتجة عن التوتر المزمن.
صحة الفم والأسنان
من الاستخدامات التقليدية للبابونج أيضًا أنه يُستعمل كغسول للفم للوقاية من التهابات اللثة والتقرحات. فخصائصه المضادة للبكتيريا والالتهابات تجعله فعالًا في محاربة رائحة الفم الكريهة وتعزيز صحة الفم بشكل عام.
البابونج للأطفال
يُستخدم البابونج منذ القدم كعلاج طبيعي للأطفال الرضع الذين يعانون من المغص والانتفاخات، حيث يساعد في تهدئة المعدة والتقليل من البكاء الناتج عن آلام البطن. ومع ذلك، يجب دائمًا استشارة الطبيب قبل إعطائه للأطفال للتأكد من ملاءمته لهم.
الاستخدامات الموضعية
لا يقتصر دور البابونج على الشرب فقط، بل يمكن استخدامه خارجيًا أيضًا. على سبيل المثال، يمكن وضع كمادات من مغلي البابونج على العيون المتعبة لتقليل الانتفاخ والاحمرار.
كما يمكن استخدامه في غسل الجروح السطحية الطفيفة نظرًا لخصائصه المطهرة والمهدئة.

أضرار ومحاذير استخدام البابونج
وأشارت الدكتورة هدى، إلى أنه رغم الفوائد الكبيرة للبابونج سواء للجهاز العصبي أو الهضمي أو البشرة والشعر، إلا أن هناك بعض الأضرار أو الآثار الجانبية المحتملة التي يجب الانتباه إليها، خاصة عند تناوله بكميات كبيرة أو استخدامه بشكل غير مدروس.
1- الحساسية الجلدية والتنفسية
قد يسبب البابونج ردود فعل تحسسية لدى بعض الأشخاص، خصوصًا من يعانون من حساسية تجاه نباتات تنتمي إلى نفس العائلة مثل الأقحوان وعباد الشمس والأقحوان الأرمني. تظهر الأعراض على هيئة طفح جلدي أو حكة، وأحيانًا صعوبة في التنفس عند الأشخاص شديدي الحساسية.
2- التداخل مع الأدوية
يُعتبر البابونج نباتًا فعالًا، ولهذا قد يتداخل مع بعض الأدوية ويؤثر على فعاليتها. من أبرزها:
أدوية سيولة الدم (مضادات التجلط مثل الوارفارين): إذ يزيد البابونج من خطر حدوث نزيف.
المهدئات والأدوية المنومة: لأنه يحتوي على مركبات مهدئة، فقد يعزز من تأثيرها ويؤدي إلى زيادة النعاس.
أدوية خفض ضغط الدم أو السكري: قد يضاعف البابونج من تأثيرها مما يؤدي إلى هبوط في الضغط أو انخفاض السكر بشكل ملحوظ.
3- تأثيره على الحمل والرضاعة
يُنصح الحوامل بعدم الإكثار من شرب البابونج، إذ تشير بعض الدراسات إلى احتمال أنه قد يسبب تقلصات في الرحم مما يزيد من خطر الإجهاض في حال تناوله بكميات كبيرة. أما في فترة الرضاعة، فبالرغم من أنه غالبًا آمن بكميات قليلة، إلا أن الإفراط فيه قد يسبب مشكلات للرضيع مثل المغص أو الحساسية.
4- مشكلات في المعدة
رغم أنه يُستخدم لتهدئة المعدة، إلا أن شرب كميات مفرطة من البابونج قد يؤدي إلى الغثيان أو القيء أو زيادة الحموضة لدى بعض الأشخاص الحساسين.
5- النعاس وضعف التركيز
بسبب تأثيره المهدئ، قد يسبب البابونج شعورًا بالنعاس أو قلة التركيز، وبالتالي لا يُفضل تناوله قبل قيادة السيارة أو القيام بمهام تحتاج إلى يقظة عالية.
6- تهيج العين عند الاستخدام الموضعي
البعض يستخدم مغلي البابونج كغسول للعين لتقليل الاحمرار أو الالتهابات، لكن في بعض الحالات قد يسبب تهيجًا أو زيادة الالتهاب إذا لم يكن معقمًا أو إذا كان الشخص يعاني من حساسية.