فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

الشاذلي القليبي، أول أمين للجامعة العربية خارج القطر المصري وشاهد على أخطر مرحلة في تاريخ المنطقة

الشاذلي القليبي،
الشاذلي القليبي، أمين جامعة الدولة العربية الأسبق، فيتو

خبر ترشيح السفير نبيل فهمي، وزير الخارجية الأسبق، رئاسة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، خلفًا للسفير أحمد أبو الغيط، الذي تنتهي ولايته في يوليو العام المقبل، حظي بكثير من الاهتمام، على الصعيد المحلي والعربي، ذلك المنصب الذي ظل مصريًا بامتياز منذ أن تأسست جامعة الدول العربية، رسميًا في 22 مارس 1945 في القاهرة.

جامعة الدول العربية 

تأسست جامعة الدول العربية في مصر، وظل مقرها الدائم في القاهرة، بموجب ميثاق الجامعة، الذي وقع عليه سبع دول عربية وقتها وهم: مصر، العراق، لبنان، السعودية، سوريا، الأردن، واليمن.

تجميد عضوية مصر في جامعة الدول العربية 

في مارس 1979 وقّعت مصر، اتفاقية كامب ديفيد مع الكيان المحتل، في عهد  الرئيس محمد أنور السادات، هذا الاتفاق أحدث انقسامًا عربيًا حادًّا؛ إذ رأت غالبية الدول العربية، أنه خروج عن الإجماع العربي وردة للقضية الفلسطينية. وكأول رد فعل عربي عقب ذلك اجتمع وزراء الخارجية العرب، وقرروا تجميد عضوية مصر في جامعة الدول العربية، ونقل مقر الجامعة من القاهرة إلى تونس. 

ظروف اختيار القليبي

بعد إقصاء القاهرة من قيادة العمل العربي المشترك، كان لابد من اختيار شخصية عربية مقبولة ومن بلد يحتضن المقر الجديد في تونس، تم الاتفاق على الشاذلي القليبي، وكان حينها وزيرًا للإعلام والثقافة التونسي، وواحدًا من أبرز المثقفين والوجوه السياسية المقربة من الرئيس الحبيب بورقيبة.

الشاذلي القليبي، تولّى منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية في 10 مارس 1979 خلفًا للمصري محمود رياض، وجاءت ظروف توليه المنصب معقّدة جدًا، لأنها ارتبطت مباشرة بأحد أخطر المنعطفات في تاريخ الجامعة العربية.

انتقال مقر جامعة الدول العربية إلى تونس 


 انتقلت الجامعة العربية انتقلت فعليًا إلى تونس عام 1979، في ظل المرحلة كانت في غاية التعقيد، انقسام عربي حول الموقف من مصر، الحرب الأهلية اللبنانية المشتعلة، صعود التيارات الفلسطينية المسلحة، ثم اندلاع الحرب العراقية – الإيرانية عام 1980.

 

 حاول« القليبي» الحفاظ على الحد الأدنى من التضامن العربي، لكنه اصطدم مرارًا بالتناقضات بين الدول الكبرى في المنطقة، وتحديدًا  العراق، سوريا، السعودية، ليبيا.

 ظروف استقالة القليبي 

الشاذلي القليبي، لم يكن مجرد أمين عام عابر في تاريخ الجامعة العربية، بل كان شاهدًا على أخطر مرحلة في العلاقات العربية: من خروج مصر من الصف العربي بعد كامب ديفيد، إلى حرب الخليج الثانية، والتي انتهى به الحال للاستقالة إبان حرب الخليج. 
 

سبب استقالة الشاذلي القليبي

لم يُعلن عن سبب واضح لاستقالته، واكتفى القليبي برسالة مقتضبة أبلغ فيها الدول العربية بانسحابه من المنصب. الجامعة العربية بدت مرتبكة، لأنه كان في توقيت غاية في الحساسية.

 

ملف غزو العراق للكويت 

أوضح«القليبي» في حوارات ومذكراته، أنه استقال لأنه شعر أن الجامعة لم تعد قادرة على القيام بدورها، وأن الانقسام العربي وصل إلى درجة يستحيل معها إيجاد توافق. ذكر تحديدًا أنه لم يستطع تحمّل الضغوط في ملف غزو العراق للكويت، خاصة مع العجز عن التوفيق بين موقفي العراق والدول الخليجية، وبعض التحليلات ذهبت إلى أن استقالته كانت رفضًا للتورط في منح غطاء عربي للتدخل العسكري الأجنبي ضد العراق.