رفعت سيد أحمد: الصراع الإيراني الإسرائيلي لن يتوقف
قال الدكتور رفعت سيد أحمد، الخبير الاستراتيجي والمفكر القومي، إن التصريحات الأخيرة للواء رحيم صفوي، المستشار العسكري للمرشد الأعلى الإيراني، بشأن احتمال اندلاع حرب قريبة مع إسرائيل "وقد تكون الأخيرة"، تهدف بالأساس إلى التحذير من جولة عسكرية وشيكة بين الطرفين، ربما تحدث خلال هذا العام، وأكد أن صفوي يحذر من هجوم إسرائيلي محتمل على إيران، وليس العكس.
وأوضح رفعت سيد أحمد أن فكرة "الحرب الأخيرة" أو الوصول إلى أهداف نهائية في مثل هذه الصراعات بعيدة المدى فكرة غير صحيحة ومضللة، مشيرًا إلى أن تحقيق مثل هذه الأهداف لن يكون ممكنًا إلا إذا اجتاحت إيران العراق وسوريا ثم وصلت إلى حدود فلسطين، وهو أمر غير واقعي في ظل الإمكانيات الإيرانية الحالية، فضلًا عن وجود قواعد أمريكية على بعض تلك الحدود، مما يجعل هذا السيناريو غير وارد.
وأشار إلى أن الصراع الإيراني – الإسرائيلي لن يتوقف، بل سيتخذ شكل جولات جديدة من الحروب بالوكالة، عبر أذرع إيران في المنطقة مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، وهي مواجهات مرجّح تصاعدها في المرحلة المقبلة.
وتوقع رفعت سيد أحمد أن الحرب الإسرائيلية على غزة ستستمر حتى صيف 2026، متصلةً بالأجندة السياسية الإسرائيلية، تحديدًا مع الانتخابات البرلمانية (الكنيست) المقررة في أكتوبر من نفس العام.
وفي سياق آخر، أكد رفعت أن الخطر الأكبر على المنطقة يتمثل في إسرائيل نفسها، مشيرًا إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن ما وصفه بـ"المهمة الروحية"، التي تهدف إلى إقامة "إسرائيل الكبرى" من النيل إلى الفرات، وتشمل الاستيلاء على أجزاء من مصر والسعودية وسيناء والأردن ولبنان. وعلّق بأن هذه ليست مجرد أوهام أو شعارات، بل رغبة حقيقية متجذرة داخل الفكر الصهيوني، تتجدد مع تنامي شعور إسرائيل بالقوة والتفوق العسكري، ما يزيد احتمالات اندلاع حروب إقليمية عبر الوكلاء.
وكان اللواء رحيم صفوي قد صرح مساء أمس الأحد، بأن اندلاع حرب جديدة مع إسرائيل أمر "وارد في أي لحظة"، مضيفًا أن الجيش الإيراني وضع سيناريوهات للتعامل مع "أسوأ الاحتمالات"، داعيًا إلى تعزيز الاستراتيجية الهجومية الإيرانية على مختلف المستويات، وأكد أن "الهدنة قد تنتهي في أي لحظة، والحرب القادمة قد تكون الأخيرة"، على حد قوله.