فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

احذر، استخدام الهاتف والتصفح المستمر للرسائل يصيبك بـ"المرض الصامت"

الإرهاق الرقمي، فيتو
الإرهاق الرقمي، فيتو

استخدام الهاتف باستمرار وتفقد ومتابعة رسائل البريد الإلكتروني، والإشعارات التي لا توقف، والرسائل المتراكمة جرس إنذار لما يعرف بـمرض الإرهاق الرقمي، وهو مرض صامت ينهك العقول والأجساد معا.

ما هو الإرهاق الرقمي؟

الإرهاق الرقمي، المعروف أيضا بإرهاق الشاشة، هو حالة من التعب العقلي والجسدي تنشأ نتيجة الاستخدام المفرط والمستمر للأجهزة الإلكترونية وأصبحت الأعين والدماغ  في حالة استنفار دائم لا تعرف الراحة.

وبحسب دراسة طبية حديثة فإن المرض لا يتعلق فقط بإرهاق العينين، بل يمتد ليشمل الإرهاق المعرفي، واضطرابات النوم، تراجع التركيز، والإرهاق العاطفي وكل هذه الأعراض مرتبطة مباشرة بالتفاعل الرقمي المستمر وغير المنقطع وفقا لما نشر على موقع Onlymyhealth. 

أعراض الإرهاق الرقمي

 الإرهاق الرقمي له علامات محددة تظهر بوضوح مع الوقت، أبرزها:

التعب المستمر وضباب الدماغ، خصوصًا بعد يوم عمل أو دراسة طويل.

جفاف العين وإجهادها، إلى جانب عدم وضوح الرؤية أو المعاناة من صداع متكرر.

التهيج وتقلبات المزاج عند محاولة الابتعاد عن الشاشات.

انخفاض الإنتاجية والإبداع بشكل ملحوظ.

سوء جودة النوم، الناتج عادة عن التمرير الطويل على الهاتف قبل النوم.

ضعف القدرة على التركيز في الأنشطة غير الرقمية مثل القراءة أو الحديث المباشر

لماذا تزيد حالات الإرهاق الرقمي؟

نحن نعيش اليوم في ثقافة العمل الدائم، حيث يقضي الشخص البالغ في المتوسط أكثر من سبع ساعات يوميا أمام الشاشات، وهذا بخلاف ساعات العمل الرسمية.

وسائل التواصل الاجتماعي، خدمات البث المباشر، الألعاب الإلكترونية، والإشعارات التي لا تتوقف، جميعها ساهمت في جعل أوقات الراحة والهدوء نادرة بشكل متزايد. ومع انتشار العمل عن بُعد والدراسة الرقمية، أصبح الانغماس في الشاشات جزءًا أساسيًا من روتين الحياة اليومية.

خطورة تجاهل الإرهاق الرقمي

إهمال التعامل مع الإرهاق الرقمي وعدم وضع حدود له قد يؤدي إلى نتائج سلبية خطيرة، أبرزها:

الإصابة بـ الإجهاد المزمن وفقدان الطاقة على المدى الطويل.

ارتفاع معدلات القلق والاكتئاب.

توتر العلاقات الاجتماعية والعائلية بسبب الانشغال المستمر بالشاشات.

ظهور مشاكل بصرية طويلة المدى مثل متلازمة رؤية الكمبيوتر.

تراجع القدرات الإدراكية وصعوبة التفكير بوضوح.

الانفصال عن تفاصيل الحياة الحقيقية، حتى ننسى متعًا بسيطة مثل المشي في الصباح أو الاستغراق في أحلام اليقظة.

 

نصائح للتخلص من الإرهاق الرقمي

التعامل مع الإرهاق الرقمي لا يعني الانقطاع التام عن التكنولوجيا، بل يتطلب استخدام ذكي ومتوازن

ويمكن اتباع هذة النصائح التي تساعد في استعادة الطاقة والتركيز

1. مراجعة وقت الشاشة:
استخدم أدوات مثل Screen Time على نظام iOS أو Digital Wellbeing على نظام Android لمعرفة أين يذهب الوقت اليومي، وتخلص من الأنشطة غير الضرورية.


2. مناطق خالية من التكنولوجيا:
خصص أماكن في منزلك – مثل غرفة النوم أو طاولة الطعام – لتكون مناطق بعيدة تمامًا عن الأجهزة الرقمية.


3. اتباع قاعدة 20-20-20:
كل 20 دقيقة، انظر إلى شيء يبعد 20 قدمًا لمدة 20 ثانية، لتخفيف إجهاد العين وتحسين التركيز.


4. العودة إلى المتعة التناظرية:
اقرأ كتابًا ورقيًا، اكتب بخط يدك في دفتر، أو جرب الطبخ دون الاعتماد على فيديوهات الإنترنت فهذه الأنشطة تعيدك للتواصل مع حواسك.


5. وضع حدود واضحة:
أوقف الإشعارات غير الضرورية، استخدم وضع "عدم الإزعاج"، وتجنب التحقق من البريد الإلكتروني خارج ساعات العمل.


6. إعادة اكتشاف قيمة الملل:
الملل ليس شيئًا سلبيًا كما يعتقد البعض، بل هو فرصة لإطلاق العنان للإبداع وفتح مساحات جديدة للتفكير.