فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

تكيسات المبايض بين العلاجات الطبية والطرق الطبيعية

تكيسات المبايض
تكيسات المبايض

تكيسات المبايض من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا بين النساء في سن الإنجاب، حيث تصيب نسبة كبيرة منهن بدرجات متفاوتة. ورغم أن هذه الحالة ليست دائمًا خطيرة، فإنها قد تؤثر على الدورة الشهرية، وفرص الحمل، والوزن، وحتى الحالة النفسية. 
 


لذلك فإن التعرف على طرق العلاج، سواء الطبية أو الطبيعية، يعد أمرًا مهمًا لكل امرأة.

أكدت الدكتورة شيرين مدين استشاري أمراض النساء والتوليد، أن تكيسات المبايض هي حالة صحية يمكن التعامل معها بذكاء وصبر، مع العلاج الطبي الذي يساعد في السيطرة على الأعراض، بينما يظل تغيير نمط الحياة هو العامل الأكثر تأثيرًا على المدى الطويل. 


ما هو تكيس المبايض؟

 تكيس المبايض أو ما يُعرف بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS)، هو اضطراب هرموني يحدث عندما يفرز جسم المرأة كميات أكبر من الطبيعي من الهرمونات الذكورية (الأندروجينات). 
هذا الخلل يؤدي إلى ظهور أكياس صغيرة على سطح المبيض، واضطراب في الإباضة، وبالتالي مشاكل في الدورة الشهرية أو تأخر الإنجاب.

 

أسباب تكيسات المبايض
أسباب تكيسات المبايض


أعراض تكيسات المبايض تشمل ما يلي:

عدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاعها.

صعوبة في الحمل نتيجة ضعف التبويض.

زيادة في الوزن أو صعوبة فقدانه.

نمو شعر زائد في أماكن غير مرغوبة مثل الوجه أو الصدر.

حب الشباب ومشاكل البشرة الدهنية.

 

أولًا: العلاج الطبي لتكيسات المبايض

 أوضحت الدكتورة شيرين، أن هناك عدة خيارات تساعد على السيطرة على الأعراض وتحسين جودة حياة المرأة، وهي كالتالي:

1. الأدوية المنظمة للدورة

يصف الأطباء عادة أقراص منع الحمل الهرمونية التي تحتوي على الإستروجين والبروجستين. هذه الأدوية تساعد في:

تنظيم الدورة الشهرية.

تقليل نمو الشعر الزائد.

السيطرة على حب الشباب.

 

2. أدوية تحفيز التبويض

 في حال رغبة المرأة في الحمل، يتم استخدام أدوية مثل "كلوميفين" أو "ليتروزول"، وهي أدوية تساعد على تحفيز المبايض لإنتاج البويضات. وفي بعض الحالات قد يتم اللجوء إلى الحقن الهرمونية.

 

3. أدوية مقاومة الأنسولين

من المعروف أن نسبة كبيرة من النساء المصابات بتكيس المبايض يعانين من مقاومة الأنسولين، ما يؤدي إلى زيادة الوزن وصعوبة السيطرة عليه. هنا يأتي دور دواء "الميتفورمين"، الذي يحسّن استجابة الجسم للأنسولين، ويساعد على تقليل الوزن وتحسين الإباضة.

 

4. الجراحة

في حالات نادرة ومعقدة، قد يلجأ الطبيب إلى إجراء عملية جراحية تُعرف باسم "كي المبايض بالمنظار"، حيث يتم تدمير الأنسجة التي تنتج الهرمونات الذكرية. ورغم فعاليتها في بعض الحالات، إلا أنها ليست الخيار الأول.

 

ثانيًا: علاج تكيسات المبايض طبيعيا وبتغيير نمط الحياة

إلى جانب الأدوية، هناك طرق طبيعية أثبتت فعاليتها في تخفيف الأعراض وتحسين التوازن الهرموني.

1. خسارة الوزن

حتى فقدان 5-10% من الوزن يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في انتظام الدورة الشهرية وتحسين فرص الحمل. وذلك لأن الوزن الزائد يزيد من مقاومة الأنسولين ويزيد من إنتاج الأندروجينات.

 

2. النظام الغذائي الصحي

من أهم الخطوات التي ينصح بها الأطباء:

تقليل تناول السكريات والخبز الأبيض والمعجنات.

التركيز على الحبوب الكاملة، مثل الشوفان والكينوا.

الإكثار من الخضروات والفواكه الغنية بالألياف.

تناول البروتينات الصحية مثل الدجاج، الأسماك، والبيض.

استخدام الدهون الصحية مثل زيت الزيتون والأفوكادو والمكسرات.

 

3. ممارسة الرياضة

النشاط البدني المنتظم يساعد على تحسين حساسية الجسم للأنسولين، تقليل الوزن، وتحسين الحالة المزاجية. ينصح بممارسة التمارين الهوائية (مثل المشي السريع أو الجري) 30 دقيقة يوميًا، مع تمارين القوة مرتين أسبوعيًا.

 

4. علاج تكيسات المبايض بالأعشاب والمكملات الطبيعية 

أشارت الدكتورة مها سيد اخصائية التغذية العلاجية، أن هناك العديد من الأعشاب الطبيعية، التي يمكنها أن تساعد في علاج تكيسات المبايض، والتي تشمل ما يلي:

القرفة: تساعد على تحسين استجابة الجسم للأنسولين.

الشاي الأخضر: غني بمضادات الأكسدة ويساعد في حرق الدهون.

الإنوسيتول: مكمل غذائي له دور فعال في تحسين التبويض وتنظيم الهرمونات.

فيتامين د: نقصه شائع بين المصابات بتكيس المبايض، وتعويضه يساعد على تحسين الأعراض.

علاج تكيسات المبايض
علاج تكيسات المبايض

ثالثًا: الدعم النفسي والعاطفي

 

لا يمكن إغفال الجانب النفسي في علاج تكيس المبايض، إذ أن كثيرًا من النساء يعانين من القلق والاكتئاب بسبب الأعراض الجسدية وصعوبة الحمل. من هنا تأتي أهمية:

الدعم النفسي من الأسرة والزوج.

جلسات العلاج النفسي أو الاستشارات إذا لزم الأمر.

ممارسة أنشطة الاسترخاء مثل اليوغا والتأمل.

 

هل يمكن الشفاء التام من تكيس المبايض؟

حتى الآن، لا يوجد علاج نهائي يقضي تمامًا على تكيس المبايض، لكنه حالة يمكن السيطرة عليها بشكل كبير من خلال العلاج المناسب ونمط الحياة الصحي. والمرأة التي تلتزم بالعلاج الطبي والغذائي والنفسي يمكنها أن تعيش حياة طبيعية، بل وأن تحقق حلم الأمومة.