"علي صوتك بالغنا"، خمسينية تواجه الموجة الحارة بالصعيد الجواني بالغناء في الغيط (فيديو)
“كفاية يا رب كفاية.. توب علي يا رب كفاية..راح فين.. راحوا يجيبوا العروسة يا ولد.. العريس كحيل العين..يا نبينا يا زين يا كحيل العين..يا أبو شامة يازين..يا نبي يا محبوب أنا خاطري أتوب..ده بهيه النور حبيبي محمد".. كلمات دأبت تلك امرأة صعيدية التي قاربت على الستين عاما، وهي تتغنى لتواجهة درجات حرارة القياسية في قلب الصعيد الجواني وهي ترتدي الأسود الذي يليق بها وتضع على رأسها كما يطلق عليها في الصعيد “طرحة” ممسكة بآلة حادة تقوم بجني المحاصيل في الزراعات المترامية الأطراف بقرى مركز قوص جنوب محافظة قنا.
“فيتو ” التقت السيدة باتعة محمد صاحبة الــ58 عاما تلك المرأة التي تواجه صعاب الحياة بالغناء لسيدنا محمد، نساء تواجه التغيرات المناخية في قلب الصعيد الجواني وكأنها كانت لا تسمع صوتا إلا محمد منير عندما قال "علي صوتك بالغنا".
نواجه التغيرات المناخية بالغناء
بملامح كساها سمار الأرض وحمرة الشمس قالت: "اشتغلت وعمري 8 سنوات في الأرض مع أبويا طلعت وتربيت في طين الأرض لوني اكتسبت منه وايدي كلها متعاصة فيها، قلبي عامر وفرحان بذكر الله مهما قست علي الأيام …50 سنة شقا وتعب في الأرض أجني القمح والفول وكل حاجة.. والحمد لله عشنا أحلى أيام".
وأضافت: "العمل في الحقول مهما كانت درجات الحرارة ليست صعبة كما يظن البعض ولكن الأصعب هو أن تمد يدك لغير الله وتجد المذلة ولذا بالنسبة لي حرارة الشمس وتعب الحر هو الأحن علي من سؤال الناس وطلب الحاجة منهم".
وواصلت ضاحكة: “أنا طول الوقت أغني للأرض والنور والشمس وسيدنا النبي وكل حاجة خلقها ربنا لينا، لازم نواجه الحياة وصعابها بكل رضا ونقول “الحمد لله”..هي ده الكلمة اللي مش لازم تفارق لسانك أبدا الشكر والحمد لربنا”.
تنوع الزراعات في قنا
وعن أنواع الزراعات في قنا قالت إن البدايات كانت مع زراعة الحلبة وبعدها الفول والقمح يكون هو الختام، نفس هذا الشيء يكون كل عام ويكون صاحب الأرض هو المسؤول عن جلب العمالة للجني سواء كان راجل او سيدة، ويتم الجني والزراعة سنويا مثل هذا الحال.
وأشارت إلى أنه بنهاية شهر أبريل لا يكون هناك محصول للشتاء ويبدأ المزارعون في الزراعات الصيفية ونقوم بتنظيف الأرض لاستقبال زراعة القصب وأي شغل في الأرض نقوم به.
50 سنة شقاء وتعب
ولفتت “باتعة” إلى أن المرأة الصعيدية صبورة وقوية وتتحمل عن أي امرأة أخرى فنحن نخرج في درجات حرارة صعبة جدا ولا يمكن لأي شخص حتى في بحري تحملها وغير ذلك نجلس علي القدمين ونظل نتحرك بشكل دائري حتي الجني.
وأشارت إلى أنها تعمل منذ 50 عاما في هذه المهنة ولم تتوقف عن عملها حتى في حال مرضها متابعة:"الراحة ده مش نصيبنا.. مش مكتوبة لينا..الشقا ده للغلابة اللي الارض اتروت بعرقهم".
وتمنت الستر والصحة وأن يكون صبرها في تلك الحياة هو الشافع لها.
واختتمت حديثها قائلة: "الحياة اتغيرت كتير.. لكن الشيء الوحيد اللي مش بيتغير ولا يمكن يتغير هو الصبر على البلاء في كل وقت، ويفضل قلبنا أبيض طول العمر ونغني للصعب عشان يهون".