تخفت في زي الرجال 50 عاما، قصة غريبة لـ"آنسة محمود" أشهر بقال تمويني في قنا (صور)
بجلباب رجالي صعيدي وطاقية وشال ابيض وصديري وصوت جهور يرعب من يسمعها رغم جسدها النحيل “تعال يا واد نزل الحمولة دي من العربية”، هكذا تنكرت السيدة آنسة محمود ابنة قرية الخرانقة التابعة لمركز قوص جنوب محافظة قنا، في زي الرجال لمدة 50 عامًا من إجمالي عمرها الذي تجاوز السبعين، ودائمًا تؤمن بمقولة “اللي معاه ربنا ما يخافش من حد”.





“فيتو” التقت السيدة آنسة محمود ابنة قرية الخرانقة التابعة لمركز قوص جنوب محافظة قنا التي تنكرت في زي الرجال لمدة 50 عامًا لتصبح أشهر تاجر تموين في الصعيد.
مهنة توارثتها عن الآباء
قالت “آنسة” إنها توارثت المهنة عن والدها منذ كان عمرها 12 عامًا وهي تعمل في مهنة تجارة التموين قائلة "بعد أن توفي والدي أصبحت وحدي في التجارة ومسؤولة عنها ولم أجد طريقة أحافظ بها على نفسي سوى تلك الطريقة أن أرتدي زي الرجال خاصة أني في البداية كنت أسافر إلى الأقصر وأسيوط وغيرها من المحافظات المجاورة وأقوم بالذبح وعملت في تلك المهنة عدة مهام.






وأشارت إلى أن الناس لا ترحم وهذا هو السبب الذي جعلني أرتدي هذا الزي سنوات طويلة، ووجدت نفسي فيه وخاصة أنني وجدت الجميع يخاف ويخشى من هذا الزي الذي أصبح يمثل بالنسبة لي القوة.
بتعامل زي الرجالة في الشغل
وعن هذا قالت: "الجميع يتعامل معي كرجل وفي الدكان الخاص بوالدي الذي توارثته عنه وهو قديم ببنك خشبي ورفوف خشبية لم أغير أي قطعة فيها فإنني أجد في كل ركن رائحة أبي، وكل اهالي القرية والتجار والتموين يتعاملون معي بكل تقدير واحترام".
وأكدت “آنسة” أن الشغل صعب وسط البشر ولكن أتخذت من الصوت العالي “الزعيق” طريقا لي كي أحفظ حقي بينهم، ووجدت أن النساء يتعاملون معي مثل الرجل والكل يخشى طريقتي في التعامل قائلة “كله بيخاف مني وما حدش يقدر يهوب ناحيتي”.
وأشارت إلى أن الميراث الحقيقي الذي تركه لي والدي هو حب الناس لي، ولفتت إلى أنها تساعد نفسها بنفسها وتقوم بحمل الأجولة ورصد البضاعة في الدكان الخاص بوالدها.


وأوضحت أن كثيرات سابقها إلى ارتداء هذا الزي الذي أصبح سمة مميزة لها ووجودها اتربط في تلك المهنة بهذا الزي، ردفة أن الزي الرجالي أصبح يناسبها ولا تقوم بتغييره حتى في البيت، مؤكدة أيضا أنها لم تشتري يوما زي النساء بعد أن أصبحت تعمل في تلك المهنة بعد وفاة والدها.
محل المعلمة آنسة محمود
وفي وسط الزراعات حيث المسافات البعيدة بين قري ونجوع مركز قوص، تجد محل صغير أمام عدد من البيوت وتقف فيه المعلمة آنسة وعن هذا اللقب قالت:" هذا اللقب هو الاحب الي قلبي ودايما بحب الناس تنادي عليه المعلمة لاني علمت الجميع الاحترام والتقدير لي.. ومحدش يقدر يقل عينه فيه.. ولا يقدر يرفع صوته عليَّ".


وتابعت: "مفيش حد في البلد ما يعرفنيش البلد أنا أصبحت علامة من علامات تلك القرية وسيذكرني الناس يوما ما أني ارتديت هذا الزي لأعيش وسطهم دون أي خوف منهم وطبعي اساسا عدم الخوف ولا الرهبة من حد..الدنيا علمتني كتير واللي الدنيا تعلمه خلاص محدش يقدر عليه”.
واختتمت حديثها قائلة: "نفسي أحج أو أعمل عمرة وأعيش العمر اللي باقي في حياتي في أمان وسلام لأن مفتاح الحياة هو الأمان".