متخصص بالشأن الأفريقي: السودان يعاني من تدهور اقتصادي وصحي بعد تسجيل 6000 حالة إصابة بالكوليرا
قال الدكتور محمد رشوان، الخبير بالشأن الأفريقي: إن تفشي الأوبئة بالسودان وعلى وجه الخصوص وباء الكوليرا في إقليم دارفور بالسودان، يشكل انعكاسًا صارخًا لأزمة إنسانية وسياسية كبيرة، تعكس تدهور الأوضاع الصحية والاجتماعية على خلفية النزاعات المسلحة المستمرة والتدهور الاقتصادي.
وتابع أنه يشير تسجيل أكثر من 6000 حالة إصابة بالكوليرا ووفاة 400 شخص إلى انهيار شبه كامل للنظام الصحي في الإقليم، ما يعكس غياب البنية التحتية الصحية الفعالة، وعدم قدرة الدولة أو الجهات الفاعلة على توفير الخدمات الأساسية للسكان.
أزمة غذائية حادة فى السودان
وأكد رشوان في تصريح لـ "فيتو: أنه يتزامن ذلك مع أزمة غذائية حادة، حيث بلغ سعر الدخن، وهو من المحاصيل الحبوبية الأساسية في السودان، حوالي 11 مليون جنيه سوداني، أي ما يعادل نحو 3600 دولار، في مؤشر واضح على انهيار الاقتصاد المحلي وارتفاع معدلات التضخم.
وأشار إلى أن هذه الزيادة الجنونية في الأسعار تؤثر بشكل مباشر على قدرة السكان على تأمين الغذاء، مما يؤدي إلى تفاقم حالة الفقر والضعف الغذائي، فالأزمة في دارفور ليست أزمة صحية أو غذائية فحسب، بل هي نتاج مباشر للتوترات السياسية والنزاعات المسلحة بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع، الذين يُتهمون بمنع وصول المساعدات الإنسانية، واستخدام المدنيين كدروع بشرية، وهذا يعكس فشل العملية السياسية وانعدام الثقة بين الأطراف المسلحة، مما يزيد من معاناة المدنيين ويعطل أي جهود للحد من الكارثة وانهيار النظام الصحي في دارفور.
الوضع في دارفور كجزء من أزمة أوسع في السودان
وواصل الخبير بالشأن الأفريقي حديثه قائلا: يعبر كذلك عن عجز الدولة المركزية وضعف مؤسساتها، حيث لا يوجد وجود كافٍ للجهات الحكومية لتقديم الخدمات الصحية والإنسانية في مناطق النزاع، بالإضافة إلى ذلك، يؤدي الحصار ونفاد المواد الغذائية وارتفاع الأسعار إلى أزمة إنسانية مركبة تشمل كل جوانب الحياة، من الصحة إلى الأمن الغذائي إلى الاستقرار الاجتماعي.
وأضاف أنه في هذا السياق، يتوجب النظر إلى الوضع في دارفور كجزء من أزمة أوسع في السودان، حيث يشهد البلد نزاعات داخلية مستمرة وأزمات اقتصادية وسياسية مركبة، الحل الأمثل يتطلب تحركًا دوليًا مع تعزيز الجهود المحلية لتأمين المساعدات الإنسانية وفتح ممرات آمنة للحفاظ على حياة المدنيين، كما يتطلب بناء مؤسسات صحية قوية ونهائية للنزاعات المسلحة التي تقتل البنية التحتية الاجتماعية والاقتصادية
وأختتم بقوله: إن تفشي وباء الكوليرا وأزمة الغذاء في دارفور هما مؤشران على مدى تعقيد الأزمات في السودان، حيث تتداخل الأبعاد الصحية، الاقتصادية، والسياسية، مما يتطلب استراتيجية شاملة وعاجلة لمواجهة هذه التحديات المتعددة، وحماية المدنيين، وضمان العودة إلى الاستقرار والتنمية في الإقليم.