باحث عن تظاهر الجماعة الإرهابية بتل أبيب: رسالة تفضح الأهداف الحقيقية للتنظيم
قال الدكتور صبرة القاسمى، الباحث فى شئون تيارات الإسلام السياسى إن جماعة الإخوان الإرهابية كشفت عن وجهها القبيح مرة أخرى، لكن هذه المرة من قلب تل أبيب. ففي سابقة لم تحدث من قبل، خرجت عناصر الجماعة في مظاهرة مرخصة، لا ضد الكيان الصهيوني، بل أمام سفارة الدولة المصرية، في مشهد يمثل ذروة التطبيع القذر والخيانة الصريحة، مؤكدا أن المشهد لم يكن مجرد مظاهرة عابرة، بل هو رسالة واضحة، تفضح الأهداف الحقيقية للتنظيم ومخططاته الخفية التي لطالما حذرنا منها. إنها صورة سوريالية لم يكن أحد يتخيلها؛ شعار الجماعة يرفرف في تل أبيب، في الوقت الذي تدعي فيه أنها رأس الحربة في مقاومة المشروع الصهيوني. هذه المفارقة الساذجة ليست مجرد خطأ تكتيكي، بل هي إعلان عن هوية الجماعة وأجندتها الحقيقية التي لا علاقة لها بأي مبدأ.
لماذا الآن؟.. سؤال يكشف المؤامرة
وأكد فى تصريح لفيتو أن السؤال الأهم هنا ليس "لماذا تظاهر الإخوان؟" بل "لماذا الآن؟" فالجماعة لم تخرج للتظاهر في تل أبيب في أوج العدوان على غزة، ولم تحرك ساكنًا عندما كانت الجرائم تُرتكب علانية، ولكنها انتظرت حتى اللحظة التي تحتاج فيها مصر إلى موقف عربي موحد في مواجهة التحديات الإقليمية. هذا التوقيت ليس صدفة، بل هو قرار مدروس، يهدف إلى إضعاف الموقف المصري التفاوضي، وتوجيه الأنظار بعيدًا عن جرائم الكيان الصهيوني، وتحويل الصراع إلى محور إقليمي جديد ضد القاهرة، مضيفا أنها محاولة مكشوفة لاستغلال الظرف الراهن لخدمة أجندة التنظيم، وإثبات ولائه لأعداء الوطن الذين يظن أنهم سيحققون له أحلام العرش مقابل هذه الخدمات القذرة. إن الهدف هو إحداث شرخ في الجبهة الداخلية، وضرب الجهود المصرية في حماية الحدود والتعامل مع الأزمة، لتبقى مصر وحيدة في مواجهة أعباء المنطقة.
أبعاد وتداعيات خطيرة على القضية
وواصل حديثة: مظاهرة الإخوان في تل أبيب تتجاوز كونها حدثًا إعلاميًا إلى تداعيات خطيرة على القضية الفلسطينية نفسها. فبإقدامها على هذه الخطوة، تكون الجماعة قد أعطت الكيان الصهيوني أداة جديدة لتبرير جرائمه، وادعاء أن هناك خلافًا عربيًا حول القضية. كما أنها تضرب الوحدة العربية في الصميم، وتُقدم نموذجًا كارثيًا على أن القضية قد تصبح وسيلة للمزايدات السياسية، وهو ما يخدم أجندة الكيان الصهيوني بشكل مباشر. هذه المظاهرة لم تكن ضد الكيان، بل كانت خدمة له. لقد منحت الإخوان الصهاينة فرصة لإعادة رسم المشهد، وتصوير المعركة على أنها صراع ضد مصر وليس ضدهم، وهو ما يصب في مصلحتهم بشكل لا لبس فيه.
الأهداف والأسباب: فخ الوعد القديم
وأضاف الهدف الحقيقي لهذه المظاهرة ليس مناصرة غزة، بل هو الحصول على وعد بالتمكين في مصر. إن ما فعله الإخوان يعيد إلى الأذهان "فخ الوعد" الذي سقطوا فيه قبل ثورة يناير. فمنذ "اتفاق النادي السويسري" الذي كان بداية التنسيق مع القوى الغربية، مرورًا بدعوة كونداليزا رايس لـ"الفوضى الخلاقة"، وصولًا إلى أحداث 2011، كانت الجماعة دائمًا على استعداد لتقديم أي ثمن مقابل وعد كاذب بالوصول إلى السلطة. اليوم، يجدد الإخوان رهانهم الخاسر. إنهم يراهنون على وعد صهيوأمريكي جديد، يدفعهم إلى الانتحار السياسي في تل أبيب، ظنًا منهم أنهم بهذا يثبتون جدارتهم بالدعم الخارجي. إنهم يقتفون أثر نموذج "أحمد الشرع" (الجولاني) في سوريا، بتقديم الولاء والتنازلات الكبرى مقابل أحلام بالسلطة، وهو ما يكشف حجم إفلاسهم السياسي والأخلاقي.
سقط القناع تمامًا
وتابع لم تعد هناك حاجة لأي دليل آخر. لقد كشف الإخوان عن وجههم الحقيقي بالكامل. إنهم ليسوا سوى جماعة تتآمر على أوطانها، وتبيع قضية الأمة في سوق النخاسة السياسية، مقابل وعود فارغة. إن هذه المظاهرة ليست فقط خيانة لمصر، بل هي خيانة للقضية الفلسطينية نفسها، واعتراف صريح بأن الجماعة لا تختلف عن أي أداة خارجية تستخدم للعبث بأمن واستقرار المنطقة. إنها وصمة عار لن تُغفر، ودليل قاطع على أن التطبيع ليس مجرد سياسة بالنسبة لهم، بل هو ثمن يدفعونه للحصول على ما يظنون أنه عرش مُنتظر.