فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

دلالة الترحيب الشعبي بتصريحات اللواء مجاور!

تناولنا أمس تصريحات اللواء خالد مجاور محافظ شمال سيناء عن الجحيم الذي سينتظر كل من يمس أرض مصر.. الرجل عمل سابقا رئيسا للمخابرات الحربية وقائدا للجيش الثاني الميداني وبالمعنيين فهو يعي كل حرف وكل همسة تصدر منه وعنه! 


مقال الأمس حقق -ولله الحمد- رواجا هائلا ونسبة قراءة كبيرة تدعونا اليوم أن نتوقف عندها.. خاصة أنها لم تكن وحدها التي رحبت بتصريحات اللواء مجاور بل كان الترحيب تيارا عاما جارفا.. علي كافة سبل ووسائل التعبير عن الرأي وفي مقدمتها التواصل الاجتماعي!


فماذا يعني ذلك إذن ؟! لا يصح أن يمر ذلك مرور الكرماء دون فحصه وبحثه واستخراج الدلالات منه.. بعضه ليس من اختصاصنا ربما يناسب أكثر مراكز بحثية في علم الاجتماع.. إنما ما نتوصل إليه ونضع أيادينا عليه أن الإيمان في مصر أن العدو الأول والأزلي والأبدي هو العدو الصهيوني، وأن المزاج العام في مصر ينجذب بسرعة فائقة نحو كل ما يعبر جيدا عن الكرامة الوطنية وليس افضل من القوة للتعبير عنها !


المصريون يعرفون عدوهم جيدا.. في طريقهم يظهر أمامهم خصوم ومنافسون.. لكن عدو واحد قد يحرك وكلاء آخرين!
المصريون -نعتقد ذلك احيانا- يعادون الكيان حتي لو لم يكن علي حدودهم.. سيعادونه حتي لو كانت الأقدار وضعته بجوار نيوزليندا!


الشعب العظيم.. كرامته قبل حياته.. وكل من يشكون ظروفا اقتصادية صعبة.. وهي صعبة فعلا.. راقبهم إذا دعتهم دولتهم للدفاع عنها.. سيكونون وحقا وفعلا وإجراءات.. بالملايين إلي مراكز التطوع.. الحروب الحديثة ليست بالكثرة لكنها دلالات علي امتلاكنا قدرات لا تتوفر لدي بلاد أخري.. وبما لا يمكن هزيمته أو تحديه!


في بلادنا براكين من الغضب تتجمع وتتحمع وتخزن وتخزن.. ثم تنطلق في اللحظة التاريخية المناسبة في اتجاهها الصحيح الذي يحدده القدر.. أفرادا كما في قصص سليمان خاطر وأيمن حسن ومحمد صلاح جنود الحدود تؤكد ذلك.. وكذلك جماعات كما رأينا مخزون الغضب نفسه ينفجر في أكتوبر ٧٣ ليعادل قنبلة نووية انفجرت وأزالت أصعب الخطوط العسكرية في التاريخ!
 

شعبنا.. لا يعرف عدوه فقط.. إنما يعرف طريقه لحماية وطنه.. وكما قلنا أمس السيف أصدق أنباء من الكتب.. ومن يريد أن يري فليجرب.. ربما تكون التجربة الأولي والأخيرة، بل هي فعلا الأولي والأخيرة!