فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

متحف الخزف الإسلامي، جوهرة فنية تعود للحياة في قلب القاهرة (صور)

مقتنيات متحف الخزف
مقتنيات متحف الخزف الاسلامي

يُعدّ متحف الخزف الإسلامي في القاهرة، الكائن في قصر الأمير عمرو إبراهيم بمركز الجزيرة للفنون بالزمالك، صرحًا فنيًا ومعماريًا فريدًا يعرض روائع الخزف الإسلامي عبر العصور. بعد إغلاق دام 14 عامًا، أعيد افتتاح المتحف في أكتوبر 2024، ليعود ويضيء سماء الفن والثقافة في مصر.

تاريخ عريق وتصميم فريد

تأسس المتحف عام 1999، وافتتحه آنذاك الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وقرينته سوزان مبارك، بحضور وزير الثقافة الفنان فاروق حسني. يقع المتحف في الدورين الأرضي والأول من قصر الأمير عمرو إبراهيم، الذي يعود تاريخ بنائه إلى السنوات الأخيرة من الربع الأول للقرن العشرين.

يتفرد القصر بتصميم معماري يمزج ببراعة بين الطرز المغربية والتركية والأندلسية، مع لمسات من الطراز الكلاسيكي الأوروبي. يضم القصر قاعات ضخمة تتوسطها قاعة رئيسية تزينها نافورة رخامية وقبة فخمة، ونوافذ زجاجية ملونة بالجص. كما تتجلى روعة الفن الإسلامي في الأسقف والجدران، التي تزدان بزخارف ومقرنصات جصية غنية بالعناصر الزخرفية النباتية والهندسية والكتابات، أبرزها عبارة "ولا غالب إلا الله" التي تتوسط جدران القاعات، مع تصميم معماري خاص لكل غرفة يعكس تنوع الطرز المستخدمة.

عودة بعد طول انتظار

ظل المتحف مغلقًا لمدة 14 عامًا، وهي فترة أثارت تساؤلات عديدة. وفقًا لمصادر مسؤولة، كان الإغلاق بهدف استكمال أعمال الترميم والصيانة الشاملة، ورفع الكفاءة، وتجهيز أنظمة الإضاءة والتكييف، مع التأكيد على أن القطع الفنية لم تتعرض لأي ضرر.

تتعدد أسباب إغلاق المتاحف في مصر منذ عام 2010، منها الترميمات الضرورية كما حدث للمتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية، أو تعرضها للسرقة مثل متحف محمد محمود خليل (لوحة زهرة الخشخاش) ومتحف دنشواي، أو نتيجة للانفلات الأمني الذي أعقب ثورة يناير 2011 كإغلاق متحف المجوهرات الملكية بالإسكندرية، أو تضررها من حوادث كبرى كما حدث لمتحف الفن الإسلامي بعد الانفجار الذي طال مديرية أمن القاهرة.

كنوز الخزف الإسلامي

يضم المتحف مجموعة فريدة من المقتنيات تقدر بحوالي 315 إلى 320 قطعة من المنتجات الخزفية، التي تغطي عصورًا ومناطق إنتاج متنوعة، وتعكس الأساليب وتقنيات الصناعة التي ازدهرت في كل حقبة تاريخية. تشمل هذه المقتنيات قطعًا تعود للعصر الأموي والعباسي والمملوكي والعثماني، وبعضها يرجع للقرن السادس عشر.

تنقسم قاعات المتحف، رغم تخصصه في الخزف، إلى أقسام تعكس الثراء التاريخي والفني للعصور الإسلامية المختلفة. فنجد "القاعة الفاطمية" المخصصة لعرض مقتنيات العصر الفاطمي، بالإضافة إلى قاعات أخرى مخصصة للعصور الأيوبية والمملوكية والعثمانية والأموية، وقاعة ذات طراز سوري خاص تُعرف باسم "الرقة".

من أبرز المعروضات في المتحف:

طبق (قطعة رقم 2): خزف مزين برسوم نباتية من مصر، العصر المملوكي، القرن 13 م.

سلطانية (قطعة رقم 26): مزينة بزخارف نباتية، بني على أرضية زجاجية من مصر، العصر الفاطمي، القرن 11 م.

إبريق (قطعة رقم 46): مطلي باللون الأخضر السادة من مصر، العصر الفاطمي، القرن 11 م.

 إناء (قطعة رقم 119): خزف مزين تحت الطلاء الزجاجي من تركيا، القرن 17 م.

 صحن (قطعة رقم 159): خزف مزين فوق وتحت الطلاء الزجاجي من تركيا، القرن 16 م.

جرة (قطعة رقم 245): خزف مزين بزخارف نباتية من سوريا، الرقة، القرن 12-13 م.

سلطانية (قطعة رقم 293): خزف، أبيض وأسود وزخارف من إيران، القرن 12-13 م.

يُقدم المتحف للزوار فرصة فريدة للاطلاع على مجموعة واسعة من الأباريق، الأطباق، الجرار، السلطانيات، والقوارير، التي صُنعت من مواد متنوعة كالخزف والفخار والزجاج، وزينت بطرق فنية مختلفة من رسوم نباتية وطلاء زجاجي وزخارف محفورة.

يفتح المتحف أبوابه مجانًا للجمهور من الساعة التاسعة صباحًا حتى الساعة التاسعة مساءً، ليُعيد إحياء جزء هام من التراث الفني الإسلامي العريق.