سقوط 3 عقارات في الملك الصالح يشرد عشرات الأسر (فيديو وصور)
في كارثة إنسانية مؤلمة هزّت منطقة الملك الصالح بمصر القديمة، تسبّب قرار خاطئ - بحسب أقوال سكان العقارات المنهارة - في انهيار ثلاثة عقارات سكنية بشارع أبو السيوف، وتشريد عشرات الأسر من بينهم "أم ندى"، سيدة مكافحة، تحولت حياتها بين ليلة وضحاها إلى ركام، بعد أن فقدت منزلها وكل ما تملكه من أثاث حتي جهاز بناتها.
تروي أم ندى، إحدى المتضررات، تفاصيل ما حدث: "كان بجوار بيتي عقار مهجور ومتهالك، لم يتبقَ فيه سوى الواجهة، فقرر الحي إزالته، قلنا لرئيس الحي بلاش اللودر، البيوت هنا قديمة ومتهالكة، ومش هتتحمل هزة. رد رئيس الحي بنفسه وقال: (أنا عارف شغلي كويس، ولو حصل اي ضرر هعوضكم)".
وتابعت: "طلبنا منهم استخدام عمال لهدم العقار تدريجيًا، لكنهم أصروا على استخدام اللودر الثقيل، وأكد رئيس الحي أن الهدم سيتم بأمان تام، وإن حصل شيء فسيكون هو المسئول".

كارثة تسببت في تشريد أكثر من ٢٢ أسرة
لم تمضِ ساعات على إزالة المبنى المهجور، حتى وقعت الكارثة في صباح اليوم التالي، تقول أم ندى بصوت تخنقه الحسرة: "خرجنا نروح شغلنا، بعد خروجنا بساعة بيتنا انهار وانهارت معاه احلامنا وسترنا، بيتي وقع، ومعاه بيتين تانين، وثلاث بيوت غيرهم تصدعت".

وتكمل وهي تغالب دموعها: "انهار بيتنا اللي كنا بنعيش فيه سنين، شقا عمري كله ضاع، الجهاز اللي كنت بجهزه لبناتي اليتامى راح، حلمهم في جوازهم راح، تعب سنين وأنا الأم والأب ليهم كله انتهى في لحظة".

توجه الأهالي إلى رئيس الحي مطالبين بالتعويض والوفاء بوعوده، لكنه لم يلتزم بشيء. "قال لنا هعوضكم، وحقكم محفوظ. جالنا كرتونة أكل من التضامن مرة واحدة، ومن يومها محدش سأل فينا. الجيران هما اللي كساهمّا وأطعموها"، تروي أم ندى.

لليوم، وبعد مرور ٢٦ يومًا، ما زالت الأسر المشردة بلا مأوى. "ننام في الشارع، الرجالة بتسهر تحمينا من المتشردين، وبتنام بالنهار. شغلنا وقف، وحياتنا توقفت، ولما رحنا لرئيس الحي تاني، قال لنا: (مش عندي زرار أضغط عليه يطلع شقق، ومتجيش مكتبي تاني!)"، تقول أم ندى بمرارة.

ويطالب الأهالي الآن بتدخل فوري من محافظ القاهرة، ومحاسبة المسئولين عن هذا الإهمال الجسيم الذي هدم بيوتًا وأحلامًا، مشددين على أن ما حدث لا يليق بكرامة أي مواطن مصري.

"إحنا مش طالبين أكتر من حقنا وستر عيالنا، سيادة المحافظ أكيد مش هيرضى باللي حصل"، تختم أم ندى حديثها والدمعة لا تفارق عينيها.

