البلوجرز قضية أخلاقية
تتوالى أخبار البلوجرز بصورة شبه يومية وعادة ما تكون في صفحات الحوادث وتقترن بصورة مستمرة بوقائع تؤثر من قريب على الأخلاق العامة، وهي كما يتصورها البعض واحدة من صور الإعلام غير المحترف، نجح بعضها في تقديم محتوى هادف وهم قلة.
آخر عناقيد الفضائح المتتالية للبلوجر التي قبض عليها مؤخرا فلم يكن منها أثناء القبض عليها إلا البث المباشر لتستغيث بوزارة الداخلية، طالبة إذنًا من النيابة العامة، علما بأن هناك اتهامات متبادلة بينها وبين زوجها، عرضت المتهمة على النيابة التي أمرت بحبسها احتياطيا.
وقضية البلوجرز في بلادنا ترتبط ارتباطا وثيقا بما يجري على الساحة الاجتماعية من تنامي ظواهر غير طبيعية أو جديدة على المجتمع وطغيان العنصر المادي في التعاملات البينية الاجتماعية خصوصا مع أزمة اقتصادية قاسية أتت بظواهر غريبة وشاذة.
وفي حال سريان الدم في عروق الإعلام المحترف، يختفي الأثر الغريب لتلك الطائفة التي لا تحكمها المعايير ولا القيم في حدودها الدنيا، ومع غياب الرسالة الإعلامية المحترفة يبدو أن هؤلاء سيظل لهم تأثير كبير في محيط مزدحم بأفكار عبثية يبدو أنها يوما بعد يوم تتأصل وتترك أثرا عميقا في المجتمع.
إن تحركا جادا من الهيئات الوطنية للإعلام والصحافة والمجلس الأعلى للإعلام من شأنه دراسة الأثر الاجتماعي والأخلاقي لانتشار ظاهرة التأثير المتزايد لتلك النوعية من الرسائل الإعلامية غير المنضبطة ليس بغرض المنع ولكن لابد من إعمال القانون حماية للحرية المسئولة وقيم المجتمع.
ورغم أن هناك مَن قدم محتويات مهمة وجذابة عبرت عن احتياجات جماهيرية، إلا أن هناك فئة استهانت بما تقدمه واتجهت صوب تحقيق مشاهدات تتشابه إلى حد كبير مع موجة صحافة البورنو أو صحافة العري والجري وراء الحوادث الشاذة التي انتشرت في فترات ماضية، سرعان ما انتهت ولم تستمر بحكم الفرز الجماهيري الواعي.
وتلاشي وانتهاء صحافة الجنس أو عدم قدرتها على البقاء بفضل وجود تيارات صحفية جادة وجذابة استطاعت أن تواجه هذا النوع باحترام قرائها وتقديم محتوى مهم وجماهيري، وهو أمر نتصور أنه غائب عن صحافتنا بكل ألوانها في هذه الفترة لأسباب عدة يمكن مناقشتها فيما هو قادم من أيام إن شاء الله.