ترع الري.. ملجأ سيارات الكسح لتصريف مياه المجاري بالجيزة

لم تصل بعد خدمة الصرف الصحي لأكثر من 70% من قرى محافظة الجيزة، فلن تجد سوى شوارع وبيوت غارقة في مياه المجاري، وكان الحل الوحيد هو اللجوء لسيارات الكسح لشفط مياه المجاري وتصريفها خارج أماكن التجمعات السكنية للأهالي، لكن للأسف فقد حلت سيارت الكسح أزمة طفح المياه وتسببت في العديد من الأزمات الصحية والمادية للمواطنين.

غياب رقابة مسئولي المحافظة والري والصحة والبيئة عن هذه السيارات حوّل الأمر إلى "سداح مداح"، فيذهب سائقو السيارات إلى تصريف مياه المجاري في الترع التي يعتمد عليها أصحاب الأراضي الزراعية في الري، فتحولت تلك الترع إلى مصدر تهديد لصحة المواطنين، حيث أنها تخدم زمام آلاف الفدادين من الأراضي، مما تسبب في تلف المحاصيل، وتهديد حياة الآلاف من الأهالي بالإصابة بالأمراض الخطيرة، وتعرض الزراعات للتلف.

لم يقف الأمر عند هذا الحد، حيث يقوم بعض أصحاب سيارات الكسح إلى تصريف مياه المجاري بجوار أماكن التجمعات السكنية، مما تسبب في انتشار الحشرات والزواحف والكلاب الضالة، وتلال القمامة التي تحاصر تلك الأماكن.

وأوضح رضا قويطة، رئيس مدينة أبو النمرس، أن هناك أكثر من جهة مسئولة عن سيارات الكسح، أولها مجلس المدينة، ووزارة البيئة، مشيرًا إلى أن سيارات الكسح التابعة للأهالي هي التي ترتكب المخالفات الخاصة بتصريف مياه المجاري في الترع، مشيرًا إلى أنه عندما يتم التقاط أي مخالفة يتم تحرير محضر بيئة لصحاب السيارة، وفي بعض الأحيان يتم مصادرة السيارة كليا.

وأضاف قويطة لـ"فيتو" أن المدينة تعمل على مكافحة مخالفات سيارات الأهالي عن طريق تخصيص أكبر عدد من السيارات لصالح مجلس المدينة، حيث تمتلك أبو النمرس الآن 6 سيارات، بالإضافة إلى أن أسعار النقلة في السيارات التابعة للمدينة أرخص من سيارات كسح الأهالي، فسعر النقلة في سيارات المدينة 30 جنيها، بينما سعر النقلة في سيارات الأهالي 50 جنيها وتصل إلى 70 جنيها أحيانا.

وأكد العقيد عبد التواب محمد رفعت، رئيس مدينة الصف، أن أغلب القرى بمدينة الصف ليس بها صرف صحي، حتى مدينة الصف نفسها لم ينتهِ بها مشروع الصرف الصحي حتى الآن، وكلها قائمة على سيارات الكسح التابعة لمجلس المدينة، وسيارات الكسح التابعة للأهالي، مؤكدا أن مخالفات سيارات الكسح انتهت في مدينة الصف منذ عامين، حيث تم حينها ضبط 4 سيارات ومصادرتهم لمدة شهر لقيامهم بمخالفات كهذه، وحاليا تقوم كل السيارات بتصريف مياه المجاري في مقلب عمومي بالجبل.

وأوضح رفعت لـ"فيتو" أن المدينة بها سيارة كسح 16 مترًا يتم الدفع بها للمصالح الحكومية وأقسام الشرطة والمستشفيات، وهي مجانية، بالإضافة إلى 6 سيارات سعتهم 4 أمتار ويعملون لصالح الأهالي بأجر بسيط وتحت إشراف الوحدة القروية، بالإضافة إلى أنه في كل قرية يوجد نحو 3 أو 4 سيارات تابعين للأهالي.