رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

عقود الزواج العرفي على أرصفة «المحامين».. سعر العقد 10 جنيهات و"على عينك يا تاجر".. البائع: شيوخ عرب وشباب دون السن القانونية أكثر المقبلين عليه.. والوصايا العشر للسيدات قبل الشراء

فيتو

يبدو أن الزواج العرفي لم يعد مجرد ورقتين يوقعهما الراغبان في الزواج بحضور الشهود في سرية تامة؛ بعد أن قام عدد من المحامين بعمل صياغة للعقود وطباعتها في شكل كتيبات تباع على الأرصقة " على عينك يا تاجر".

وفى شارع رمسيس أمام نقابة المحامين تجد «ماهر» -بائع- يقف في الشارع عارضًا على الأرض مجموعة من الكتب المنوعة ومن بينها عدد من العقود كعقود إيجار وأراض وشقق؛ بالإضافة إلى عقود زواج عرفى؛ وما على الراغب في إتمام عملية زواجه العرفي سوى الذهاب لشارع رمسيس أمام نقابة المحامين ليجد من يدعوه لشراء عقد منه قائلا: "عندى عقود عرفى..تلزمك؟!".

عاشت محررة "فيتو" التجربة لرصد ما يحدث على رصيف المحامين، وذهبت لشراء عقد عرفى لمعرفة ما يدور هناك؛ فبادر ماهر بالسؤال: "عايزة حاجة يا أبلة؟".. سألته عن عقود الزواج العرفى فقال لى:" عندى بس مش عارضها دلوقتى.. رمضان على الأبواب، وبجيبها بالطلب".

وتابع: العقود دي عليها إقبال كبير وفى شيوخ كتير أوى بييجو يشتروها وكمان اللى لسه مكملوش السن القانونى للجواز 18 سنة، وأغلب اللى بييجى شباب مش بنات".

واستطرد قائلا: "إنتى اللى هتتجوزى؟!" فأجبته: " لا لحد أعرفه "..فنظر باستنكار قائلا:" ليه يعنى وحتى لو إنتى مكسوفة تقولى.. هو عيب؟!ويضيف: العقد قانونى وفيه كل البنود اللى تضمن حق الزوجة واللى عمله محامى كبير، ومش لازم تروحوا لمحامى عشان تتجوزوا لأنه هياخد منكو 200 جنيه، فممكن أي اتنين شهود صحابكم يمضوا عليه وخلاص وهو تمنه 10 جنيهات بس لكن في مكاتب المحامين بـ 100 جنيه؛ ولازم تاخدى عقدين بـ 20 جنيها "واحد ليكى وواحد للعريس".

ماهر لم يتوقف عند بيع العقد فقط بل بدأ في إعطائى الوصايا العشر قائلا: "حافظى على العقد كويس جدا عشان لو خلى بيكى تروحى للمحكمة وتاخدى حقك منه ".. سألنى: "شكلك بنت ناس ليه عايزة تتجوزى عرفى؟! كنا نتمنالك جوازة شرعى أحسن من كده".

وفى جانب من الرصيف أخرج "ماهر" العقد في هدوء وبحرص شديد متلفتا حوله فأخذته منه لتصفحه وسألته عن بعض البنود فيه ثم أخرج كيسا أسود لإخفاء العقد به وكأننا نخفى قطعة من الآثار، وأعطيته ثمن العقد وألقى على التحية قائلا:" متنسيناش بعد ما تتجوزى وربنا يكرمك".

بمجرد أن تتصفح العقد تجده عبارة عن كتيب صغير يحتوى على 4 صفحات، الأولى تشمل التاريخ واليوم واسم الزوجين وبياناتهما بالتفصيل وأسماء الشهود؛ والثانية:" اتفق الطرفان على قيام الزوجية الشرعية بينهما اعتبارا من بعد ما قررا بعدم وجود مانع يحول دون زواجهما وأقرهما الشاهدان على ذلك واتفقا على قيام الزوجية بينهما على سنة الله ورسوله وعلى مذهب أبى حنيفة واعتبر هذا العقد بمثابة عقد زواج دائم منتج لكل الآثار القانونية والشرعية بشروط".

ويقر الطرف الأول بقبول الزواج بالفتاة فيقول"قبلت زواجها"، وتقر الفتاة بقبولها هذا الزواج قائلة "قبلت زواجه"، ويلتزم الطرفان بتقديم هذا العقد إلى محكمة الأسرة للتصديق.

وتأتى الصفحة الأخيرة من العقد بعنوان "ملاحظات مهمة قبل تحرير عقد الزواج العرفى" وتشمل عدة ملاحظات كى يكون زواجا عرفيا صحيحا، أهمها أن يستشهد شاهدان على عقد الزواج، فإذا خلا عقد الزواج العرفى من الشاهدين يكون الزواج باطلا بل لا يعد زواجا والعلاقة لن تكون شرعية، وألا يكون كل من الزوجين أو أحدهما فاقد الأهلية أو ناقص الأهلية فيكون عقد الزواج باطلا إلا إذا أجازه الولى أو من يحل محله.
Advertisements
الجريدة الرسمية