رئيس التحرير
عصام كامل

ذوو الاحتياجات الخاصة.. والرغبة في المشاركة

فيتو

إن الإنسانية الحقيقية تدعو دائما إلى ضرورة استمتاع الإنسان، أيا كان هذا الإنسان من حيث جنسه، لونه وجنسيته بحياته، والاستفادة الكاملة بمختلف أنواع الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية، وكل ما من شأنه أن يشعر الإنسان بإنسانيته والإحساس بوجوده في هذه الحياة، وإذا كان هذا مطلوبا على هذا النحو للإنسان العادي السوي فإنه أكثر إلحاحا في الطلب للإنسان الذي ابتلي بأية عاهة أو قصور في أي جانب من جوانب النمو الإنساني كالجسمي، العقلي أو النفسي.


وقد انتبهت أنظار العالم في السنوات الأخيرة إلى ضرورة العناية والاهتمام بذوي العاهات والاحتياجات الخاصة، بعد أن أكدت البحوث والدراسات التي أجريت عليهم أنهم يتمتعون بقدرات وإمكانيات واستعدادات من غير الجانب الذي إبتلي فيه، لا تقل بأية حال من الأحوال عن الإنسان العادي، ولذلك أنشئت لهم المدارس والمعاهد الخاصة بهم التي تُعنى بهذه النوعية من البشر وتساعدهم على حسن استثمار ما لديهم من هذه الإمكانيات والاستعدادات والقدرات بما يؤهلهم لممارسة حياتهم بصورة طبيعية كغيرهم من العاديين.

 

 مفهوم التربية الخاصة:

تأثر ميدان التربية الخاصة في القرن العشرين بعدد من العلوم كعلم النفس، علم الاجتماع والقانون والطب، حيث أصبحت التربية الخاصة ميدانا متخصصا له جذوره التربوية والنفسية والطبية والقانونية موضوعه الأطفال غير العاديين من حيث خصائصهم وسماتهم، وأسباب اختلافهم عن الأطفال العاديين وبرامجهم التربوية وأساليب التدريس الخاصة بهم.

 ولقد كان الاعتماد السائد ولدى البعض وإلى حد قريب أن موضوع التربية الخاصة ينحصر في الأطفال المعوقين، ولكن ونتيجة لتزايد الاهتمام بموضوع التربية الخاصة اتضحت فئات التربية الخاصة لا لتشمل الأطفال المعوقين فحسب، بل كان الأطفال الذين ينحرفون في نموهم العقلي والجسمي والانفعالي والاجتماعي عن متوسط نمو الأطفال العاديين.                                       

 

 وفيما يلي بعض التعريفات للتربية الخاصة:

-حسب مصطفى فهمي (1965) فإن: "التربية الخاصة هي التي تتم في المؤسسات الخاصة التي تساعد الأطفال ذوي القصور العقلي أو الحسي أو الجسمي، وكذلك المتفوقين عن طريق تقديم الخدمات والتعليم المناسب لقدراتهم".

 

وهذا التعريف يؤكد أولا على ما يقدم من خدمات تربوية وتعليمية في هذه المؤسسات التي تهتم بذوي العاهات أو القصور في أي جانب من جوانب النمو الإنساني، وما يقدم أيضا لمن يفوقون في هذه الجوانب، بحيث تتناسب هذه الخدمات مع ما لدى كل منهم من إمكانات وقدرات واستعدادات بما يؤدي إلى الوصول بهم إلى أفضل مستوى من النمو والتوافق.

 

-  يذكر محمد خليفة بركات (1971) أن كروكشاك يرى أن "التربية الخاصة تعني محاولة مشاركة الأطفال غير العاديين في مختلف الجوانب الثقافية والدينية والعلمية والجمالية بما يتناسب وقدراتهم بغض النظر عما يمكن أن يصلوا إليه من مستوى هذه الجوانب على اعتبار أن هذا ما يجب أن يحدث عند معاملة هذه الفئات أي مراعاة الجانب الإنساني لدى أفرادها".

 

- يحدد كل من عبد السلام عبد الغفار ويوسف الشيخ (1985) مفهوم التربية الخاصة على أساس ما يقدم لهذه الفئات من خدمات تعليمية واجتماعية ونفسية عندما أشار إلى هذا بقوامها أن التربية الخاصة تعني "التنظيم المتكامل الذي يضم جميع الخدمات التعليمية التي يمكن أن تقدمها المدرسة للطفل غير العادي، والتي تشمل الخدمات في كل الجوانب التعليمية والاجتماعية والنفسية".

 

ومن الملاحظ –كما سبق القول- أنهما يركزان على ما يقدم للفئات الخاصة من هذه الخدمات ذات الارتباط بالجانب التعليمي أو الاجتماعي أو النفسي على أساس أن هذه الخدمات تشكل أهمية كبرى فيما يمكن أن يكون عليه مستوى النمو لدى أفراد هذه الفئات.

 

- بينما يعتبر عبد المطلب القريطي (1989): "التربية الخاصة بأنها عبارة عن الخدمات التربوية التي تقدم للأفراد الذين ينحرفون عن المستوى العادي أو المتوسط في خاصية ما من الخصائص العادية للإنسان والتي تخدم في أكثر من جانب ومن جوانب الشخصية والتي تختلف عما يقدم الأفراد العاديين، وذلك بهدف مساعدتهم لتحقيق أفضل مستوى من النمو والتوافق".

 

أما تعريف التربية الخاصة والذي اعتمدت عليه الجمعية الأمريكية للتخلف العقلي فهو أنها "مجموعة البرامج التربوية المتخصصة والمصممة بشكل خاص لمواجهة حاجات الأفراد المعوقين والتي لا يستطيع معلم الصف العادي أن يقدمها وتتضمن الأساليب والوسائل الخاصة والمساعدة في تسهيل تعليم المعاقين وتنمية قدراتهم إلى أقصى حدّ ممكن".

 

-مما تقدم من عرض وبيان لبعض وجهات نظر المتخصصين في هذا المجال والتي تسعى لتحديد مفهوم التربية الخاصة، فإنه يمكن القول بأن التربية الخاصة تعني مجموعة الخدمات التربوية والتعليمية والاجتماعية والنفسية والمهنية التي تقدم خصيصا لفئة من فئات الخواص أو ذوي الإعاقة مراعية خصائص كل فئة على حدا، وذلك بهدف مساعدتها على إحداث أفضل مستوى من النمو في بقية جوانب الشخصية التي لم تُصب بخلل، بما يمكنهم من إحساسهم بوجودهم والشعور بإنسانيتهم، فضلا عن تدريبهم تدريبا مناسبا يمكنهم من اكتساب مهنة تجعلهم يشعرون بأن لهم دورا في الحياة تقدره الجماعة..

 

- ولذا أصبحت مظلة التربية الخاصة تشمل الفئات التالية:

 

فئة الأطفال ذوي صعوبات التعلم.

فئة الأطفال ذوي الاضطرابات اللغوية وفئة الأطفال ذوي الاضطرابات الانفعالية، فئة الأطفال ذوي الإعاقة العقلية، السمعية، البصرية والحركية، وعلى ذلك فإن التربية الخاصة تهتم بفئات الأطفال غير العاديين، وذلك من حيث قياسها وتشخيصها وإعداد البرامج التربوية وأساليب التدريس المناسب لها.               

 فهي تهدف إلى ما يلي:

-  محاولة الكشف والتعرف على الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من غير العاديين أو الشواذ، وذلك عن طريق استخدام مختلف أنواع أدوات القياس التي تساعد المتخصصين في عملية التشخيص وتحديد كل فئة من فئات ذوي الإعاقة.

 

- التعرف على الخصائص الجسمية والعقلية والاجتماعية والنفسية لكل فئة من الفئات الخاصة.

- الاستفادة من هذه الخصائص في إعدادا الخطط والبرامج الإستراتيجية لكل فئة من فئات متحدي الإعاقة بما يتناسب وخصائص كل فئة من هذه الفئات.

- ابتكار الوسائل التعليمية التي تعين المختصين لتعليم وتدريب وتأهيل هذه الفئات للاندماج في المجتمع الذي يعيشون فيه.

-تحديد أفضل أنواع الطرق التعليمية التي تفيد في تنفيذ البرامج التعليمية المعدة لمختلف أنواع الفئات الخاصة.

- العمل على حسن استثمار ما لدى ذوي الإعاقة من القدرات والإمكانيات بما يسهم في تأهيلهم للمشاركة مع أفراد المجتمع الذي يعيشون فيه.

-   العمل على تهيئة أسباب الوقاية قدر الإمكان نظرا لزيادة معدل الإعاقة عن طريق إعداد العديد من البرامج الإرشادية للأسرة وذوي الإعاقة.


فئات ذوي الاحتياجات الخاصة وخصائصهم:

 

الإعاقـة الجسميـة:

يعرف الشخص المعوق جسميا على أنه يمتلك عيبا جسميا يقلص فاعلية في أداء واجبات الشخصية والاجتماعية طبقا لمعيار محدد اجتماعيا.

 

فالفرد المصاب بعاهة جسمية تحد بأي طريقة كانت من مشاركته في الفعاليات اليومية الطبيعية أو تمنعه في المشاركة فيها، ويمكن الإشارة إليها كإعاقات جسمية.

 

لو أخذنا ذلك بعين الاعتبار فإن المعوق جسميا قد تكون لديه عدة مشكلات للتكيف، ولذلك يجب أن نتذكر دائما أن الشخص المعوق جسميا ليس بالضرورة أن يكون عاجزا عقليا أو ضعيف العقل، فالأشخاص المعوقون جسميا يقسمون عموما إلى أربع فئات هي:

 

‌أ.       المعوقون بصريا.

 

‌ب. المعوقون سمعيا

‌ج.   المعوقون كلاميا.

‌د.     المعوقون هيكليا (عقليا أو حركيا).


 


 

 

د. الإعـاقة الحركيـة:

 

         إن تحديد المعوقين حركيا سهل جدا بالمقارنة مع بعض الإعاقات الأخرى مثل المبصرين جزئيا أو ذوي العيوب السمعية...إلخ، فهناك بعض الأطفال الذين توجد لديهم مشكلات من الدرجة المعتدلة التي يمكن نسيانها أو التقليل من أهميتها، ولهذه الحالات يمكن إجراء التحديد بمساعدة قائمة التشخيص أو الفحص التالية لمظاهر السلوك.

 

يمتلك هؤلاء الأطفال ضبطا وتنسيقا حركيا ضعيفا.

يمشون بصعوبة أو بشكل أعوج.

يظهرون إشارات أو علائم على الألم خلال التمرين الرياضي.

يقعون أو يسقطون بشكل متكرر على الأرض.

   أسبـاب الإعاقـة:

 

الأسباب الوراثية: هذا الشذوذ ينحدر من جيل إلى جيل نوع ما من الاضطراب في عمل آلية الصبغيات الموروثة، على أي حال يمكن الملاحظة أن حالة معينة قد تكون وراثية ومع ذلك إنها قد لا يظهر نفسها عند الولادة أو قد لا تظهر أمام الأسرة مباشرة للفرد.

أسباب ما قبل الولادية: إن الخلل ما قبل الولادي هو الخلل الذي يظهر عند الولادة وتتضمن العيوب ما قبل الولادة تسطح القدم، التوضع الشاذ للقاعدة، العظام المفقودة، تقوس الساق، تكور الأصابع ...إلخ، وهذه العيوب قد تعود إلى العدوى وسوء التغذية وأشعة X و الاضطرابات في التغذية للأم وسوء تغذية الأم...إلخ.

الأسباب المكتسبة: تتضمن هذه الأسباب جروح الولادة والحوادث، وسوء التغذية وتشوه العظام والمفاصل والعدوى الفيروسية... إلخ، ولقد حدد مؤتمر البيت الأبيض المقعد بناءا على هذه الأسباب مما يلي: "الطفل المقعد بالمعنى الهيكلي، هو الطفل الذي يوجد شذوذ أو انحراف يسبب له تشوها أو تدخلا في العمل الطبيعي لعظامه وعضلاته ومفاصله، وحالته قد تكون ما قبل ولادية أو تعود لمرض أو لحادث، وقد تسوء نتيجة الإهمال أو التجاهل.

خصائص المعاقين حركيا:

 

أولا: الخصائص الجسمية:

 

       يتصف الأطفال المعاقين حركيا بنواحي العجز المختلفة في اضطراب ونمو عضلات الجسم التي تشمل اليدين والأصابع والقدمين والعمود الفقري والصعوبات تتصف بعدم التوازن والجلوس والوقوف وعدم مرونة العضلات الناتجة عن أمراض مثل: الروماتيزم والكسور وغيرها، وقد تكون ناتجة عن اضطرابات في الجهاز العصبي المركزي ومن مشاكلهم الجسمية أيضا هشاشة العظام والتواءاتها والقزامة أحيانا انخفاض معدل الوزن ومشاكل في الحجم وشكل العظام ومشاكل في عضلات الجسم كالوهن العضلي وعدم وجود توتر مناسب في العضلات وارتخائها الأمر الذي يترتب عليه عدم قدرتهم على حمل الأجسام الثقيلة كالأسوياء وكذلك ينتج عنها عدم التآزر في الحركات واستعمال القلم عند الكتابة واستعمال اللسان عند الشرب والمضغ وقد تترافق المشاكل الجسمية مع اضطرابات في حاسة السمع والبصر وهؤلاء الأطفال بحاجة إلى وسائل تعويضية لكي يتمكنوا من القيام بالنشاطات التي تتعلق بحياتهم اليومية كتناول الطعان والشراب ولبس الملابس والمحافظة على سلامتهم العامة وهم بحاجة إلى أطراف اصطناعية وعكاكيز وغيرها ليستطيعوا القيام بما هو مطلوب منهم وبحاجة إلى أخصائيين في مجال العظام والعضلات ومشاكل النطق والإبصار من أجل تشخيص مشكلاتهم وتقويمها ووضع الخطط العلاجية المناسبة لهم وبحسب نوع وشدة الإعاقة الموجودة لديهم كما أنهم بحاجة إلى أساليب تدريس خاصة بهم وبحاجة إلى رعاية في مجال العظام وتدريب على استعمال العضلات لتكتسب المرونة المناسبة وهم بحاجة إلى أخصائي علاج طبيعي ومساج وأشعة وإلى خبراء في مجال التأهيل المهني لتحديد الإعاقة واختيار المهنة الأكثر مناسبة لهم، إن هؤلاء الأطفال بحاجة إلى برامج وتمارين علاجية للتعامل مع مشكلاتهم الجسمية والعمل على استصلاح وترميم وإنقاذ أكبر قدر ممكن منها والدفع بها للوصول إلى أكبر حد ممكن للاستفادة من طاقاتهم الجسمية ومعالجة الأمراض المسؤولة عنها مثل: السكري والسحايا واضطرابات الغدد ونزف الدم وسل العظام وغيرها من أمراض ومعالجة الاضطرابات العصبية المسؤولة عن حدوثها أيضا.

 

       إن أوجه القصور الجسمي الحركي لدى هؤلاء الأطفال إذا ترك بدون علاج يخلق لديهم ولدى أفراد أسرهم ومدربيهم مشكلات عديدة تربوية واجتماعية ونفسية واقتصادية، الأمر الذي يزيد من تفاقم مشكلتهم لذلك فهم بحاجة إلى جهود على مستوى المجتمع لتقديم المساعدة المتخصصة في هذا المجال وتأهيلهم جسميا بالقدر الممكن للتخفيف من حدة إعاقتهم وتقديم العلاج المجاني والإرشاد الأسري لهم باعتبارهم طاقة لا يجب إغفالها الأمر الذي يساعد على عدم اعتماديتهم ويشجع على استقلاليتهم ويخفض من شعورهم بالعجز والقصور الجسمي الذي يؤدي إلى مشكلات نفسية تتعلق ببناء الشخصية الإنسانية.

 

الخصائص النفسية:

 

       يتصف هؤلاء الأطفال بالانسحاب والخجل والانطواء والعزلة والاكتئاب والحزن وعدم الرضا عن الذات وعن الآخرين والشعور بالذنب والعجز والقصور وبالاختلاف عن الآخرين وبعدم اللياقة وبعدم الانتباه وتشتته وبالقهرية والاعتمادية والخوف والقلق وغيرها من الاضطرابات النفسية العصابية، وبعدم توكيد الذات والقدرة على حل المشكلات وضبط الذات ومشاكل في الاتصال مع الآخرين والشعور بالحرمان، فهؤلاء الأطفال بحاجة إلى الإرشاد الوقائي والنمائي والعلاجي للتعامل مع مراحلهم العمرية ودرجة الاضطراب النفسي ونوعه في البيت والمدرسة لذلك يجب توفير أجواء نفسية مريحة لهم في مجال الأسرة والمدرسة والعمل بحيث يبتعدوا عن التوتر والقلق والدخول في الصراعات الأسرية والمعاناة، منها الأمر الذي ينعكس على صحتهم النفسية، كما يجب التعامل معهم أساليب تعديل السلوك والابتعاد عن العقاب الجسدي والنفسي معهم لحل مشكلاتهم، كما يجب أن يشمل ذلك تقديم التشجيع لهم وتقديم الدعم الأسري والتربوي والمعنوي والمادي لهم ليستطيعوا أن يعيشوا حياتهم في جوّ بعيد عن التهديد ومشاعر تدني مفهوم الذات وإشراكهم في خبرات سارة وتجنبهم الخبرات غير السارة في البيئة الأسرية والمدرسية وبيئة العمل، كما يجب على الأسرة أن تعرض مشاكلهم النفسية على الأخصائي النفسي من حين لآخر وكلما استدعت حالتهم ذلك.

 

       إن مثل هذه الخصائص يأخذ بعين الاعتبار عند تصميم برامجهم التربوية والتعليمية وعند رسم الخطط للتعامل مع مشكلاتهم والأخذ بعين الاعتبار هذه الخصائص عند تأهيلهم.

 

الخصائص التربوية والاجتماعية:

 

   من خصائص هؤلاء الأطفال أن لديهم مشكلات في عادات الطعام Eating Habits واللباس (الهرجلة) Missy Sloppy وعادات في مشاكل التبول وضبط المثانة والأمعاء والانطواء الاجتماعي وقلة التفاعل الاجتماعي والانسحاب والأفكار الهازمة للذات ويعانون من نظرة المجتمع نحو قصورهم الجسمي وأجسامهم بالدونية وعدم اللياقة وبحركات أو لزمات حركية Tics غير مناسبة تجلب استهزاء الآخرين والتبول ومشاكل في الاستحمام الوقوف وضبطه ومشكلات مع الأقران والأخوة والشعور بالحرمان الاجتماعي المتمثل في عدم مشاركتهم الفاعلة في النشاطات الاجتماعية ومن المشكلات لديهم أيضا الاعتمادية على الآخرين والخجل والعزلة والانسحاب وهذه المشكلات وأشكالها إنما هي عينة قليلة من مجموعة مشاكلهم الاجتماعية التي تحتاج إلى تدريبهم على عادات النظافة والمحافظة على صحتهم العامة واستعمال التواليت وضبط المثانة والأمعاء والابتعاد عن مشكلات سوء التغذية وفقدان الشهية أو الإفراط في تناول الأطعمة الذي يسبب لهم البدانة والتي تشكل عبئا على أجسامهم خاصة أولئك الذين لديهم عجزا في مدى تحمل العظام لحمل الأجسام الثقيلة، إن أهم جانب في العلاج الاجتماعي يتمثل في تقبل هؤلاء الأفراد لأنفسهم وتقبل المجتمع لهم واندماجهم فيه وتعليمهم السلوك الاجتماعي المقبول في مجال البيت (الأسرة) والمدرسة والمجتمع، إن هؤلاء الأطفال لديهم صعوبات أيضا في مجال اللغة والحواس والتعلم ، فهم بحاجة إلى برامج تربوية وجهود اجتماعية مكثفة لمعالجة مشاكلهم الأسرية ومشكلاتهم الخاصة بالصحبة السيئة والمشاكل مع الرفاق والأقران والانسحاب من المدرسة والعدوان وإيذاء الذات واللغة السيئة والسرقة والغش والكذب وغيرها، إذا كانت موجودة عندهم في بيئتهم المنزلية ومن هنا يأتي دور المرشد التربوي والأخصائي الاجتماعي لتشخيص مثل هذه الحالات والعمل على مساعدة هؤلاء الأطفال والاستفادة من الفرص الاجتماعية لمساعدتهم.

 

خصائصهم العصبية:

 

 لدى هؤلاء الأطفال مشاكل تتعلق بتلف في الدماغ أو خلل وظيفي في عمل الخلايا الحركية فيه ولديهم مشاكل خاصة بالحبل الشوكي مشكلات في مجال الرؤيا والسمع ناتجة عن الإصابات العصبية المسببة بأمراض مثل التهاب السحايا والسل والحصبة الألمانية والزهري وغيرها المسؤولة عن إحداث خلل في جهازهم العصبي، كما أن لديهم مشكلات خاصة كالصرع والاضطرابات العقلية التي قد تكون أورام الدماغ أحد أسبابها، كما أنهم يعانون من الشلل بجميع أشكاله والشلل الدماغي بجميع أشكاله ، لذلك فهم يعانون من مشاكل القراءة والكتابة في المدرسة لأن حواسهم غير سليمة، إن مثل هؤلاء الأطفال بحاجة إلى معالجة الأمراض التي قد يتكون مسؤولة عن إعاقتهم الحركية بدءا بالتطعيم الثلاثي وبالتشخيص والعلاج والتأهيل والتدريب، وقد تنتج المشاكل العصبية لديهم عن سوء التغذية والحرمان وتعرضهم لإصابات الرأس والرضوض والكسور في الجسم.

 

خصائصهم التعليمية:

 

       تعتمد خصائصهم التعليمية على خصائصهم الجسمية والنفسية والعصبية، حيث أن هؤلاء الأطفال لديهم مشكلات في الانتباه Distraction وتشتته وصعوبة في التركيز والتذكر والاسترجاع والحفظ والنسيان ونقص في تآزر حركات الجسم، كما أن لديهم صعوبات في مجال التعلم، حيث أنهم لا يتعلمون بسهولة وكما أنهم لا يتعلمون بسرعة حيث أن لديهم مشكلات في حاسة السمع والبصر أحيانا الأمر الذي يزيد الطين بلة ذلك فهم بحاجة إلى مناهج واستراتيجيات تربوية خاصة تراعي إعاقاتهم بحيث تعتمد على التبسيط والانتقال من السهل إلى الصعب، ومن البسيط إلى المركب والاعتماد على النمذجة والتلقين وتشكيل السلوك وتسلسله وتقديم التعزيز الايجابي والتغذية الراجعة الايجابية والبيولوجية وتجزئ المهارات والمهمات المطلوبة منهم القيام به.

 

خصائصهم المهنية:

 

       هؤلاء الأطفال لا يستطيعون الالتحاق بأي عمل بسبب العجز والقصور الجسمي لديهم بعكس الأسوياء فهم غير  قادرين على القيام بالأعمال المهنية الشاقة أو العمل في مجال البناء أو سياقة الجرافة أو الشاحنة على سبيل المثال، كما أن إعاقاتهم في الحد من استعداداتهم وقدراتهم وميولهم المهنية التي يرغبون فيها المشكلات التي تدفع بالأحجام عن العمل وعدم الرغبة في تأهيلهم أو تشغليهم وتدني إنجازاتهم وفي البلدان المتقدمة يعمل هؤلاء في مهن كالنجارة وغيرها، حيث تكون مبرمجة على الكمبيوتر وما على المعاق إلا أن يضغط على أزرار الآلة أو إيقافها وهم أكثر إنتاجا من الأسوياء في هذا المجال، كما تشير إليه الدراسات في هذا المجال لذلك فإن على الموجهين المهنيين الأخذ بعين الاعتبار قصورهم ومساعدتهم على اختيار مهن تناسب قدراتهم الحركية في عملية تأهيلهم والحصول على عمل يكسبون رزقهم من وراءه، إن هؤلاء الأطفال أيضا يتسمون بقلة الإنتاج وعدم تعلم المهارات المهنية في زمن قياسي ، كما هو الحال عند بعض الأسوياء فهم بحاجة إلى مدة تدريب وتأهيل أطول من العاديين كما يجب تقديم المساعدات المختلفة اللازمة لهم وتحسين بيئة العمل وتشجيعهم عليه وتقديم الفرص المهنية المناسبة لاستيعابهم.

 

خصائصهم التدريبية:

 

   إن هؤلاء الأطفال بسبب وجود العجز الجسمي لديهم إلى التدريب على ممارسة الألعاب الرياضية الخفيفة والألعاب العقلية البسيطة بهدف إكسابهم المرونة الكافية للقيام بأعمالهم الروتينية والاعتيادية مثل قضاء الحاجة ونظافة الجسم والأسنان وتناول الطعام والشراب وغيرها من الأعمال التي تحتاج إلى تمكينهم من استخدام ما تبقى من قدراتهم العضلية والدفع بها إلى أقصى حد ممكن ولذلك فهم بحاجة إلى أخصائي في مجال تقويم العظام والعلاج الطبيعي والمساج وأخصائي في مجال التربية البدنية الرياضية واختيار الألعاب الرياضية المناسبة لهم وحثهم على ممارستها وإزالة جميع المعوقات الفيزيقية التي قد تقف أمامهم لمزاولة الرياضة المناسبة لهم وتشجيعهم على القيام بالأعمال الفنية كالرسم والدهان والألعاب الخفيفة ويتطلب ذلك تجزيء المهمات والحركات حتى يستطيع الطفل القيام بها إن لدى هؤلاء الأطفال بطء واضح في القيام بالتمرينات المطلوب منهم القيام بها، لذلك فهم بحاجة إلى المزيد من التدريب وتقديم التشجيع والحث والاستحسان والدعم النفسي والتغذية الراجعة وتشكيل السلوكات التدريبية المناسبة وتسلسلها والنمذجة وغيرها من الوسائل التي تساعدهم على ممارسة هواياتهم وألعابهم كالرسم والدهان وغيرها.

 

3. الإعاقة الحسية والانفعالية:

 

       لقد تناول عدد لا بأس به من علماء النفس تحديد المقصود بالاضطراب الانفعالي ، ومن بين هؤلاء عبد السلام عبد الغفار ويوسف الشيخ (1966) اللذات يريان أن "الاضطراب الانفعالي يتمثل في صورة الفرد المضطرب نفسيا شخص تعكس في حياته، شقي بنفسه، وشقي مع غيره، وعاجز عن إنشاء علاقة سليمة مع نفسه، وبالتالي يعجز أن يكون مع غيره علاقات فعالة ومشبعة".

 

  أي أن المضطرب نفسيا يعاني أنواعا من الصراع النفسي، وهو ما يسبب اضطرابه، وهو شخص لا يدرك سبب اضطرابه لأن ما يعانيه عملية لا شعورية نشأت عن محاولة كبت خبرات ارتبطت بانفعالات مؤلمة، وأن هذه المحاولة لم تكن ناضجة، وذلك عاودت هذه الخبرات بما ارتبطت بها من انفعالات مؤلمة للظهور بصورة مقنعة على هيئة أعراض مرضية.

 

   أسباب الاضطرابات الانفعالية:

 

 من أسباب الاضطرابات الانفعالية في كثير من العوامل التي تحول دون تحقيق رغبات الفرد أو إشباع حاجاته وسعيه وراء دوافعه التي يرفضها الواقع الاجتماعي الذي يعيش فيه وينتمي إليه خوفا من عزله عن أفراد المجتمع أو عقابه، وكذلك ما يقوم به الإنسان من كبت دوافعه، وإن إرجاء إشباع حاجاته خوفا من غضب من يحبونه         أو شعور الطفل بغضب والديه عليه وما يترب على هذا من إحساس بالألم والشعور بالذنب وسعيه لإخفاء انفعالاته وإبعاده عن بؤرة شعوره حتى لا يقع في إصدار ألفاظ سلوكية عدوانية تجاه من يحب.

 

      هذا وتشكل الحيل اللاشعورية واستخدامها مستمرا ودائما سببا أساسيا من أسباب الاضطرابات النفسية، حيث تعتمد هذه الحيل على إخفاء وكبت الحقائق، إضافة إلى قصور يرجع إلى بناء ونمو الشخصية بطريقة خاطئة.

 

   خصائص المضطربين انفعاليا:

 

   يختلف العلماء والباحثون حول الخصائص التي مكن أن يعتمد عليها للتعرف على المضطربين انفعاليا، حيث يرى بعضهم أن مستوى الذكاء يعتبر خاصية يمكن اعتقادها كمؤشر لهذه الفئة إلا أنهم يشككون في هذه الخاصية ذلك لأن بعض الباحثين قد أشاروا إلى أن المضطربين انفعاليا أقل من أقرانهم غير المضطربين في مستوى الذكاء، وأن متوسط ذكائهم لا يزيد عن 90، ووضعهم آخرون في حدود التخلف العقلي البسيط ، بالإضافة إلى أن بعض العلماء قد أشاروا إلى أنه ليس من السهل تطبيق اختبارات الذكاء على هذه النوعية، والحصول على مستوى فعلي لهذه الفئة، وأن هناك بعض الأفراد من المضطربين انفعاليا الذين قد حصلوا على درجات مرتفعة من الذكاء.

 

       وقد فسر المتشككون في تحديد خاصية الذكاء كمؤشر للمضطربين انفعاليا لأن الاضطراب الانفعالي لا يتيح الفرصة لاكتساب وتعلم وإدراك مضامين اختبارات الذكاء وبذلك لا تكون نتائج هذه الاختبارات مؤشرا حقيقيا لمستوى ذكائهم.

 

       كما نجد عندهم انخفاض مستوى التحصيل الدراسي على أساس أن ما يعانيه هؤلاء الأفراد من اضطرابات سلوكية لا يمكنهم من اكتسابهم المهارات الضرورية للتحصيل الدراسي، وإن وجد بعضهم قد اكتسبوا هذه المهارات إلا أنهم لا يستطيعون حسن استثمارها في عملية التحصيل الدراسي.

 

كما نخلط عليهم السلوك العدواني حيث يعتبر هذا السلوك مؤشرا واضحا لفئة المضطرين انفعاليا.

 

وكذا السلوك الانطوائي والانسحابي حيث يميلون إلى العزلة والبعد عن الآخرين والشعور بالخمول والكسل، وعدم المبادأة في التعامل مع غيرهم وافتقاد المهارة لإنشاء العلاقات الاجتماعية، هذا فضلا عن معايشة أحلام اليقظة بصفة دائمة ومستمرة.

 

     

 

4.      بطء التعلــم:

يشكل بطء التعلم جزءا من السكان يمكن إدراكه وملاحظته فلقد أشار "بيرت" عام (1927) بشكل واضح وصحيح إلى مصطلح متأخر أو بطيء التعلم.

 

وقد خصص هذا المصطلح لأولئك الأطفال غير القادرين عن أداء الأعمال النظامية المتوقعة من أقرانهم، وقد تناول "كيراك" (1962) معدل التعليم كقاعدة لتحديد بطيء التعلم، وطبقا لما قاله "كيرك" في بحثه: إنه يمكن تصنيف بطيء التعلم والمتفوق والأطفال المتوسطين استنادا على معدل تعلمهم، وهو يرفض بشكل قطعي في بحثه المساواة بين بطء التعلم والمتخلفين عقليا، وذلك لأن بطيء التعلم قادر على الحصول على درجة متوسطة من النجاح الأكاديمي حتى وإن كان ذلك بدرجة أبطأ من الأطفال المتوسطين، أما بالنسبة لبطء التعلم البالغين فهو واثقون بأنفسهم ومدعمون ومستقون ومتكيفون اجتماعيا وإننا نجدهم في المراحل الأولى من التعلم يكيفون أنفسهم مع البرامج النظامية التي تناسب مقدرتهم البطيئة على التعلم.

 

 

        خصائص بطء التعلم:

 

‌أ.       الخصائص المتعلقة بمشكلات التعلم المعرفية:

 

-       إن بطيء التعلم يتعلمون بمعدل بطيء ويواجهون صعوبة في حفظ ما قد تعلموه.

 

-       إن انتقال التعلم يصبح أمرا مستحيلا لبطيء التعلم.

 

-       إنهم يعانون من نقس في المحاكمة وفي الحس العام وهم شاردون ومنذهلون جدا في الصف.

 

-       إنهم يستفيدون من التعليم المباشر ولا يكتسبون مهارات بالشكل العرضي أو غير المباشر.

 

-       إن بطيء التعلم يكون دون المستوى المطلوب في التحصيل وإن مدى إنتباهه قصير جدا.

 

‌ب.  خصائص اللغة والمشكلات المتعلقة بها:

 

-       يعاني المتعلم البطيء من صعوبة في التعبير الشفهي وتكون التعبيرات والألفاظ صعبة عليه.

 

-       يواجه بطيء التعلم مشكلات الدقة والربط واستخدام علامات للترقيم.

 

-       تكون القراءة الجهرية عنده أكثر صعوبة من القراءة الصامتة.

 

-       إن التعبير عن الأفكار ملائم يصبح صعبا بالنسبة لهم ولأولادهم.

 

‌ج.   الخصائص المتعلقة بمشكلات الإدراك السمعي:

 

-       يواجه بطيء التعلم صعوبة في كتابة الإملاء، وعادة يتركون اللوازم واللواحق عندما يكتبون.

 

-       يخفق بطيئوا التعلم في فهم التوجيهات الشفوية، ولذلك هم غير قادرين  على إعطاء الجواب الملائم عندما يطرح السؤال عليهم.

 

-       إنهم عادة يفضلون المواد المقدمة بشكل منظور (عياني) على المواد التي تقدم بشكل شفوي.

 

-       إن تحديد الأصوات المختلفة يصبح صعبا عليهم وهم أيضا يجدون صعوبة في التمييز بين الكلمات المتشابهة صوتيا مثال: (تاب، تيب، بن، بين)...إلخ.

 

-       إن بطيء التعلم عادة يعطون أجوبة غير ملائمة للأسئلة الشفهية وهم أيضا يفشون في تعلم فن العد من الذاكرة.

 

‌د.     الخصائص المتعلقة بالمشكلات البصرية الحركية:

 

-       إن بطيء التعلم ينذهلون ببساطة بالإشارة البصرية ولهم حركات خرقاء.

 

-       إنهم يجدون صعوبات في التمييز بين علاقات الألوان والحجوم والأشكال، وإنهم غير قادرين على استرجاع أو استدعاء الأشياء التي يرونها من الذاكرة.

 

-       هم ضعيفون جدا في الكتابة اليدوية ويواجهون صعوبات في الأعمال والحركة، وهم غالبا يشكون من مشكلات فيزيولوجية، وأن تمييزهم للأشياء العامة أو تعرفها يصبح مشكلة بالنسبة لهم.

 

‌ه.  خصائص المشكلات الاجتماعية والعاطفية:

 

-       إن بطيء التعلم لا يملكون القدرة على البقاء أو الصبر فترة طويلة في غرفة الصف.

 

-       هؤلاء الأطفال يحبون الانعزال، وهم غير اجتماعيين، ويشغلون أنفسهم في تكوين الصداقات.

 

-       يصبح بطيء التعلم عدوانيين نحو أصدقائهم وأقرانهم لأتفه الأسباب.

 

-       قضم الأظافر خاصة البارزة لدى هذه الفئة.

 

5.   فئات المتفوقين:

-       شاركت الدراسات العربية في تعريف التفوق العقلي على أساس محكات متعددة حيث عرف عبد السلام عبد الغفار (1966) التفوق العقلي بقوله : "يعتبر التلميذ متفوقا عندما يستوفي أي شرط من الشروط الآتية:

 

أولا: مستوى تحصيلي أكاديمي يضع التلميذ في أفضل 15% إلى 20% من مجموع التلاميذ.

 

ثانيا: معامل ذكاء يقدر بـ 120 فأكثر إذا قيس الذكاء بالاختبارات اللفظية.

 

ثالثا: مستوى مرتفع من الاستعدادات الخاصة بما في ذلك القدرة على الزعامة.

 

رابعا: مستوى مرتفع من القدرة على التفكير الابتكاري.

 

        تحديد المتفوقيــن:

 

يستطيع الآباء والمعلمون وعلماء النفس والأخصائيون الاجتماعيون المساعدة في تحديد الأطفال المتفوقين في مرحلة مبكرة جدا، بالطبع إن هذه العملية هي المشكلة التي جذبت اهتمام علماء النفس في كل أنحاء العالم، فقد عدوها صعبة جدا وبخاصة تقدير التفوق بمساعدة أداة أو اختبار واحد، وفي هذا المجال تمكنا من أن نلاحظ أن نموذج تولمان لتحديد الأطفال المتفوقين كان بسيطا وقويا، وقد تم اعتماد الاختبارات الفردية والاجتماعية من قبله لتقدير التفوق عند الأطفال.

 

      بناءا على رأي تولمان: إن الأطفال الين يقعون ضمن النسبة المئوية العليا في حاصل الذكاء هم أطفال متفوقون، ولكن فيما بعد أكد على أن اختبارات الذكاء العام تمثل نوعا ما شكلا محدودا من المهمات العقلية، فمثل هذه الاختبارات هي الأفضل للنوع الاستدعائي أو التحديدي من المشكلات، ولذلك استنتج أن المدى الكامل للتفوق عند الأطفال لا يمكن قياسه بواسطة اختبارات الذكاء فقط، وقد أثبت إضافة لذلك أن الأطفال الذين حصلوا على درجات عليا في اختبارات الذكاء ليسوا بالضرورة مبدعين بدرجة عالية أيضا.

 

      لو انتقلنا إلى وجهة نظر أخرى حول التفوق لوجدنا أن ثرثتون قد ذكر أن كونك ذكيا جدا لا يعني أنك متفوق في العمل المبدع، وهذه يمكن اعتبارها فرضية إذ يلاحظ عموما في الجامعات أن أولئك الطلاب الذين يمتلكون ذكاءا عاليا يتم الحكم عليهم –بواسطة المعايير المتوفرة- على أنهم ليسوا بالضرورة هم المنتجين فقط للأفكار الأصيلة، وجمعنا قد يعرف يضع أشخاص مبدعين ممن يمتلكون ذكاءا عاليا ولكن هذا الدمج بين الذكاء والإبداع ليس قاعدة عامة. (راجع نظرية العتبة التي ترى أن الإبداع يتطلب حدا أدنى من الذكاء وليس العكس).

 

      بشكل عام تستعمل اختبارات الذكاء والإبداع لتحديد التفوق لدى الأطفال، فالاختبارات الإبداعية تتضمن القدرة على التعامل مع أنظمة الرموز العددية واللفظية. وبجانب هذه الاختبارات صممت اختبارات هو أنها غير شاملة أو صحيحة بشكل كاف لتقدير الإبداعية.

 

 

 

لقد بذلت جهود كبيرة لدراسة التفوق من قبل علماء النفس، فقد حدد جيتزل المقاييس التالي للإبداع والتفوق:

 

اختبار ترابط الكلمات: يعرض هذا الاختبار كلمات على المفحوص ولكل كلمة عدة معاني، ويسأل المفحوص أو يطلب منه أن يكتب أكبر عدد من المعاني التي يعرفها لكل منها.

استعمال الأشياء: يطالب المفحوص بكتابته أكبر عدد من الاستعمالات المختلفة أو غير العادية لكل شيء بأقصى ما يستطيع من السرعة.

الأشكال المخفية: يجب على المفحوص أن يحدد الأشكال المفقودة التي يظهر فيها الشكل المطلوب.

تكملة القصص: وهنا يزود المفحوصون بنفس القصص التي يكون السطر الأخير فيها فارغا ويطلب منهم ملئ الفراغات ليعطوا نهايات مناسبة للقصة.

وضع مشكلات: يعطي المفحوص تعليمات لتكوين أكبر عدد يستطيع تكوينه من المشكلات خلال فترة زمنية محددة.

 

 

      خصائص المتفوقين:

 

ليس هناك شك في أن الطفل المتفوق عقليا يظهر موهبة من خال أدائه المتميز في أي نشاط يستحق اهتمامه، ويتم تحديد هؤلاء الأطفال في المدرسة من قبل معلميهم الذين يكونون قادرين على ذلك بملاحظة أدائهم ومراقبته.

 

هناك عدد من الأفكار الخاطئة بين الناس فيما يتعلق بخصائص الأطفال الموهوبين والمتفوقين جدا، فمن الكاريكاتير والفولكلور يحصل الناس على فكرة تقول إنهم صغار جسميا في شكلهم وضعاف في نموهم، كما أنهم يمتلكون فكرة قوية بأن الناس المتفوقين عقليا حركيون وغير مستقرين وأحاديو الاتجاه ومرفوضون اجتماعيا، إلا أن معظمهم يبدون بأنهم راشدون عاديون فيما يتعلق بالذكاء والتحصيل.

 

 

 

على كل حال ما من واحدة من الأفكار المذكورة أعلاه صحيحة، فلعقدين من الزمن تم مسح مجموعات من الأطفال ودراستهم بشكل شامل وكامل، وقد تم اكتشاف الصفات التالية في هذه الأبحاث:

 

           الصفات الجسمية:

 

تكشف الدراسات المختلفة للأطفال المتفوقين أنهم يمتلكون نموا جسميا فوق المتوسط فهؤلاء الأطفال أكثر طولا، وأثقل وزنا، وأفضل بناءا ونموا من غيرهم من الأطفال، أما صحتهم العامة فتكون فوق المتوسط وتستمر كذلك حتى الرشد، وأما نسبة وفيات الأطفال والجنون فقد وجد أنها منخفضة عند هؤلاء الأطفال المتفوقين، وأنهم يمتلكون أيضا تناسقا وضبطا جيدين للعضلات، ففي دراسة بالدوين التي أخذ خلالها مقاييس 594 طفلا من مجموعة ترمان للمتفوقين (والتي كان حاصل ذكائها بين 130 و189) بدا أولئك الأطفال متفوقين على المجموعين التي تمت مقارنتهم بها.

 

وفي عام 1925 حصل ترمان على التفصيلات التالية عن الأطفال المتفوقين:

 

-       يمتلك الأطفال المتفوقون وزنا أكبر من غيرهم عند الولادة.

 

-       إنهم يمشون ويتكلمون بشكل أسرع من غيرهم.

 

-       إنهم ينطقون بشكل مبكر أكثر من غيرهم (يتعلمون ضبط الإخراج والإطراح).

 

-       إنهم حذرون.

 

-       إنهم أفضل من المتوسط من الناحية الغذائية.

 

-       إنهم أطول وأثقل وأقوى في قبضة أيديهم وأكتافهم، ومتفوقون في قدراتهم الحركية وأقل إصابة بعيوب السمع، والتنفس الفمي وأقل إصابة بالتأتأة.

 

       نمو الصفات العقلية:

 

تكشف الدراسات العلمية أن الأطفال المتفوقين يحققون نموا أفضل من بقية الأطفال في جميع الحالات، فتعلمهم للكلام والمشي والقراءة يكون مبكرا بشكل متميز، وإنهم موهوبون بعدد من الخصائص في شخصيتهم وذكائهم، فلقد بينت دراسات الحالة للأطفال المتفوقين عقليا أنهم يمتلكون معايير ومعدلات تحصيل أرفع من الأطفال العاديين، وأن استجاباتهم تكون أسرع، وأن تقدمهم يكون أوضح من الأطفال العاديين أيضا، وأنهم يدخلون المدرسة في عمر مبكر، ويتقدمون في المدرسة على رفاق صفوفهم، وأن نشاطاتهم في الصفوف واسعة ومتنوعة وأن اهتماماتهم أكثر تنوعا أيضا من بقية الأطفال.

 

لقد ذكر كيرك أن الأطفال المتفوقين عقليا يكونون أكثر اهتماما بالموضوعات المجردة كالأدب والحوار ...إلخ، وأقل اهتماما بالموضوعات الإجرائية مثل التدريب اليدوي، كما وجد أنهم ليسوا اجتماعيين إلى حد ما، وتكشف الأبحاث أن معظم الأطفال المتفوقين يقعون في الربيع الأدنى في المساحة الاجتماعية للاهتمام باللعب إذا نمت مقارنتهم بالأطفال العاديين، وقد أثبت كيرك أيضا أن الأطفال المتفوقين يصنفون فوق المتوسط في اختبارات النضج الاجتماعي والطباع، وقد وجد أن معظم الأطفال المتفوقين مدركين لمواهبهم والاستفادة منها. كما أن عملياتهم العقلية غنية جدا، فهم يكونون أفكارا إبداعية بسهولة، وهم قادرون على اكتشاف الفجوات والثغور في المشكلات وعلى ملئها بالعناصر المفقودة بشكل ذكي.

 

           الخصائص الشخصية للأطفال المتفوقين:

 

تبين البحوث أن هناك علاقات ايجابية وحميمية بين التفوق والشخصية، فبدون شك بعد الأطفال الموهوبون مرغوبين ومعروفين وطموحين ومحبوبين ومجدين أكثر من غيرهم، وعادة ما يمتلكون رغبة قوية في الاكتشاف والابتكار، وهم قادرون على مقاومة الإحباط بشكل أفضل من أي شخص آخر.

 

وجد بعض علماء النفس أن الأطفال المتفوقين اندفاعيون ومعتدون بأنفسهم ومهتمون جدا بالتعابير الجمالية والتفكير الانعكاسي، ويمتلكون درجة كبيرة من الدافعية، وعادة إنهم حساسون، وغنيون بالأفكار المساعدة، ومرنون ومتحمسون.

 

وتخبرنا الدراسات العديدة لهم بأن ذلك التفوق والسلوك الإبداعي لديهم يُنظر له على أنه استمرارية أو بديل للعب في الطفولة، فالأفكار الإبداعية مشتقة من دقة التخيل والأفكار المرتبطة بأحلام اليقظة والألعاب التي تهمل بحرية في مرحلة الطفولة، إذ أن الأطفال المتفوقين يقبلون الأفكار الناشئة والجديدة والمشرقة بحرية في حين يكظمها الناس العاديون.

 

 الخلفية الأسرية والخصائص الاجتماعية:

 

عموما ينحدر الأطفال الأذكياء من آباء ينتمون للطبقة المهنية والمتعلمة، كما أنهم ينتمون للمجموعة المهنية العليا (كبار الموظفين) وأن بيئتهم البيئية تزودهم بالأجواء المتميزة والمناخ المشجع، وهم مطيعون واجتماعيون، وتكشف الدراسات أن هؤلاء الأطفال شعبيون جدا ويبحث رفاقهم ومن هم أكبر منهم سنا عنهم، وبالإضافة لجميع الصفات السابقة فإن لديهم إحساسا جيدا بالدعابة أو حسا انتقاديا ساخرا، ويعتقد بعض المجربين والذين أجروا دراسات تجريبية أن هؤلاء الأطفال خجلون ومحبون للانفراد والوحدة، حيث يحجبون أنفسهم عن الجماعة أو منها وقليل منهم يهتمون بالجنس الآخر.

 

إضافة لما ذكر أعلاه إن هؤلاء الأطفال أكثر نضجا ممن هم في مثل سنهم من الناحية الاجتماعية والانفعالية، وإنهم يفضلون بشكل دائم الألعاب التي تتطلب محاكمة عقلية وإطلاقا للأحكام، ويلعب هؤلاء الأطفال ألعابا يفضلها غيرهم من الأطفال الأكبر سنا منهم، مع أنهم شعبيون ومتمركزون حول أنفسهم.

 

    التعلـم التربيـة:

 

يتعلم هؤلاء الأطفال الكلام والمشي بشكل أكبر من أقرانهم وتكون مفرداتهم اللغوية جيدة جدا، وهم يمتلكون مفردات غزيرة وواسعة يستعملونها لتسريع النمو اللغوي، كما أنهم يمتلكون ذاكرة قوية واحتفاظية، وهم متفوقون في تحصيلهم، في الموضوعات المدرسية، وإن عدم الثبات والاستقرار نادرا ما تتم ملاحظته في تحصيلهم لأنهم يعملون بجدية وقوة وبشكل يتمركزون كليا على العمل. إن حوالي 50% من الأطفال المتفوقين يتعلمون القراءة قبل دخول المدرسة، وبعد دخول المدرسة يطورون اهتماما ذكيا بالموضوعات المدرسية المجردة ويقيمون عادة على أنهم فوق مستوى صفوفهم العادية.

 

الخطط الإستراتيجية في التربية الخاصة:

 

       يؤكد المتخصصون في مجال التربية الخاصة على ضرورة وضع الخطط العلمية المعدة إعدادا سليما لتبني عملية تنفيذ البرامج التي اعتمدت لمساعدة الفئات الخاصة للوصول إلى أفضل مستوى من الأداء عن طريق حسن استثمار ما لديهم من إمكانيات وقدرات، بما يساعدهم على إحراز النجاح في الحياة، ومن بين هذه الخطط والاستراتيجيات ما يلي:

 

أولا: شمولية الإسهام في الخدمات:

 

       ويقصد بهذه الشمولية أنه ينبغي أن تقدم الدولة الخدمات التربوية الخاصة لمتحدي الإعاقة ومساعدتهم كغيرهم من الأفراد العاديين داخل المجتمع، بالإضافة إلى الهيئات الاجتماعية، والمنظمات الدولية، والمجتمعات المحلية التي يجب أن تعمل بجد ويجب في عملية الإسهام في مساعدة هذه الفئات إذا ما بدا تقصير من جانب الدولة. وذلك عن طريق توفير الموارد المالية والمعونات المعنوية، والاشتراك في تعديل وتغيير الاتجاهات نحو هذه الفئات.

 

       كما تعني الشمولية أيضا عدم النظر إلى المعاق على أساس إعاقته فقط، بل لابد من اعتبار جوانب القوة التي يتميز بها، وكذلك كل ما يظهر لديه من الجوانب الايجابية والإبداعية، والتي قد لا تتوفر لدى الفرد العادي. كما يساعده على إحداث عملية التعويض التي تتيح له إدراك الجوانب الإيجابية لديه والعمل على حسن استثمارها.

 

هذا؛ فضلا عن إدراك الشمولية في عملية تقديم الخدمات التي تسهم في نمو مختلف جوانب الشخصية؛ الجسمية والعقلية والنفسية والاجتماعية لديهم بما يساعدهم على الوصول إلى أفضل مستوى من التأهيل التربوي.

 

ثانيا: الإندماج:

 

ويرى المتخصصون في مجال الفئات الخاصة ومتحدي الإعاقة أنه كي تنجح الخطة الإستراتيجية لعملية التربية الخاصة لابد أن يوضع في برنامجها فكرة الاندماج والتي تعني تحديد الإجراءات التي تتيح إمكانية المشاركة الفعلية لهذه النوعيات من متحدي الإعاقة للممارسة، والمشاركة الفعلية في مختلف جوانب الحياة الثقافية والاجتماعية في المجتمع الذي يعيشون فيه.

 

هذا؛ ولابد أن تراعي الخطة أن من بين أهدافها الاندماج التعليمي ليقرب مثل هذه الفئات بدرجة أو بأخرى من بقية أفراد المجتمع بحيث يكونون قادرين على الفهم والتعامل الجيد مع غيرهم من أفراد المجتمع، بالإضافة إلى توفير القدر الكافي من الخدمات التربوية الخاصة لهذه الفئات.

 

هذا؛ وتوقف مستوى نجاح هذا الاندماج –وفي المقام الأول- على مدى تهيئة أفراد المجتمع العاديين لتقبل ومساعدة مثل هذه الفئات على عملية الاندماج في المجتمع، وذلك من خلال السعي وراء تغيير اتجاهات بعض أو غالبية أفراد المجتمع نحو مثل هذه الفئات بما يحقق أفضل تعامل معهم يساعدهم على الاندماج عن طريق المشاركة الفعالة مع أفراد المجتمع، وبما يساعد على استثمار ما لديهم من قدرات وإمكانيات في نمو المجتمع وتقدمه، الأمر الذي يشعر أفراد مثل هذه الفئات بالإحساس بذواتهم وأهمية دورهم في المجتمع.

 

ثالثا: التنسيق بين الجهات المعنية بهذه الفئات:

 

ويؤكد من يعملون في هذا المجال على ضرورة التنسيق بين مختلف الجهات، والمؤسسات المعنية بتربية الفئات الخاصة ومتحدي الإعاقة، حيث أنه لابد من التنسيق بين مختلف البرامج التي تقدم لهم وسواء كان من ينفذ هذه البرامج الأسرة أو المدرسة أو أي مؤسسة أو هيئة تهتم بالتربية الخاصة، فضلا عن مختلف الوزارات: كالتربية، الصحة، الشؤون الاجتماعية والشباب، وأن يراعى في هذه البرامج التنسيق بين مختلف الجوانب التي تسهم في نمو شخصيتهم بشكل سوي كالجانب الجسمي، النفسي والاجتماعي.

 

       بالإضافة إلى ما تقدم لابد من إعداد من يعملون في هذه الفئات أو المنظمات والوزارات إعدادا تربويا مبنيا على أساس سليم من الفهم لكيفية التعامل مع هذه الفئات، مستخدمين عمليات التوجيه والإرشاد النفسي، فضلا عن الإعداد الفني لعملية التأهيل التربوي لمن يعملون ويتعاملون مع هذه الفئات ، حيث إن عملية التنسيق لا تنجح إلا باستخدام الوسائل التربوية والفنية لتحقيق أهداف البرامج التي قد وضعت لحسن استثمار قدرات وإمكانيات متحدي الإعاقة.

 

رابعا: واقعية الخطط الإستراتيجية لعملية التربية الخاصة:

 

       يرى المتخصصون في هذا المجال أنه كي تتحقق الخطط التي وضعت لاستثمار قدرات وإمكانات الفئات الخاصة ومتحدي الإعاقة بأعلى مستوى من الأداء؛ لابد من مراعاة مدى التطور الاجتماعي، والثقافي، والتقني الواقع في الحياة العصرية بما يسهم في اقتصاد الوقت الذي يتم فيه تأهيل أو تعليم، أو إدماج هذه الفئات في المجتمع الذي يعيشون فيه.

 

       بالإضافة إلى مراعاة واقع البيئة التي تعيش فيها هذه الفئات من حيث المستوى الاقتصادي، بمعنى أنه ليس بالضرورة أن يعتمد على أفضل ما توصل إليه العالم المتقدم في عملية التربية الخاصة لهذه الفئات، وإلا فلن نستطيع أن نقدم شيئا لهم، بل المطلوب أن نستخدم ما لدينا من إمكانيات، وما نتوصل إليه من وسائل معينة، وبرامج معدة لإعداد متحدي الإعاقة للمشاركة في واقع الحياة، ولا ننتظر حتى نحصل على الوسائل الجديدة التي تعين المهتمين بتأهيل وإعداد هذه الفئات للقيام بدورهم الذي ينبغي أن يقيموا به، بما يحقق لهم الإحساس بذواتهم بين أفراد مجتمعهم.

 

خامسا: القائمون بعملية التربية الخاصة:


 ولتحقيق أهداف وخطط وبرامج التربية الخاصة لابد من إعداد متخصصين لها، وأن يكونوا على أعلى مستوى من المهارة في تنفيذ ما يسند إليهم من هذه البرامج.

 

حيث إنه لابد من تأهيلهم مهنيا لممارسة دورهم في عملية التربية الخاصة لهذه الفئات، ومتحدي الإعاقة، بما يجعل لديهم القدرة على التعامل مع أمثال هذه الفئات للاستفادة بقدراتهم وإمكانياتهم في تحقيق مستوى أفضل من تقبل الذات، والتفاعل منع أفراد المجتمع، حيث إن المتخصص في تعليم وتأهيل متحدي الإعاقة يعتبر من العوامل الأساسية، والفعالة في حفز وتعزيز سلوك أفرادها للوصول بهم إلى أعلى مستوى من السواء النفسي.

Advertisements
الجريدة الرسمية