رئيس التحرير
عصام كامل

د. محمود فوزي يكتب: المونديال المصري والغياب الإعلامي !!

د. محمود فوزي
د. محمود فوزي
لم ولن أجد مبررًا لغياب الضوء الإعلامي في كافة الوسائل الاتصالية عن الحدث الرياضي المصري والإفريقي الأكبر في عام 2021، وهو استضافة مصر في غضون يناير المقبل لنهائيات بطولة العالم لكرة اليد في نسختها الـ 27، وهي الدورة المتفردة بكونها أول بطولة تقام من 32 دولة؛ وهو الأمر الذي يحمل بين طياته رسائل اتصالية وتسويقية وسياسية علي نطاق أوسع.


لكنه الأمر غير الغريب علي مصر التي اعتادت الريادة دومًا وأبدًا علي المستويين الرياضي والتنظيمي لهذا الكرنفال العالمي الضخم الذي من شأنه أن يخلق نوعًا من الارتباط العاطفي بين الجماهير من متابعي وغير متابعي كرة اليد - علي اختلاف لغتهم وجنسياتهم ودينهم-  وبين فعاليات البطولة وتصاعد منافساتها من جانب آخر.

لقد نجحت مصر نجاحًا منقطع النظير في تسعينات القرن الماضي وحتي بداية الألفية الجديدة في كتابة اسمها بحروف من ذهب في سماء كرة اليد العالمية؛ بعد أن حققت المركز السادس مرتين متتاليتين في مونديال عام 1995 وعام 1997؛ قبل أن تتراجع للمركز السابع في المونديال الذي استضافته مصر عام 1997، لتحقق بعدها الإنجاز الأكبر بالحصول علي المركز الرابع بمونديال 2001، لتكون حينئذ أول دولة من خارج أوروبا تصل للمربع الذهبي في تاريخ اللعبة.

وكان لهذه الإنجازات عظيم الأثر في الزيادة المتنامية لشعبية كرة اليد في مصر وإفريقيا أيضًا؛ وعلي الرغم من التراجع النسبي لمركز مصر ببطولات العالم الأخيرة؛ فإن الفرصة  تبدو سانحًة الآن لإثبات جدارتنا التنظيمية؛ كي نبرهن للعالم علي مدار 20 يومًا على القوة  المصرية  الدبلوماسية الناعمة التي ستعزز صورتنا الذهنية، وتؤكد علي  قوة نظامنا السياسي، وقدرتنا الفائقة علي استقطاب الاعتراف الدولي والعالمي بالقلعة الرياضية المصرية.

 هذه البطولة العالمية هي فرصة مصر لجذب أنظار المستثمرين والساسة وصانعي السياحة لترويج مجتمع الحدث كمكان آمن وقادر على احترام حقوق الإنسان والالتزام بالقوانين والاتفاقيات الدولية، وكونه قادرًا على حماية وتأمين زواره من مختلف الجنسيات، فضلًا عن الترويج السياحي للمقومات والمعالم السياحية بمصر؛ بالاستفادة من حجم الحدث والاهتمام العالمي بمنافساته، وكذلك بالاستفادة من الشخصيات العالمية المروّجة لهذه الفعاليات.

لقد تجاهل الإعلام الرياضي تسليط الضوء علي هذه البطولة؛ منشغلا بقضايا وهمية وصراعات زائفة لا وجه لمقارنتها بالمونديال المصري في لعبة جماعية ذات شعبية كبيرة؛ وإن قلت عن كرة القدم؛ لكنها حققت من الإنجازات والبطولات على مستوى الفرق العمرية المتباينة ما لم تحققه أي رياضة أخرى.
Advertisements
الجريدة الرسمية