رئيس التحرير
عصام كامل

د. حنان طاهر تكتب: أفريقيا في زمن الكورونا.. ولقطة "ماني"

د. حنان طاهر
د. حنان طاهر

لحسن الحظ، فإن فيروس كورونا المستجد كوفيد-19 لم يكشر عن أنيابه في وجه الأفارقة بعد. ولم تسجل كثير من دول القارة السمراء حالات إصابة تذكر، فقد اجتاح كورونا 30 دولة إفريقية لم يتجاوز عدد الإصابات فيها 400.

ولم تتوانَ هذه الدول في اتخاذ إجراءات مشددة ضد الفيروس، للوقاية منه والحد من انتشاره وحتى الآن أعلنت زيمبابوي وناميبيا، مساء الثلاثاء الماضي، حالة الطوارئ في عموم البلاد ضمن التدابير المتخذة لمواجهة فيروس كورونا.

وقال رئيس زيمبابوي إيمرسون منانجاجوا، إنه تم فرض حظر السفر إلى الدول الأكثر معاناة من الفيروس، ضمن حالة الطوارئ.

وأشار إلى تعليق كافة الأنشطة المحلية بالبلاد بما فيها الثقافية والرياضية، لافتا إلى تعليق كل من معرض التجارة الدولي، ويوم الاستقلال الوطني.

اقرأ أيضا..

منظمة الصحة العالمية: عودة الإصابة بفيروس كورونا بعد التعافي وارد

وأوضح أن البلاد لم تسجل أي إصابة بكورونا حتى الآن، مضيفا أنه لن يتم تعليق عملية التعليم في البلاد لهذا السبب.

كما أعلنت الحكومة الناميبية عن حالة الطوارئ في البلاد بسبب كورونا، وإيقاف كافة الأنشطة الجماعية وعملية التعليم لمدة شهر في هذا الإطار.

وفي الصومال وضعت السلطات الصحية 40 شخصاً قيد الحجر الصحي، كانوا قد وصلوا إلى مطار مقديشو الدولي من بلدان مختلفة، وذلك ضمن الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19)، وفق صحف محلية.

وقد تم وضع الأشخاص في مكان أعدته وزارة الصحة لمدة 14 يوما للتأكد من عدم حملهم أو إصابتهم بالفيروس.

اقرأ أيضا..

حقيقة تبرع محمد صلاح بـ20 مليون جنيه لمواجهة فيروس كورونا

وفي مالي أعلن الرئيس إبراهيم بوبكر كيتا، عن جملة من الإجراءات، لمواجهة فيروس كورونا المستجد، منها الإعلان عن غطاء مالي أولي قيمته 6 مليارات و300 مليون فرنك إفريقي لمحاربة كورونا، وتعليق الرحلات التجارية القادمة من الدول التي تعاني من الفيروس، باستثناء رحلات الشحن، وإغلاق المدارس 3 أسابيع، وإلغاء التجمعات وإغلاق الملاهي الليلية.

وحث الرئيس المالي مواطني بلده على التحلي بالمسؤولية والاحترام الصارم لإجراءات الصحة العمومية.

وفي موريتانيا ألغت الحكومة اجتماعها الأسبوعي الذي كان مقررا الخميس، وذلك للتفرغ لمتابعة تطورات فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19".

وقال وزير الخارجية الموريتاني سماعيل ولد الشيخ أحمد، إن الحكومة قررت إلغاء اجتماع مجلس الوزراء هذا الأسبوع للتفرغ لمواجهة فيروس كورونا ، وأن اللجان الوزارية المتخصصة التابعة للجنة الوزارية المكلفة بمتابعة تفشي الفيروس ستتفرغ هذا الأسبوع لإعداد الخطط الكفيلة بمواجهة الفيروس والاستعداد لكل الاحتمالات.

اقرأ أيضا..

صور مرعبة لرئة مصابين بفيروس كورونا

وأشار وزير الخارجية إلى أن الحكومة الموريتانية على تواصل مع الدول التي يمكنها الاستفادة من تجربتها في محاربة الفيروس، ودعا المواطنين إلى اتباع التعليمات الصادرة عن اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة تفشي الفيروس.

وكإجراء احترازي عملت بعض الحكومات على تشديد شروط الدخول إلى بلدانها، فقد اتخذت جنوب أفريقيا إجراءات من خلال إغلاق حدودها أمام مواطني البلدان الأكثر تأثرا بـ Covid-19.

وطبق المغرب هذا الإجراء في جيبي سبتة ومليلية، الواقعتين إلى الشمال من المملكة، وهي الحدود البرية الوحيدة بين أفريقيا والاتحاد الأوروبي  تفاديا لانتشار فيروس كورونا، مع حركة السياح الأجانب.

ومنذ 14 مارس أغلقت تونس حدودها البحرية حتى 4 أبريل.

وفي ليبيا وفي خضم الحرب الأهلية، أعلن وزير الداخلية الليبي في الحكومة المؤقتة المستشار إبراهيم بوشناف، حظر التجول في الأراضى الليبية من السادسة مساء وحتى السادسة صباحا، لمنع انتشار الفيروس.

بدورها قررت القيادة العامة للجيش الليبى إغلاق كافة الحدود المشتركة التي تسيطر عليها لمجابهة كورونا.

وفي الجابون، حيث لم يتم تحديد أي حالة حتى الآن قررت السلطات مع ذلك إغلاق جميع الحدود البرية، من الشمال التي تشترك فيها مع الكاميرون وغينيا الاستوائية.

وأغلقت كينيا حدودها في وجه القادمين باستثناء مواطنيها والمقيمين الأجانب. ولكن سيتعين عليهم الخضوع للاحتواء الذاتي مدة 14 يوما.

وفي موريتانيا ألغت الحكومة رحلتين سياحيتين كانتا قادمتين من فرنسا باتجاه مدينة أطار، شمالي البلاد.

وفي السنغال، على الرغم من الضغط الذي يمارسه جزء من السكان، لم تر الدولة بعد أنه من الضروري اتخاذ مثل هذا الإجراء في هذا البلد  الذي سجل حوالي 20 حالة من حالات فيروسات كورونا.

ومن المشاهد الإيجابية التي تبعث على التفاؤل؛ اللقطة الرائعة التي أقدم عليها النجم السنغالي ساديو ماني، مهاجم ليفربول الإنجليزي، بالتبرع بمبلغ مالي يقدر بـ41 ألف جنيه إسترليني، ما يعادل 30 مليون فرانك أفريقي، لمساعدة السنغال في مواجهة فيروس "كورونا".

فقد انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يتحدث خلاله ماني للجماهير في بلاده للتوعية ضد مخاطر فيروس "كورونا".

وتضمن الفيديو مساهمته لبلاده لمواجهة ذلك الفيروس، وأيضا بعض الرسائل الإيجابية للتوعية ضد مخاطر "كورونا".

وتأتي الإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية لتتوج جهود دول أفريقيا في هذا الشأن..

اقرأ أيضا..

الصحة العالمية: إمداد جميع الدول بالكواشف لفيروس كورونا ومستلزمات الوقاية

ويتوقع الدكتور ميشيل ياو، رئيس عمليات الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، في تشخيصه لتطور Covid-19 في إفريقيا: "إنه الهدوء الذي يسبق العاصفة".

فثمة توقعات مقلقة من المرجح أن تحدث بسبب العديد من العوامل مثل هشاشة النظم الصحية في القارة السمراء.

ومع انتقال مركز الوباء إلى أوروبا، تخشى القارة الأفريقية الأسوأ: انفجار الوضع وعدم التمكن من السيطرة على الوباء.

وعلى الرغم من المخاوف، فإن عجز الفيروس عن الصمود أمام درجات الحرارة العالية، فإن القارة السمراء تنتظر حلول فصل الصيف، على أحر من الجمر، لإنقاذها من أنياب "كورونا".. لتتفرغ لمواجهة الأخطر "إيبولا".

-------------------------------------------

كاتبة المقال: أمين عام اتحاد المستثمرين الإفريقي الآسيوي

Advertisements
الجريدة الرسمية