رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد الغرباوى.. وآه.. آه يا زَمن جُحود الضّنى؟ أعدّها بتصرّف

أحمد الغرباوى
أحمد الغرباوى

وآه.. آه يا زَمن جُحود الضّنى؟

مع إجْلالى واحترامى الشديد لَنصّ الشاعرة زينات القليوبى - دار المسنين..
العنوان.. وإعداد التشكيل.. وتوضيب النصّ مع بَعض التدخل بتصرّف.. مع الحِفاظ على بُوح الرُوح وعَذابات الشجن.. وهو مَادَفعنى للإبحار وإبداعها.. دون إرادة من مشاعرى وتأثر وجدانى..

وغصب عنى.. اسمحى لى سيّدتى بأن أحيّا قليلًا ونَصّك.. وأعَشْ وأنتِ زمنًا لم يَعدُ لنا..
مُشاركاَ لأسى روحك بِتصرّف: أحمد الغرباوى
***********
وآه.. آه يَا زَمَنْ جُحودْ الضّنَى؟

بِتلمّ ليه الهِدمتين والطرحْتِين والشِبْشِبين؟
مَاتقولّلي يا إبنى وَاخدنى
وَاخدنى ورّايْح عَلى فيِن؟
عَلي بيت جِديد؟
مَا أنا ليّه بيت!
هوّ أنا يا ابنى اشْتَكِيت؟
مِشْ عَايزه يَاإبنى بيت جَديد!
البيت دَهه أنا عِشت فيه خَمسين سَنة
مَا أعرفش غِيره أىّ بِيت
أنا جِيت عَروسَة صُغيّرة
وقَعدت فيه لمّا اتْحَنِيتْ..!
مِين اللى قال أنا عَايزة بِيت؟
اسأل بَلاط الأرض ؟
واسأل كُـلّ حِيط؟
مِش عَايْزة غِيره أىّ بِيت!
أنا عِشت ياابنى سِنين هِنا
وأتمنّى أمُوت بَرضْك هِنا..!
أفتّح عِينيّه كُلّ يُوم..
وأقفل عِينيّه كُلّ يُوم..
عَلى فَرشتى ومِخدّتى والبَطانيّة واللِحاف
عَلى أيد أبُوك بِتضمّنى فِ صُورة الزِفاف
بتدفّى قلبى وتِحضنه ف سِنيـن عِجاف
في الأوضة دِى
أنا لِسّه عَايْشه ويّا أبوك عُمري اللى فَات!
أصْل الحَبايْب لوسَابوك
بيعيشوا فيك بالذكريْات!
خلّيني يا إبنى وَيّا أبُوك أصْحَى وأباَت
وأشمّ رِيحتُه فِ الحَاجات
وأعيش مَعاه بَاقى السّاعات؟
مين اللي قالك.. إنّه مَات؟
لسّه البِدل جوّه الدُولاب
جنب السِرير آخر كِتاب
نَضّارته أهِى وعَبايْته أهِى
وِلّسّه سَجّادة الصَلاة
والسِبْحَة فوقها مِنـوّرة فِ سِنين عِجاف
ولسّه بأسمع ضحكته وسط السُكـات
أنا عَايْشة يابنى بحاجة أبُوك مِتونّسة
وبِدَخلتك ويّا العِياْل مِتونّسة
وأنا عَارفه يَا ابنى
إن خَدتنى البيْت الجَديد
رَاحْ أتْنَسـى..!
وأنا يا ابنى مِش عَايْزة أتْنَسى؟
فإن كُنت مُحتاج الوَسع لأجْلِ العِيْال؟
هَات العِيْال..؟
أنا عِندى يا ابنى سِرير كِبير
حَا أرقد عَلى حَرف السِرير
وحَاسيب لهم بَاقى السِرير..؟
وإن كنت مِحتاج السِرير ؟
خُد السِريـر..؟
إن شا لله أنام فوق الحَصير
لكن أنام وِسْط الأمَان!
خلّيني يا إبنى فِ وِسْطهم ؟
قَدّرنى ( واحدة ) مِنّهـم..؟
أصَحى وأبَات عَلى حِسّهم بَاقي الزمَان ؟
ومَاهوش كِتير..!
صدّقنى يا إبنى مَاهوّش كِتير!
أنا مِش حَا أعيش أدّ اللى عِيشته
ولا نِفسى أعيش بعَد اللى شُفته..!
كَمّل جِميلك.. وإسُتر البَاقى فِ حَيْاتى
أنا عُمري يا إبنى قُصاد عِينيك..
فرّطت فِ أمّى أو حَماتـى؟
إن كَان دَه مِنى فِ يُوم حَصل
أنا كُنت أقول باخد جَزاتى
مَا تقوللى إيه خلّانى يا إبنى أهُون عَليك؟
وسَاحبنى ويّا الهِدمتين
رَايْح تِسلّمنى بإيديك
فرّطت فِ أمّك؟
قولّلى ليه..؟
انا عُمري يُوم فرّطت فِيك!
وإن كَان عَلى ضِيق المَكان
مَا أنا قلتلك خُد السِريـر..؟
وإنْ كَان عَلى ضِيق المَعيشة
أبوك سَايْبلى مَعَاش كِبير
قسّمته يَابْنى من زَمان: النُصّ لِيك
والرُبع مَصروف العيْـال
والباقي مَصروف الـدوا !
لكن خَلاص.. وحِيْاة عِينيِك
مَا عَاد حَا يِلزَمْنى الدَوا
خُد المَعاش.. كُلّ المَعـاش !
لكن بَلاش..بَلاش
أحسّ إن رِبَايْتي فيك رَاحت بَلاش..!

( دَار المسنيّن ـ الشاعرة زينات القليوبى )
****
تحية وتقدير للشجن الجميل.. ويا لأسى الروح من مخلوق لاجميل..؟
أعدها بتصرّف.. مع الحفاظ على بوح الروح وعذابات الشجن:
أحمد الغرباوى
Advertisements
الجريدة الرسمية