رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. رحلة الهروب من الموت.. أقباط شمال سيناء يفرون من جحيم التكفيريين إلى الإسماعيلية.. قبطي: الإرهابيون غرباء وأعمارهم أقل من 20 عاما.. ويهددون: «الزي الإسلامي أو الموت»

فيتو

وسط أصوات الرصاص التي لا تهدأ، وسريان الدماء في شوارع المدينة، عاشوا دون أن يشتكي أحدهم، طالت بعضهم رصاصات الإرهاب، على فترات، قبل أن تقصدهم «بنادق» المتشددين وتفتح فاهها نحوهم لتقتل 8 على الأقل في الأسبوع الماضي، ولم تترك لهم الدنيا خيارا أفضل من الفرار من «شيطان الإرهاب».


الإسماعيلية كانت خيارهم الوحيد ليفلتوا من نيران تقصدهم هم بالتحديد، وفي نوافذ بيوت شباب البلاجات، وقف أقباط شمال سيناء، يتأملون مجري قناة السويس، ويبكون على ما جري لهم، تستيقظ ذكريات كانت جميلة تركوها مع تاريخهم، حياتهم، أصدقاءهم، أموالهم، جدران منازل كانت وطنا حرقه نيران التعصب.

«عادل شكري»- مدرس لغة فرنسية أحد الفارين من شمال سيناء-، يري أن الوضع في العريش لا يختلف كثيرا عما يشاهدونه ويسمعونه في سوريا والعراق، فالقتل والدماء تملأ الشوارع، وأصبح ذبح الأقباط هو «الحلال»، حسب ما تروجه الجماعات المتشددة.

«الأقباط هم الحلقة الأضعف في المجتمع»، هكذا برر «شكري» استهداف الجماعات للأقباط في العريش، مشيرا إلى أن استهداف الشرطة والجيش لم تعد تحدث صدى، فكان الأقباط سبيل المتشددين الوحيد ليشعر بهم العالم، وكانت البداية باقتحام «محل بقالة» مملوك لأحد الأقباط، ومن ثم قتله والتمثيل بجثته في الشارع وإلقاء «أكياس الشبسي» فوقها.

«شكري» أكد أن أوصاف الإرهابيين ولهجتهم تشير إلى أنهم غير مصريين، وأغلبهم دون العشرين عاما، وظهر ذلك جليا خلال قتلهم «مدرسا» داخل سوق العريش على مرأى ومسمع من 3 آلاف شخص.

حاول «شكري» كتم دموعه قبل أن يقول «إن سيناء لم تعد آمنة»، وحينها تذكر اعتراض أفراد الجماعات أتوبيس للمدرسات وأمرهم بارتداء الزي الإسلامي إذا أردن الحياة.

وروي شكري تفاصيل أبشع جرائم القتل بحق أقباط سيناء، حيث اقتحم المسلحون منزل رجل وقتلوه أمام زوجته، ثم أحرقوا جثته ونجله المعاق حيا، قبل أن يشعلوا النار في المنزل بأكمله، وظلت زوجته تصرخ فقدان زوجها ونجلها دون أن ينجدها أحد.

وعن وعود غادة والي وزير التضامن الاجتماعي، قال «شكري» إن «والي» التقت فقط موظفي الشئون الاجتماعية وليس أقباط سيناء المهجرين، أما وعودها بأنهم سيعودون إلى منازلهم خلال 4 أيام، فهذا لا يعقل فالذي لم يستطع التغلب على الإرهاب طوال 5 سنوات.. هل سيقضي عليه في 4 أيام!!
الجريدة الرسمية