رئيس التحرير
عصام كامل

ولدت من رحم الميليشيات.. ما هي قوات الحرس الوطني الأمريكي؟

الحرس الوطني الأمريكي
الحرس الوطني الأمريكي
بدأ اسم قوات الحرس الوطني الأمريكي، يتردد في العالم بقوة منذ أمس الأربعاء، وارتباط بأحداث الفوضى التي شهدها الكونجرس عقب اقتحامه على يد أنصار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، وقررت السلطات استدعاء الحرس الوطني لتأمين العاصمة واشنطن.


واليوم أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، الدفع بوحدات إضافية من الحرس الوطني إلى العاصمة  لتأمينها، وقال مسئول عسكري لشبكة "سي إن إن" إن عدة ولايات ومقاطعة كولومبيا تحشد ما يقرب من 6200 من رجال قوات الحرس الوطني في العاصمة واشنطن.

ومن بين الحراس الذين تم نشرهم من خارج واشنطن 1000 من نيويورك و500 من ماريلاند و500 من نيوجيرسي.

ويعتبر استدعاء الحرس الوطنى أمر نادر الحدوث وتكرر عدة مرات في عهد ترامب، بعدما تم استدعاء عناصره على خلفية مقتل المواطن جورج فلويد، على يد أحد رجال الأمن بولاية مينيسوتا، بعدما فشلت قوات الأمن في السيطرة على الموقف وقام ترامب حينها باستدعاء هذه القوات، ثم لتوزيع المساعدات على المواطنين في جائحة كورونا.

وكانت آخر مرة تم استدعاء الحرس الوطنى قبل عهد ترامب، خلال العام 2015 فى عهد باراك أوباما لفض أعمال شغب كانت في بالتيمور عام 2015، حيث نشر ما تعداده 5 آلاف جندي بسبب احتجاجات على خلفية عرقية، أعلن وقتها حاكم ميريلاند حالة الطوارئ في المدينة، وفقاً لموقع "يورو نيوز".

وكانت مهمة الحرس الوطنى خلال السنوات السابقة قبل أزمة كورونا، تنحصر في تقديم المساعدات للمواطنين، والأعمال الإنسانية فقد استعان ترامب بهم في شهر مارس الماضي لمواجهة تفشي وباء كورونا وإيصال الإمدادات الطبية إلى الولايات المتأثرة بالجائحة.

وحسب تقرير سابق لموقع "يورنيوز"، أن قوات الحرس الوطني هو قوة عسكرية احتياطية للجيش الأمريكي تتكون من فصيلين الأول يتبع القوات البرية والآخر يتبع القوات الجوية، ويبلغ عددهم نصف القوات الأمريكية، وعدتهم تساوي ثلث ما يملك الجيش. 

وتملك كل ولاية من ولايات أمريكا ومنها واشنطن العاصمة لديها قوات حرس وطني تخدم الولاية، والحرس وكالة حكومية، يمكن تعبئة وحداتها من قبل الرئيس لمساعدة القوات المسلحة في البلاد وقت الأزمات.

ووفق صحيفة "الجارديان" البريطانية، لدى جميع الولايات، حرس وطني جوي وحرس وطني بري، ويعمل حاكم الولاية كقائد عام لها.

ويشغل جنود الحراسة وظائف مدنية ويعيشون في منازلهم، ولديهم التزام بالتدريبات في نهاية أسبوع واحد خلال الشهر، ويطلب منهم حضور تدريب لمدة أسبوعين كل عام.

وبدأ إنشاء الحرس الوطني في عام 1824، بعد استقلال الولايات المتحدة، من خلال المليشيات في جميع أنحاء أمريكا، وعام 1916 أصدر الكونجرس قانون الدفاع الوطني، الذي نص على ضم كافة الميليشيات تحت الحرس الوطني، والسماح للولايات بأن يكون لها حرس وطني خاص بها.

أما الحرس الوطني بشكله الحالي فقد ظهر عام 1933، بعدما قرر الكونجرس التمييز بين الحرس الوطني والميليشيات.

وفي عام 1947، نال جهاز الحرس الوطني استقلاليته عن الجيش الأمريكي، وأصبح فرعا مستقل للقوات المسلحة الأمريكية كأحد عناصر الاحتياطي.

ويقوم الحرس الوطني بدور مزدوج، فهو معظم الوقت تحت سيطرة الولايات الفردية، حيث يتصرف حاكم الولاية كقائد عام، ومع ذلك يمكن لرئيس البلاد استدعاء الحرس الوطني ووضعه تحت سيطرة اتحادية، وعندما يحدث ذلك، يتم استخدام وحدات الحرس لتكملة القوات المسلحة للبلاد، وتعزيز قواته بوحدات قتالية إضافية، حسبما ذكر موقع "هاو ستاف ووركس".

ويتم طلبهم في حالات الطوارئ المحلية كالحالات المتعلقة بالكوارث الطبيعية والأزمات، والاضطرابات المدنية أو الهجمات الإرهابية، كما يمكن استخدام قوات الحرس للحصول على تفاصيل أمنية على الحدود والمطارات، وحلقة الوصل بين الحاكم والقوات هو الجنرال المساعد للولاية، ويفسر أوامر الحاكم إلى قرارات تكتيكية محددة.

ويمكن دمج قوات الحرس مع الجيش خارج أرض الوطن، ففي الحرب العالمية الأولى، جاء 40 % من جميع القوات القتالية الأمريكية من وحدات الحرس الوطني.

وفي عام 2005، انطبقت نفس النسبة  40 %  على القوات الأمريكية في العراق، وواحد من كل ستة جنود أمريكيين قتلوا في العراق كان من وحدة الحرس الوطني.
الجريدة الرسمية