رئيس التحرير
عصام كامل

وشاح بخيوط ذهبية.. هدية مسيحيي قرقوش في نينوي إلى البابا‎ فرانسيس

وشاح بخيوط ذهبية
وشاح بخيوط ذهبية
انتهى سكان قرقوش الواقعة في محافظة نينوي شمال العراق، من وضع اللمسات الأخيرة بخيوط ذهبية على وشاح اختار أهالي البلدة تقديمه للبابا فرنسيس، خلال زيارته لها ضمن جولته التي يبدأها اليوم الجمعة في العراق.



ترحيب بالبابا

ويصل البابا فرنسيس، إلى قرقوش الواقعة على بعد نحو 30 كيلومترا إلى جنوب الموصل يوم الأحد، وتزينت البلدة بأعلام العراق والفاتيكان وصور البابا ترحيبا به.



وشاح


ويقول مصمم الوشاح وراعي كنيسة الطاهرة الكبرى في قرقوش الأب عمار ياقو: إن ”خمسة أشخاص من أهالي قرقوش اشتركوا بحياكته وتطريزه“، وهو صنع كما يقول من ”قماش يسمى محليا بالشال“.


واستغرق العمل على الوشاح الأسود والأحمر شهرين.

وتحمل زيارة البابا لمحافظة نينوى أهمية خاصة؛ كونها مركز الطائفة المسيحية في العراق، وعاصمتها الموصل، المكان الذي اختار تنظيم الدولة الإسلامية أن يعلن منه إنشاء دولة ”الخلافة“ في العام 2014.


علاقتها بالمسيحية

ولزيارة البابا إلى قرقوش تحديدا، أهمية كبرى ليس فقط لتاريخها المرتبط ارتباطا وثيقا بالمسيحية، لكن أيضا لكونها تعرضت لدمار كبير على يد التنظيم الإسلامي المتطرف.

 اختصار للتراث 

وحُيّك الوشاح على ”الطراز القرقوشي“ بحسب الأب ياقو، فنسجت على أحد طرفيه، ”الصلاة الربية“، أي ”أبانا الذي في السموات“، وعلى الطرف الآخر، دُرز ”السلام الملائكي“ لمريم العذراء بخيوط ذهبية باللغة السريانية.

وزيّن الوشاح أيضا بـ“ثلاثة صلبان تحمل تصميم الصليب الذي كان موجودا في كنيسة الطاهرة الكبرى“ في قرقوش قبل ”تخريبه وتكسيره“ على أيدي تنظيم الدولة الإسلامية، كما يوضح الأب ياقو.

وبالخيوط الذهبية نفسها، طرزت ”زخارف نباتية لها رمزية مهمة جدا“ في الدين المسيحي، وهي ”السنبلة والعنب“ التي تعني ”الخبز والخمر“.


رمز عراقي 


كما حُبك رمز عراقي آخر على الوشاح هو سعفة النخيل، ليختصر الوشاح بذلك ”تراث بغديدة وسهل نينوى والعراق كاملا“.

وهذه ليست الهدية الأولى التي يقدّمها العراقيون للبابا فرنسيس، إذ قبل عامين، حاكت الكردية المسلمة شاناز جمال رداء يحمل رموز الأديان كافة، وهو بات معروضا حاليا في الفاتيكان، هدية للحبر الأعظم.

وطرّزت جمال على مدى خمسة أشهر رموز الطوائف الرئيسية الموجودة في كردستان وفي العراق، على العباءة، من الصليب والهلال إلى معابد الأيزيديين الذين تعرضوا لاضطهاد وعنف شديدين على يد تنظيم الدولة الإسلامية. وتمثّل العباءة التعدد الإثني والديني الغني في المنطقة.

صليب مطرز 


أما اليوم، فحضّرت جمال هدية أخرى للبابا، هي عبارة عن صليب مطرّز حُيّك يدويا بخيوط ذهبية على قماش مقطّع باللونين الأحمر والأسود، ورُصّع بأحجار باللونين الفيروزي وبالأحمر الياقوتي والزمردي، بالإضافة إلى قبعة باللونين الأبيض والذهبي.
الجريدة الرسمية