خبير بالشأن التركي: تغيرات جذرية تنتظر أنقرة بعد محاولة الانقلاب
أكد كرم سعيد، الباحث بالشئون التركية في المركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية، أن فشل محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا أمس ستضفي جديدا على الساحة التركية، وستكون له تداعياته على أكثر من مستوى حيث شهد الاقتصاد تداعيات مبكرة تمثلت في انخفاض الليرة التركية أمام الدولار، بالإضافة إلى تراجع معدلات السياحة المرتقبة وضرب الموسم السياحي المقرر له سبتمبر المقبل، خاصة أن قطاع السياحة مأزوم بطبيعته بفعل ما تشهده تركيا من هجمات إرهابية منذ منتصف العام الماضي، مما يضيف تعقيدا على الوضع الاقتصادي المعقد بطبيعته.
أوضح سعيد في تصريحات خاصة لـ«فيتو»: «أن محاولات الانقلاب ستؤثر أيضا على المستوى السياسي في الداخل والخارج لتلك المحاولة الفاشلة التي كشفت عن اصطفاف مجتمعي وسياسي كشفه نزول المواطنين للشوارع، والذين لا ينتمون لهوية حزبية بعينها ولكنهم يرفعون علم تركيا فقط دفاعا عن هويتهم ودولتهم وتجربتها الديمقراطية».
وأضاف أن سمة انعكاس على المشهد السياسي في الداخل سيحدث بالفعل وخاصة لصالح أحزاب المعارضة التي ضربت نموذج يحتذى به فبالرغم من مساحة الخلاف الواسعة بينها وبين الرئيس أردوغان إلا أنها حينما حانت لحظة الاختبار أبلت بلاء حسنا في الدفاع عن الديمقراطية، ووقفت ضد الانقلاب، وهو ما سيعيد صياغة علاقة النظام الحاكم مع أحزاب المعارضة فتتوقف لغة الاحتقان والهجوم المضاد بينهما في الأيام المقبلة، وربما يعيد أردوغان إنتاج خطاب سياسي مختلف أكثر اتفاقا وتمشيا مع المعارضة، حتى لو لم يكن بدرجة كبيرة ولكن في ذات الوقت لا بد من حدوث تقارب على ضوء موقفها الأخير ضد الانقلاب.
