رئيس التحرير
عصام كامل

حمى الخنازير الأفريقية.. من أين جاء الفيروس وهل يصيب البشر؟

حمى الخنازير الأفريقية
حمى الخنازير الأفريقية
أثار إعلان الصين صباح اليوم السبت عن تفشي فيروس حمى الخنازير الأفريقية رعب العالم من جديد خاصة مع تفشي فيروس كورونا المستجد في العالم أجمع، والذي بدأ في قاطعة ووهان بالصين في نهاية عام 2019.


وقالت وزارة الزراعة الصينية، إن التفشي قضى على 38 خنزيرا في مزرعة بإقليم سيشوان؛ أكبر منتج لتربية الخنازير في الصين.

وفي إقليم خبي تم رصد المرض في حافلة كانت تنقل خنازير بصورة غير مشروعة من إقليم آخر، حيث تعتبر الصين أكبر منتج ومستهلك للحوم الخنازير في العالم.

حمى الخنازير الأفريقية

حمى الخنازير الأفريقية هو فيروس يصيب الخنازير الداجنة والخنازير البرية على حد سواء، عند إصابة حيوان ما به تنتابه حمى شديدة ونزيف داخلي، أكثر من 90 % من الخنازير المريضة تنفق تحت وطأة هذا الفيروس، ومعظمها في غضون أسبوع واحد.

ينتقل المرض من خلال ملامسة الدم المصاب أو سوائل الجسم أو الجثث، ويمكن للفيروس أن يبقى في الجثث من شهور إلى سنوات، لكنه مع ذلك لا يصيب البشر- وذلك بحسب تقرير نشرته دوتش فيله الألمانية-.


قرن من الزمان

يعود أصل فيروس حمى الخنازير الإفريقية إلى القارة السمراء، حيث جاء أو تشخيص للفيروس عام 1910 إبان فترة الاحتلال البريطاني لكينيا، مع توافد المعمرين كثرت أعداد الخنازير الأوروبية في شرق إفريقيا وشكلت أرضا خصبة لتكاثر الفيروس، وتسببت في مشاكل للمزارعين المحليين على مدار القرن الماضي.



وفي عام 2007 انتقلت حمى الخنازير الأفريقية إلى القوقاز، ومن هناك انتشرت في غضون بضع سنوات عبر روسيا عن طريق الخنازير البرية إلى دول البلطيق وبولندا ودول أوروبا الشرقية الأخرى، وفي سبتمبر 2018 تم اكتشاف حمى الخنازير الإفريقية في بلجيكا.

وفي الوقت الراهن حمى الخنازير الأفريقية موجودة في أفريقيا وروسيا وعدة دول من شرق أوروبا وشرق آسيا، وتصعب السيطرة عليها لأنه لا يوجد لقاح فعال لها.

الأمن الغذائي لدول أسيا

التخوفات من انتشار فيروس حمى الخنازير الإفريقية من شأنه أن يضرب الأمن الغذائي لدول آسيا خاصة أنه ينتشر في العديد من دول القارة، خاصة أن الأمن لا يتوقف فقط علي الصين بل أيضا هناك العديد من التقارير التي تحدثت عن تفشي الوباء في كوريا الشمالية، مما يسمح بفرصة مفاقمة الجوع وسوء التغذية خاصة وأن العديد من الأسر في دول أسيوية مثل كوريا الشمالية  تقوم بتربية الخنازير البرية لبيعها وشراء الأرز وغيره من الغذاء، خاصة أن الخنزير يمثل 80% من السلة الغذائية لسكان البلاد.

الانتقال للبشر

وتشير التقارير الإخبارية إلى أنه خطر على صحة الإنسان، حيث تنتقل العدوى بالاتصال المباشر بالخنازير المصابة أو عبر حيوانات برية مثل الخنازير والخنازير الوحشية، وهي مميتة بنسبة 10% للحيوانات المصابة.

أما في إفريقيا تنقل الطحليات، وهي نوع من القراد الصغير، فيروس حمى الخنازير الأفريقية، عكس ما يحدث في أوروبا فيحدث ذلك بشكل رئيسي عن طريق الخنازير المصابة أو منتجات النقانق المصابة أو انعدام النظافة.

وبشكل عام تلعب الخنازير البرية دوراً ثانوياً في الانتشار ويبقى العامل الأكثر خطورة في انتشار حمى الخنازير الإفريقية هو الإنسان نفسه، حيث يجب عليه الامتثال لقواعد النظافة الكاملة ونهج طريقة سليمة للتخلص من بقايا اللحوم لتفادي بطش هذا الفيروس الفتاك.


أين يتواجد؟
توضح منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو" أن فيروس حمى الخنازير الأفريقية "يتميز بقدرته العالية على التحمل وقدرته على الصمود لفترات طويلة في الطقس شديد البرودة وشديد الحرارة على حد سواء".

وأيضا يمكن أن يوجد في منتجات لحم الخنزير المجففة أو المعالجة، ولا يزال مصدر هذا الفيروس مجهولا ولكنه سلاسته اكتشف في الصين وشرق روسيا.

وبحسب تقديرات منظمة الغذاء العالمي يأكل سكان العالم أكثر من 2.7 مليار رأس من الحيوانات والماشية سنويا.

لقاح حمى الخنازير

وبحسب تقرير دوتس فيله الألمانية أن الاتحاد الأوروبي لم يعتمد أي لقاح ضد حمى الخنازير الإفريقية، وتعد الصين متقدمة نسبيا في هذا المجال بعد أن ابتكرت لقاحا إثر تأثر ثروتها الحيوانية من الخنازير بهذا الوباء في أواخر صيف 2018 وانخفاض إنتاجها من لحوم الخنازير بنسبة 40 %. لكن لا توجد أي موافقة من الاتحاد الأوروبي على هذا اللقاح الصيني الذي لا يتماشى مع معايير الاتحاد.
الجريدة الرسمية