رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

حماة القسم .. هجين مسلح يتأهب لإشعال أمريكا بحرب أهلية

جماعة حماة القسم
جماعة حماة القسم
حماة القسم .. الوجه الأكثرعنفًا لأنصار الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته دونالد ترامب، وتعد من أخطر العناصر الذين اقتحموا مبنى الكونجرس الأربعاء الماضى، وهم مجموعة من المتطرفين يفضلون ارتداء الملابس العسكرية والخوذات القتالية بدلا من الملابس الفولكلورية التي يرتديها بعض المشاغبين إنها جماعة "حماة القسم".


يكتسب دورهم في نهب معقل الديمقراطية الأمريكية أهمية كبيرة مع تكشف بعض الحقائق عن استعداداتهم للهجوم وتصميم هؤلاء المقاتلين شبه العسكريين على إلحاق الخراب بالمكان المستهدف.

وحسب تقرير لموقع " آي بى سي نيوز" الأمريكى، الذي اطلع على الملفات الشخصية لـ 68 شخصا من العناصر المثيرة للشغب تم اعتقالهم الأسبوع الماضي، أن عددًا كبيرًا من المعتقلين لهم صلات بهذه الميليشيات اليمينية المتطرفة التي جلبت أسلحة وحتى متفجرات لموقع الهجوم.

ولفتت إحدى مجموعات هذه الحركة الانتباه بشكل خاص، لأن أعضاءها كانوا من بين الأوائل والأكثر تصميمًا على اقتحام مبنى الكونجرس، يطلق عليهم اسم "حماة القسم" ويمكن رؤيتهم في العديد من مقاطع الفيديو وهم يشقون طريقهم عبر الحشد للوصول إلى الباب الأمامي للمبنى الفيدرالي، ويتقدمون بطريقة منضبطة وعسكرية للغاية.

ووفق تقرير الموقع الأمريكى، يسهل التعرف على حماة القسم - فهم نقشوا اسم مجموعتهم على ستراتهم أو على ظهر خوذاتهم - ويظهرون في عدة صور التقطت داخل الكونجرس أثناء الهجوم.

في غضون ذلك، فضل زعيمهم ويدعى "ستيوارت رودس"، البقاء بالخارج لتحفيز الحشود ودعوتهم إلى إيقاف أعضاء الكونجرس والشيوخ عن التصويت للمصادقة على فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة.

و حماة القسم ليسوا مجرد حركة راديكالية أخرى، مثل حركات "كيو-آنون" أو "بوجالو بويز" أو حتى "براود بويز"، التي ذاع صيتها خلال فترة حكم دونالد ترامب، فهي تبرز أكثر في المشهد المكتظ بالجماعات اليمينية المتطرفة في أمريكا وذلك بسبب تاريخها وخلفيات أعضائها وأيديولوجيتهم.

وتأسست مجموعة حماة القسم فى عام 2009 كرد فعل على انتخاب الديمقراطي باراك أوباما رئيسًا للبلاد، ومذئذ فرضت هذه الميليشيات نفسها على مر السنين باعتبارها "أكبر حركة راديكالية مناهضة للحكومة في الولايات المتحدة"، كما يؤكد المركز القانوني "فقر الجنوب" (SPLC)، وهو إحدى  المنظمات غير الحكومية الرئيسية التي تراقب اليمين المتطرف في الولايات المتحدة.

ويدَّعي "حماة القسم" أن مجموعتهم تضم أكثر من 30 ألف عضو، لكن يقدر عددهم الحقيقي بنحو ألفين إلى ثلاثة آلاف عنصر.

ويعود الفضل فى نجاجها إلى شخصية مؤسسها، ستيوارت رودس، وهو جندي سابق، خريج جامعة ييل للقانون المرموقة، والذي دعم في عام 2008، المرشح التحرري رون بول قبل أن يقع في فخ التطرف والتآمر على البلاد.

ستيوارت رودس معروف عنه بالمتعصب لحمل السلاح، وكان فقد إحدى عينه في التسعينيات عندما كان يعبث بمسدسه، ورأى في "حماة القسم" ملاذًا لأفراد إنفاذ القانون المحبطين لعدم قدرتهم على الدفاع علانية عن أيديولوجيتهم المتطرفة داخل المؤسسات.

ما يميز أعضاء "حماة القسم" عن الميليشيات اليمينية المتطرفة الأخرى هو الوجود القوي لأفراد سابقين في مختلف أفرع القوات المسلحة"، وأوضحت صحيفة "ذي أتلانتك" الأمريكية في دراسة استقصائية خصصت لهذه الحركة نُشرت في نوفمبر 2020، أنها المجموعة تضم بين أعضائها ضباطا من الشرطة وحرس الحدود وعميل واحد على الأقل من الخدمة السرية وعدة أعضاء من (SWAT) "قوة التدخل السريع للشرطة" ورئيس شرطة مدينة، وذلك حسب الموقع الذي استطاع الحصول على ملف الأعضاء والمتعاطفين مع الجماعة المتطرفة.

وللانضمام لهذه الحركة من الضروري أيضًا أداء القسم "للدفاع عن الدستور" (ومن هنا جاء اسم "حماة القسم") خلال احتفال على غرار حفل دخول كلية الشرطة، لكن بالنسبة إلى مؤسسها ستيوارت رودس وأتباعه، يتلخص الدستور، بصورة أو بأخرى، في التعديل الثاني الشهير الذي ينص على الحق في امتلاك سلاح ناري.

والعدو الذي يجب الدفاع ضده عن هذا النص المقدس هو الحكومة المشتبه في سعيها لمصادرة كل الأسلحة المتداولة حتى تتمكن من إقامة دكتاتورية بسهولة أكبر. هذيان تآمري يمثل أيضًا جزءا من الحمض النووي لأعضاء "حماة القسم"، إنهم مؤيدون أقوياء لأطروحة مؤامرة "النظام العالمي الجديد" القائلة بأن معظم دول العالم تقع بالفعل تحت نير حكومة عالمية تستوحي مبادئها من "الاشتراكية" وأن الولايات المتحدة هي واحدة من آخر معاقل "الحرية".

ووضع "حماة القسم" مبادئهم تلك موضع التنفيذ في العديد من المناسبات اعتبارا من العام 2013. ويتلخص تخصصهم في القدوم بأعداد كبيرة أثناء الكوارث الطبيعية أو الاضطرابات الاجتماعية "لمساعدة" السكان أو "حماية" الأعمال التجارية، بحجة أنه لا ينبغي الوثوق بالسلطات، خلال أعمال الشغب التي اندلعت بفيرجسون، بعد مقتل صبي أسود على يد ضابط شرطة في عام 2014، احتلوا مركز الصدارة في وسائل الإعلام.

وطافت العالم صور عناصر الميليشيات هذه وهم يحملون أسلحة على أسطح المباني في المدينة ويهددون بإطلاق النار على المتظاهرين.

مع وصول الرئيس دونالد ترامب إلى السلطة في عام 2016، اعتقد حماة القسم "أن واحدا منهم قد نجح أخيرا في الوصول للبيت الأبيض"، حسب تحليل "رابطة مكافحة التشهير" (ADL)، وهي منظمة أمريكية أخرى مناهضة للتطرف، كما رافق أعضاء هذه الميليشيا الرئيس ترامب بشكل منهجي في معظم اجتماعاته الرئيسية، مقدمين أنفسهم على أنهم أفراد أمن احتياطيون.

وأعضاء حماة القسم يعتقدون في واقعهم البديل، أنهم وحدهم القادرون على حمايته من "العدو الذي في الداخل" والذي يعتبر دونالد ترامب عقبة أمام إقامة "النظام العالمي الجديد"، بالنسبة لهم، فإن حركة "حياة السود مهمة"، صنيعة "الماركسيين" لزعزعة استقرار الرئيس، وحركة "أنتيفا" ما هما إلا عملاء "للنظام العالمي الجديد".

وكان ستيوارت رودس قد أشار بالفعل إلى أن حركته مستعدة للمشاركة في "حرب أهلية ثانية" إذا ما قام الديمقراطيون بما اسمه "سرقة" الانتخابات الرئاسية، وذلك وفقا لرابطة مكافحة التشهير، ففي أذهانهم، تشبه هزيمة بطلهم في عام 2020 حيلة من قبل القوى المتسترة في الكواليس، وأوهام معسكر ترامب بشأن تزوير الانتخابات لم تؤجج إلا خيالهم تجاه هذا الموضوع.

وبسبب هذه الجماعة أبدي مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف.بي.آي" قلقه يوم الإثنين الماضي، من اندلاع المزيد من أعمال العنف في الفترة المقبلة، التي تسبق تنصيب الديمقراطي جو بايدن كرئيس جديد في 20 يناير الجاري، فالمجموعات المتطرفة مثل "حماة القسم"، التي تمتلك أسلحة وخبرة عسكرية كبيرة، تعتقد أن الوضع قد بات حرجا وأن الكثير من الأشياء أصبحت على المحك.

Advertisements
الجريدة الرسمية