رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

حزب «ميركل» يخسر في ثلاث ولايات ألمانية

فيتو

 أظهرت النتائج الأولية للانتخابات المحلية في ولايات ألمانية خسارة الحزب الديمقراطي المسيحي بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل، وصوت ناخبون في ولايتين على مرشحين من أحزاب أخرى مؤيدة لسياستها في اللجوء.

 وتوضح الخسائر التي لحقت بالحزب الديمقراطي المسيحي الذي ترأسه المستشارة ميركل مدى تأثير أزمة اللاجئين في الأرضية الحزبية في ألمانيا، حيث تغيرت الخريطة الحزبية من خلال نتائج هذه الانتخابات تمامًا، وتمكن الحزب اليميني الشعبوي «البديل من أجل ألمانيا» من تحقيق اختراق في الولايات الثلاثة التي أجريت فيها أمس الأحد.

ويبدو من النتائج الأولية أن زمن الائتلافات الحكومية المتعارف عليها سابقا لم تعد قائمة بعد اختراق الحزب اليميني الشعبوي لبرلمانات الولايات في بادن فوتمبيرغ وراينلاند بفالز وخصوصا في ساكسونيا آنهالت بأكثر من 20%، حيث من الواضح أن يصبح تشكيل حكومة هناك أمرا معقدا، فالأحزاب التقليدية ترفض أي تعاون مع هذا الحزب اليميني بوصفه عارا على ألمانيا، كما صرح بذلك وزير المالية الألماني فولفجانج شويبله.

الانتخابات المحلية التي شهدتها الولايات الثلاث أمس ونتائجها وصفت بأنها بمثابة اقتراع على مدى الترحيب أو الرفض لسياسة المستشارة الألمانية ميركل تجاه اللاجئين، فمنذ بداية أزمة اللاجئين والإعلان عن ثقافة الترحيب التي أطلقتها المستشارة الألمانية لم تجرى أية انتخابات برلمانية أو محلية لجس نبض الناخبين في هذا الموضوع بشكل ملموس.

وتمثل نتيجة انتخابات اليوم انتكاسة للمستشارة ميركل في الوقت الذي تحاول فيه استغلال وضعها كأقوى زعيمة أوروبية للتوقيع على اتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا لوقف تدفق المهاجرين باتجاه الشمال.

وكانت ميركل قد أثارت قلق العديد من زعماء الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي بإقرارها في اللحظات الأخيرة مسودة اتفاق مع تركيا في محاولة لوقف تدفق المهاجرين وطالبتهم بمساندته، والآن وبعد نتيجة انتخابات الولايات الثلاث يتعين عليها أن تسعى بشكل أكبر للحصول على دعمهم مرة أخرى الأسبوع الجاري بهدف إتمام إجراءات الاتفاق لاحقا.

وشارك في انتخابات الولايات الثلاثة أمس الأحد نحو 12.7 مليون ناخب، وهو ما يمثل أكثر من خمس عدد الناخبين في مجموع ألمانيا، وخلال الحملة الانتخابية، كانت قضية اللاجئين من أهم القضايا إلى جانب القضايا الإقليمية، وقد أوضح مرشحو الحزب المسيحي الديمقراطي في كل الولايات الثلاث رفضهم لسياسة ميركل تجاه اللاجئين، وطالبوا خلال الحملة الانتخابية بضرورة اتخاذ تدابير تساهم في الحد من تدفق اللاجئين، على عكس مرشحة الحزب الاشتراكي الديمقراطي مثل دراير أو مرشح حزب الخضر، كرتيشمان، اللذين كان لهما موقف داعم لسياسة المستشارة ميركل في موضوع اللاجئين خلال الحملة الانتخابية.

لكن ما هي الدروس المستفادة من هذه النتائج؟، المستشارة الألماينة لا تود تغيير سياستها تجاه اللاجئين، كما أكدت ذلك حتى الآن.

وقد يبدو أن حزب ميركل لم يفشل لهذا السبب، لكن الانتخابات في يوم واحد وفي ثلاث ولايات يعكس رأيا عاما تجاه هذه السياسة، كما يعكس هذا الرأي بوضوح ما يحدث في الشارع الألماني.

الفائز في بادن فورتمبورج وراينلاند بفالز هما أولا مرشح الخضر، فينفريد كريتشمان وثانيا مرشحة الحزب الاشتراكي الديمقراطي مالو دراير، كلاهما يساندان سياسة ميركل تجاه اللاجئين، وبالمقابل خسر مرشحا حزب ميركل الرافضان لسياستها في الولايتين، بينما اتجه الرافضون لسياسة ميركل لتقوية حزب يميني شعبوي يرفض بوضوح سياسة اللجوء التي تدافع عنها المستشارة بكل قوة، وارتفاع أسهم هذا الحزب اليميني الشعبوي هو بمثابة حدث غير مسبوق منذ عام 1945 في بلد بحث دائما عن نهج مثالية أخلاقية في السياسات بعد الرعب النازي.

الخبير السياسي كارل رودولف أوضح في القناة الألمانية الثانية وجود سلوكً متناقض لدى الناخب: فمن كان يود دعم ميركل، قام بانتخاب مرشحين من غير حزبها، بينما يرى البرلماني ميشائيل غروسه برومر أن نتائج الانتخابات جاءت بالكثير من الظلال، مشيرًا في ذلك إلى الاختراق الكبير الذي حققه حزب البديل اليميني الشعبوي، وعلى ميركل الآن التعامل مع هذا الحزب اليميني، وهي تجربة ليست جديدة، فرؤساء حكومات بلدان أخرى، مثل السويد، التي فتحت أبوابها للاجئين قبل ألمانيا وجب عليهم منذ فترة طويلة التعامل مع أحزاب يمينية متطرفة.

من ناحية أخرى، يرى محللون أنه يجب عدم إغفال مؤشر واضح، وهو أن الفجوة بين الولايات في شرق ألمانيا وغربها مازالت واسعة، حتى بعد 25 سنة من الوحدة الألمانية، ولا يظهر هذا فقط في النسبة الكبيرة التي حققها حزب البديل في ولاية ساكسونيا أنهالت، والتي جعلته ثاني أقوى حزب بالولاية، بل أيضًا من خلال التصريحات المنتشرة في الولايات الشرقية بشأن أزمة اللاجئين.

المستشارة ميركل واثقة بأن نفوذ حزب "البديل من أجل ألمانيا" سيتقلص بعد حل أزمة اللاجئين، بينما ترى زعيمة حزب "البديل من أجل ألمانيا" فراوكه بيتري أن حزبها يشكل الآن "معارضة غير موجودة في البوندستاج"، كما جاء في تعليقها على النتائج الأولية للانتخابات، ويرى عدد من المحللين السياسيين أن ميركل ستبقى الأقوى سياسيا على الرغم من الأصوات المعارضة لها بسبب غياب منافس يستطيع هزمها.

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


Advertisements
الجريدة الرسمية