رئيس التحرير
عصام كامل

تحسبا لـ «نوايا إثيوبيا».. السودان يتخذ خطوة غير مسبوقة للحفاظ على المياه

السودان
السودان
بدأ السودان، اليوم الخميس، بتفريغ مياه خزان جبل الأولياء على النيل الأبيض جنوب العاصمة الخرطوم، في عملية تأخرت أسبوعين عن المعتاد.

وأضاف مسؤول على صلة بالأمر، بحسب قناة "العربية"، بأن العملية بدأت صباحاً، مؤكداً أنها ليست كسابقاتها.


وكشف أنه وفي هذه المرة ستعمل الحكومة السودانية على إنقاص الكمية المتدفقة بسبب ملء محتمل لـ سد النهضة في يوليو القادم، وذلك بحسب نوايا إثيوبية معلنة.



المياه المحتجزة

كما تابع المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن ارتفاع المياه التي قررت الحكومة الاحتفاظ بها أكثر من مترين عن مستوى البحر الأبيض المتوسط، لافتاً إلى أنها تنوي الاستفادة من المياه المحتجزة في تغذية سد مروي على نهر النيل في حال أقدمت إثيوبيا على تنفيذ الملء الثاني لسد النهضة.

الجدير ذكره أن الملء الثاني لسد النهضة الذي تعتزم إثيوبيا البدء فيه سيسبب أضرارا كبيرة، غير قابلة للاحتمال، بل قد يسبب خطورة أكبر على جسم السد ما يهدد بانهياره، وبالتالي إغراق مساحات كبيرة من السودان وإثيوبيا بحد ذاتها.

وأكد عبد الفتاح مطاع، الرئيس الأسبق لقطاع مياه النيل بوزارة الموارد المائية المصرية ومستشار وزير الري الأسبق لـ" العربية.نت"، أن البلدين مصر والسودان عندما وقعتا على اتفاق المبادئ مع إثيوبيا كان المقصود أن هناك نية مشتركة لاستفادة إثيوبيا من السد في توليد الكهرباء، شرط أن يكون هناك اتفاق قانوني ملزم بعمليات الملء والتشغيل لكن إثيوبيا واصلت تعنتها، وقامت بالملء الأول، ثم تخطط للملء الثاني، بعيداً عن موافقة البلدين أو التنسيق معهما، وما حدث العام الماضي في الملء الأول، لا يمكن مقارنته بما يمكن أن يحدث في الملء الثاني.

كما أضاف أن السودان تعرض لفيضانات كبيرة العام الماضي، وشهد أزمة في توليد الكهرباء من سد الروصيرص، بسبب قيام أديس أبابا منفردة بالملء الأول، ما يعقد الوضع في الملء الثاني.

الملء الثاني

إلى ذلك، كشف أن عملية الملء الثاني للسد تحتاج إلى 13 ونصف مليار متر مكعب من المياه، وفي حال بدأت إثيوبيا في تخزين تلك الكمية كما هو متوقع اعتبارا من يوليو القادم دون اتفاق وتنسيق مع السودان ومصر فإن السدود السودانية ستتأثر.

وتتعرض البلاد لمخاطر عديدة في الكهرباء والزراعة، مشيرا إلى ضرورة تنسيق أديس أبابا مع الخرطوم وإخطارها يوميا ببيانات عملية الملء، لكي تتمكن من اتخاذ احتياطاتها وتدابيرها لمواجهة الأزمات المتوقعة من الملء الثاني.

الوضع مطمئن

أما بالنسبة لمصر، أوضح الخبير أن الوضع مطمئن في حالة توافر الأمطار والفيضانات على الهضبة الإثيوبية، لذلك لم تشعر بأي مخاطر في الملء الإثيوبي الأول فضلا عن أن السد العالي يمكنه تعويض أي نقص محتمل حاليا.

وشدد على أن التأثير السلبي على مصر حاليا لن يكون بدرجة تأثيره على السودان، لكن على المدى البعيد سيؤثر، خاصة في سنوات الجفاف والجفاف الممتد، لذلك تسعى مصر لاتفاق قانوني ملزم للملء والتشغيل يحقق لإثيوبيا هدفها من التنمية وتوليد الطاقة ويجنب مصر والسودان المخاطر السلبية الحالية والمستقبلية.
الجريدة الرسمية