رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الصحة العالمية: تحقيق مناعة القطيع يتطلب إصابة 5 مليارات إنسان بكورونا

منظمة الصحة العالمية
منظمة الصحة العالمية
أعلنت منظمة الصحة العالمية أنه مع استمرار الكفاح العالمى لاحتواء جائحة كورونا وتغلغل الشعور بالإنهاك من الجائحة، دعا البعض إلى ما يسمى باستراتيجية "مناعة القطيع" الطبيعية التى يعتقد البعض أنها بإمكانها تحقيق الأمان.


وقالت كبيرة المتخصصين فى الشئون العلمية، منظمة الصحة العالمية الدكتورة سوميا سواميناثان، فى تصريحات اليوم الخميس، إن مفهوم مناعة القطيع ينطوي على إعادة فتح المجتمعات بالكامل، مع "تحصين" كبار السن والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، من أجل تحقيق مناعة القطيع فى غضون ستة أشهر فى غياب اللقاح.

وأضافت كبيرة المتخصصين فى الشؤون العلمية: "يبدو الأمر بسيطاً فى الظاهر، لكن الحقائق تخبرنا بعكس ذلك فأولاً، تتحقق مناعة القطيع من خلال حماية الناس من فيروس ما باستخدام لقاح ضد ذلك الفيروس، وليس عن طريق تعريضهم له".

وتابعت: "على سبيل المثال، تتطلب مناعة القطيع ضد الحصبة تطعيم حوالى 95% من الناس، وبمجرد تمنيعهم ضد الحصبة، فإنهم يقومون بدور الدرع الواقى الذى يمنع الفيروس من الانتشار وإصابة الــ 5 % المتبقية من السكان غير المطعّمين بالعدوى.

وأكملت: "ثانياً، ما زلنا أبعد ما يكون عن مستويات المناعة المطلوبة لوقف انتقال هذا المرض فما نعلمه من الدراسات الوبائية المصلية هو أن البيّنات تشير إلى إصابة أقل من 10 % من سكان العالم بالعدوى ويعنى ذلك أن الغالبية العظمى من الناس ما زالوا عرضة للإصابة بفيروس كورونا.

وأوضحت أنه لتحقيق مناعة القطيع ضد هذا الفيروس، تشير التقديرات إلى أنه يتعين إصابة ما لا يقل عن 60 إلى 70% من سكان العالم، أى أكثر من 5 مليارات نسمة، بالعدوى، وهو ما قد يستغرق عدة سنوات فى غياب اللقاح علاوة على ذلك، وكما هو الحال مع فيروسات كورونا الأخرى، لا يمكن استبعاد الإصابة بعدوى الفيروس من جديد، مما يعرض الناس للمرض المرة تلو الأخرى وقد أُبلغ بالفعل عن حالات إصابة مجددة بالعدوى.

كما أشارت إلي أن ترك الفيروس ينتشر بين السكان دون رادع ستكون له عواقب مدمرة على المجتمعات المحلية والنظم الصحية فعدد الذين سيصابون بأمراض حادة ويلقون حتفهم سيكون كبيراً جداً، وستنغمر المستشفيات بسيل دافق من المرضى، لا سيما مع بدء موسم الإنفلونزا فى نصف الكرة الشمالى، وسترزح المجتمعات المحلية تحت وطأة العدد الهائل من الأشخاص المحتاجين إلى الرعاية.

وأردفت: "ليس لدينا أى فكرة أيضا عن عدد الأشخاص الذين سيعانون من الآثار المضنية لمتلازمة ما بعد الإصابة بكوفيد، أو ما يُصطلح عليه باسم "كوفيد الطويل الأمد"، أو إلى متى تستمر تلك الآثار فالكثير من الناس يصفون معاناة تدوم أشهراً من التعب المستمر والصداع و "الضبابية" وصعوبة التنفس".

وتابعت، "رابعا من الخطأ الاعتقاد بأن الفيروس لا يؤثر بشدة إلا على كبار السن وعلى المصابين بحالات صحية كامنة فقد أظهرت الأبحاث أن الوفيات تزداد بشكل كبير فعلاً مع التقدم فى السن، ولكن العديد من الشباب الذين لا يعانون من أى حالات صحية كامنة قد أصيبوا بأشكال حادة من المرض وخسروا حياتهم بسببه وفى ذروة تفشى المرض فى إيطاليا، كان ما يصل إلى 15٪ من جميع الأشخاص فى العناية المركزة دون سن 50 عاماً.

ولفتت إلي أن هناك حالياً أكثر من 200 لقاح مرشح، يخضع العديد منها للمراحل النهائية من التجارب السريرية ولا يُستبعد أن تتوفر لنا إمدادات محدودة من لقاح ناجع ضد فيروس كورونا فى وقت مبكر من العام المقبل وعندما يحدث ذلك، يمكننا أن نسعى بشكل واقعى ومأمون إلى تحقيق مناعة القطيع.
Advertisements
الجريدة الرسمية