رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الرئيس التونسي ينفي اتهامه لليهود بإشعال الاحتجاجات في البلاد

الرئيس التونسي قيس
الرئيس التونسي قيس سعيد
نفى الرئيس التونسي قيس سعيد مساء اليوم الأربعاء ما تم تداوله من "أخبار زائفة" حول اتهامه ليهود بلاده بإثارة الاحتجاجات التي تشهدها تونس منذ نحو أسبوع.


وقالت الرئاسة التونسية في بيان: "لم يتعرض رئيس الجمهورية لأي دين ولم يكن هناك أي مبرر يستسيغه أي عاقل لطرح قضيّة الأديان في ظل هذه الاحتجاجات، هذا فضلا عن أنه يعتبر أن هذه القضية غير مطروحة أصلا في تونس".

وأكدت الرئاسة أن الرئيس التونسي يفرق بين اليهودية والصهيونية، مشيرة إلى أن سعيد كان قد دعا كبير الأحبار في تونس لحضور مراسم أدائه لليمين الدستورية، إضافة إلى مفتي الجمهورية وكبير الأساقفة في تونس.


وأضافت الرئاسة التونسية أن الرئيس كان قد زار معبد الغريبة الواقع في جزيرة جربة جنوب شرقي البلاد، والتقى عددا من المواطنين التونسيين من اليهود.

وذكرت أن سعيد كانت تربطه علاقة "صداقة متينة" بالمناضل واليساري التونسي اليهودي جلبار نقاش الذي وافته المنية أواخر الشهر الماضي.

وقال البيان إن الرئيس التونسي تحدث هاتفيا اليوم الأربعاء مع كبير الأحبار حاييم بيتان، وأوضح له أن "اليهود التونسيين هم مواطنون يحظون برعاية الدولة التونسية وبحمايتها كسائر المواطنين وذكّر بموقفه الثابت من القضية الفلسطينية وبأنه يفرق بين حرية الأديان وحق الشعب الفلسطيني في أرضه".

واتهم سعيد من قال إنهم "لا يتورعون عن الكذب والافتراء ويتظاهرون بما لا يبطنون لتحقيق غايات سياسية معلومة لدى الجميع.. بالتواطؤ مع من يتآمرون على تونس وشعبها".

وأوضح سعيد أن هؤلاء و"بدل الاستماع إلى مطالب الشعب التونسي والبحث عن حلول وطنية لمشاكله يريدون صرف الأنظار عن هذه المطالب نحو قضايا يفتعلونها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي سعيا لبث الفرقة بالأكاذيب حتى لا يتم التركيز على المشاكل الحقيقية وصعوبة الأوضاع".

وتشهد عدة محافظات تونسية وأحياء بالعاصمة منذ مساء الخميس الماضي، احتجاجات ليلية لم تخل من مواجهات مع الشرطة، احتجاجا على الأوضاع المعيشية والأزمات الاقتصادية التي تشهدها البلاد.

وتشير تقديرات إلى أن عدد اليهود في تونس لا يتجاوز الـ 1200 شخص يعيش معظمهم في جزيرة جربة.

وفي وقت سابق من الأثنين الماضي، أعلنت وزارة الداخلية التونسية اعتقال 877 على خلفية أعمال الشغب.

وأوقفت قوات الأمن إثر ذلك العشرات من الشباب في ولايات تونس ومنوبة وسوسة والمنستير والقيروان.

ورغم مرور 10 سنوات على الثورة التونسية، إلا أن هذا البلد يعاني اضطرابات وتحديات كبيرة، فبعد واقعة راعي الغنم ورجل شرطة توافد المحتجون والمتظاهرون على الشوارع التونسية للتنديد بالأوضاع الاقتصادية وتصرفات الشرطة، الأمر الذي أعاد للأذهان واقعة الشاب "محمد بوعزيزي" الذي كان أشعل الثورة التونسية عام 2011.

ويخشى المحللون، أن تشعل واقعة اعتداء الشرطة التونسية على راعي غنم فتيل ثورة جديدة في تونس، إذ يربط المراقبون بين هذه الواقعة وواقعة إحراق بائع فاكهة نفسه "محمد البوعزيزي" قبيل الثورة التونسية في عام 2011، إذ ساهمت الواقعة بشكل كبير في غضب الشارع التونسي.

كر وفر وعمليات نهب
أفادت وسائل إعلام تونسية مساء الأحد بتجدد الاشتباكات بين العناصر الأمنية والمتظاهرين المحتجين على تصرفات الشرطة والأزمة الاقتصادية.

وقالت وكالة الأنباء التونسية: إن "العناصر الأمنية تتصدى لمحاولات نهب مراكز تجارية في ولاية منوبة"، فيما أشارت قناة "نسمة" التونسية إلى وقوع مناوشات بين الأمن ومحتجين في مدينة الكاف.

كذلك أكدت صحيفة "الشروق" التونسية، بوجود كر وفر بين الشرطة ومتظاهرين يستخدمون "زجاجات المولوتوف" في مدينة سليانة.

وفي نفس السياق، أكدت إذاعة "موزاييك" التونسية، أن الأمن منع محتجين من الوصول إلى منشآت حكومية في تونس العاصمة، لافتة إلى أن الحرس الوطني تصدى لمحاولات نهب تستهدف محال تجارية في ولاية منوبة.

وأعلنت وزارة الدفاع التونسية، نشر وحدات عسكرية أمام مقار السيادة ومنشآت عامة بعدة محافظات تحسبًا لأعمال شغب.

تجدد الاحتجاجات
وتشهد الشوارع التونسية منذ السبت مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين على خلفية احتجاجات انطلقت على مستوى البلاد الجمعة الماضية ضد الشرطة والأزمة الاقتصادية.

وأقام عشرات المتظاهرين حواجز وأضرموا النيران لإغلاق شوارع مدينة سليانة الواقعة على بعد نحو 130 كيلومترًا من العاصمة تونس.

وقبل أيام قليلة وبالتحديد يوم الخميس 14 يناير، أحيت البلاد الذكرى العاشرة لهروب الرئيس زين العابدين بن علي إلى المنفى، الذي تمت الإطاحة به من السلطة في ثورة شعبية أنذرت بالانتفاضات المؤيدة للديمقراطية والصراعات والحروب الأهلية في المنطقة خلال ما أصبح يعرف بالربيع العربي.

راعي غنم
وبدأت المظاهرات في سليانة ومدن أخرى يوم الجمعة، بعد أن أظهر مقطع مصور نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي رجل شرطة وهو يصرخ ويدفع راعيًا دخلت أغنامه مقر الحكومة المحلية.

وبحسب وسائل إعلام محلية، أطلقت قوات الشرطة التونسية قنابل الغاز المسيلة للدموع وذلك لتفريق محتجين في المدينة، مضيفة أن عمليات كر وفر وقعت بين قوات الأمن وعدد من الشبان في أحياء سليانة، وعمد عدد من المتظاهرين إلى إشعال الإطارات.

وقطع شبان طرقًا وأشعلوا عجلات مطاطية وحاويات القمامة ودخلوا في مواجهة مع قوات الأمن.

فيما أفادت وسائل إعلام محلية عن وقوع احتجاجات في سوسة ونابل وفي بعض أحياء تونس العاصمة.

بدوره، قال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية خالد الحيوني: إن قوات الأمن والحرس الوطنيين "تصدت بنجاح ليلة أمس السبت لمحاولات الاستيلاء والنهب لأملاك عامة وخاصة في أحداث شغب شهدتها مناطق في البلاد".

فيديو يشعل الأزمة
انطلقت الاحتجاجات بعد أن وثق شريط فيديو اعتداء شرطي على راعي أغنام أمام مقر الولاية.

وفجر الفيديو موجة غضب في البلاد التي اندلعت فيها ثورة قبل عقد، جراء إحراق البائع المتجول محمد بوعزيزي نفسه احتجاجًا على سوء تعامل السلطات معه.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية "تونس افريقيا": إن الشرطي الذي اعتدى على راعي الأغنام تم نقله من موقعه كإجراء عقابي، مشيرة إلى أن "عملية تتبعه عدليًا وإداريًا لا تزال متواصلة".

وتتزامن التحركات في الأحياء وفي بعض الولايات الأخرى مع فترة الحجر الصحي التام وحظر التجوال الليلي في أنحاء البلاد.

يشار إلى أن الثورة التونسية اندلعت عن غير قصد بفعل يائس لبائع الفاكهة محمد البوعزيزي البالغ من العمر 26 عامًا، الذي أضرم النار في نفسه في 17 ديسمبر 2010، احتجاجًا على إذلال الشرطة له في سيدي بوزيد، وهي بلدة في المناطق الداخلية التونسية المهملة.

وأطلقت وفاة البوعزيزي العنان لسخط عميق ومظاهرات حاشدة ضد الفقر والبطالة والقمع، وارتد تأثير تلك الاضطرابات الشعبية خارج تونس، ما أدى إلى انتفاضات الربيع العربي والقمع الحكومي والحروب الأهلية.
Advertisements
الجريدة الرسمية