رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أزمة تيجراي تعقد التوترات الحدودية بين السودان وأثيوبيا

ارشيفية
ارشيفية
رفعت حادثة مقتل 4 من أفراد الجيش السوداني في هجوم شنته مجموعات أثيوبية مسلحة،  الثلاثاء الماضي، انطلاقا من منطقة حدودية متاخمة لإقليم التيجراي الإثيوبي حدة المخاوف من اضطرابات أمنية أوسع بين البلدين قد تمتد تداعياتها لتشمل منطقة القرن الأفريقي بأكملها.


وعلى الرغم من أن الحادثة الأخيرة لم تكن الأولى من نوعها، إذ ظلت منطقة الحدود السودانية الاثيوبية تشهد حوادث مشابهة طيلة السنوات الماضية، إلا أن الجديد هذه المرة بحسب الخبير الأمني الاستراتيجي أمين إسماعيل هو القتال الخطير الذي اندلع في الرابع من نوفمبر الماضي في إقليم التيجراي الاثيوبي بين الجيش الاثيوبي ومقاتلي جبهة تحرير شعب التيجراي والذي أسفر عن مقتل المئات وفرار نحو 50 الف من الأثيوبيين إلى داخل الأراضي السودانية بحثا عن الأمان.

وبحسب شبكة وقناة "سكاي نيوز" عربية،  إن الجانب الإثيوبي يلقي باللوم في تأجيج تلك التوترات على عصابات مسلحة تنطلق من أراضيه، لكن السودان ظل دائما يرى أن الحكومة الإثيوبية يجب أن تعمل على ضبط تحركات المجموعات المسلحة التي تنطلق من أراضيها.

 ويتوقع إسماعيل إن تزيد توترات إقليم تيجراي من تعقيدات الملف الحدودي، إذ أن القوات السودانية ستكثف وجودها من أجل حماية أراضيها والمزارعين في المناطق المتاخمة للحدود الإثيوبية وسترد على أي أعمال استفزازية قد تنطلق من داخل الأراضي الإثيوبية سواء كانت من قبل عصابات مسلحة أو قوات نظامية إثيوبية.

وينبه إسماعيل إلى أن المهم في هذه المرحلة هو تكثيف العمل الدبلوماسي والاستفادة من العلاقات الجيدة بين الجانبين من أجل إيجاد حلول تبعد عن المنطقة شبح أي توترات قد تهدد الأمن الإقليمي بكامله، لتشمل دول أخرى مثل إريتريا وإقليم الأوجادين الصومالي المتاخم للأراضي الإثيوبية.

ويشير إسماعيل إلى أن القوات السودانية التي تم الاعتداء عليها كانت تتمركز داخل الحدود السودانية لحماية أراضي المزارعين التي ظلت تتعرض طوال السنوات الماضية لهجمات متكررة انطلاقا من الأراضي الأثيوبية، ولتامين اللاجئين ووقف أي انتهاكات على طول الحدود التي تمتد لأكثر من 750 كيلومترا.

حوادث متكررة
تكررت الحوادث الحدودية كثيرا خلال السنوات الماضية لاسيما مع بدء موسم الخريف، حيث يعمل نحو 1700 مزارع إثيوبي في مناطق داخل الأراضي السودانية المتاخمة للحدود الأثيوبية.

وفي التاسع والعشرين من مايو، قال الجيش السوداني إن مليشيات مسنودةً من الجيش الإثيوبي توغلت داخل الأراضي السودانية، واعتدت على مواطنين ووحدات من القوات المسلحة السودانية داخل الأراضي السودانية، مما أدى إلى مقتل وإصابة عددٍ من ضباط وأفراد القوات المسلحة ومدنيون من بينهم أطفال.

وظلت المنطقة المتاخمة للحدود السودانية الشرقية والتي تنشط فيها جبهة تحرير تيجراي تشكل هاجسا أمنيا وسياسيا كبيرا للسودان منذ أكثر من 6 عقود، وهو ما ظهر في وتيرة الصعود والهبوط في العلاقة بين السودان وإثيوبيا طوال تلك الفترة.

وفي حين تقول أديس أبابا أن تلك الأحداث تجري بمعزل عن الجيش الإثيوبي، وتلقي باللوم في ذلك على المليشيات المعارضة للحكومة، إلا أن الحكومة السودانية أكدت مرارا على حقها في تأمين حدودها من أي اختراقات قد تشكل تهديدا أمنيا حقيقيا على شرق البلاد.

مخاوف اوسع
وتدور مخاوف جدية من أن تؤثر التوترات الداخلية في اثيوبيا على الأوضاع الأمنية والاقتصادية الهشة في شرق السودان وكافة مناطق المثلث الحدودي المشترك بين السودان وإثيوبيا وإريتريا التي تحدثت تقارير مطلع ديسمبر عن سقوط ثلاث صواريخ في عاصمتها أسمرة.

وإضافة إلى المخاوف المتعلقة بتدفق اللاجئين ودخول الأسلحة وإنعاش أنشطة الجريمة العابرة للحدود، فإن الصراع الجاري حاليا في إقليم تيجراي يمكن أن يهدد بقطع الطريق القومي الرابط بالميناء الرئيسي في مدينة بورتسودان  والذي يوفر الإمدادات الغذائية والنفطية، حيث تصل مسافة الطريق إلى أقل من 30 كيلومترا من بعض النقاط التي يدور فيها القتال داخل مثلث الموت على الحدود السودانية الأثيوبية الإريترية.

وبعيدا عن الدوائر العسكرية، يشدد الجانبان السوداني والإثيوبي أكثر من مرة على ضرورة احتواء التوترات بالطرق التوافقية، وأنها لن تؤثر على علاقات البلدين. واتفق الجانبان في وقت سابق على ترسيم الحدود المشتركة بينهما.
Advertisements
الجريدة الرسمية