رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أبو بكر باعشير .. طن متفجرات يسير على الأرض

أبو بكر باعشير
أبو بكر باعشير
أعلنت السلطات الإندونيسية اليوم الجمعة الإفراج عن الأب الروحى للجماعة الإسلامية فى البلاد، أبو بكر باعشير،  المتهم فى قضائياً بتفجيرات بالي العام 2002، مستفيداً من قرار خفض مدة العقوبة الذي أثار غضباً في البلاد.


وحكم على أبو بكر باعشير  في 2011 بالسجن 15 عاماً في قضية أخرى تتمثّل في مساهمته بتمويل معسكرات تدريب متطرفين في إقليم آتشيه الاندونيسي.

واستفاد من قرار خفض العقوبة بعدما دفع محاموه بخطر إصابته بفيروس كورونا المستجد في السجن لتقدّمه في السن.

تفجيرات بالي
فى عام 2019، أثار توجه مماثل للإفراج عن أبو بكر باعشير ردود فعل واسعة النطاق في إندونيسيا وأستراليا.

وترى المتخصصة في المسائل الإرهابية في جنوب-شرق آسيا سيدني جونز، أنه رغم عدم ثبوت تورطه المباشر في التفجيرات التي طالت ملاهى ليلية في بالي، فأنه في الحد الأدنى منح الضوء الأخضر للعمليةن حسبما نقلت "فرانس برس".

وتوقعت أن يلقى الإفراج عن باعشير ترحيباً حاراً من أنصار الجماعة الإسلامية لكونه ما زال يمثّل وجهاً مهماً لهذه الحركة الراديكالية في اندونيسيا رغم تراجع تأثيره.

وخرج أبو بكر باعشير من سجن جونونج سندور قرب جاكرتا في وقت مبكر من صباح الجمعة، وكان برفقته عناصر من قوات مكافحة الإرهاب، ونُقل في شاحنة بيضاء إلى منزله في سولو رافقتها عربات مصفحة للشرطة، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وكان الكثير من المتورطين في الإعداد للتفجيرات وتنفيذها قد أعدموا أو قتلوا في اشتباكات مع القوات الإندونيسية. ودفعت أحداث العام 2002 والتفجيرات التي وقعت بعد ذلك بثلاث سنوات، جاكرتا نحو تعزيز تعاونها في مكافحة الإرهاب مع استراليا والولايات المتحدة.

وكانت بالي الإندونيسية مسرحا لتفجيرات دامية في 12 أكتوبر عام 2002 ، في منطقة كوتا السياحية على مرحلتين، أولها بتفجير قنبلة في ملهى ليلي والأخرى بتفجير سيارة أمام الملهى أثناء هروب الناس من الملهى، وقُتل وقتها 88 أستراليا، و38 إندونيسيا، و27 بريطانيا، و7 أمريكيين و6 سويديين، كما أصيب 240 شخصا بجراح.

من هو أبو بكر باعشير
 
يعد أبو بكر باعشير، الذي يبلغ من العمر 83 عاماً، الأب الروحي للجماعة الإسلامية في إندونيسيا. وقد أدين عام 2010 لعلاقته المباشرة بمعسكرات تدريب المتشددين الإسلاميين في إقليم أتشيه في إندونيسيا.

وترجع أصول باعشير إلى منطقة حضرموت في اليمن، وقد حكم عليه بالسجن لمدة 15 عاماً بعد إدانته بالتورط في تفجيرات بالي عام 2002.

كان من المفترض أن تنتهي عقوبته في عام 2025، إلا أن الرئيس الإندونيسي أعلن فى 2019 أنه سيعفى من إتمام مدة العقوبة لأسباب إنسانية وتعطل الإفراج لأسباب غبر معلنة حتى تم اليوم.

وأعلن باعشير، من سجنه فى عام 2014، مبايعته وتأييده لتنظيم "داعش" الإرهابى.

برزت شخصية أبو بكر باعشير في خمسينيات القرن الماضي كأحد زعماء "حركة الشباب المسلم الإندونيسي" التي كانت نشيطة في ذلك الوقت، إلا أنه تم حظرها عام 1960، وكان باعشير يمثل الذراع الطلابية في "مجلس شورى مسلمي إندونيسيا".

وكان قد أسس "إذاعة سوراكرتا للدعوة الإسلامية" مع عبد الله سنغكر الذي كان مرتبطا بماشومي "مجلس شورى مسلمي إندونيسيا"، إلا أن السلطات الأمنية أغلقت الإذاعة بسبب "إدخالها مواضيع سياسية ضمن برامجها"، واعتبرتها الحكومة وسيلة إعلامية معارضة.

الجماعة الإسلامية

أعلن كل من أبو بكر باعشير وعبد الله سنغكر رسمياً تأسيس "الجماعة الإسلامية" في يناير 1993، وكانت تهدف إلى إقامة دولة "نوسانتارا" الإسلامية وتشمل كل من ماليزيا وإندونيسيا وسلطنة بروناي والفلبين وتايلاند وسنغافورة، ووصفت الجماعة نفسها بأنها "عابرة للحدود".

وكان عبد الله سنغكر أمير "الجماعة الإسلامية" حتى وفاته في عام 1999، وتولى باعشير هذا المنصب بعد ذلك.

وللجماعة عدد من الخلايا الصغيرة المستقلة التي تنشط في المدارس الدينية بإندونيسيا وقاتل عدد من أفرادها مع الجماعات الإسلامية في افغانستان ومؤخراً في سوريا والعراق. ويُعتقد أن عدد أفراد الجماعة يبلغ بضعة آلاف.

عمليات إرهابية

وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية، سعت الجماعة إلى ضرب المصالح الغربية في إندونيسيا وخاصة الولايات المتحدة، ونفذت عدة عمليات إرهابية منها:

في عام 2002، تفجيرات جزيرة بالي التي كانت الأكثر دموية في تاريخ البلاد، إذ قتل فيها ما لايقل عن 200 شخص من جنسيات مختلفة بينها بريطانية وأسترالية وإندونيسية.

2004، تفجير سيارة مفخخة تحمل طنا من المتفجرات أمام السفارة الأسترالية في جاكرتا، قتل فيه 9 أشخاص وأصيب أكثر من مئة.

في يوليو  2009، تفجير انتحاري بفندق ريتز كارلتون في جاكرتا، حيث قُتل فيه 50 شخصاً.

في أبريل  2011، تفجير انتحاري بعبوة ناسفة في مسجد في مدينة سيريبون أثناء خطبة الجمعة. قتل فيه 28 من المصلين.

وفي يناير 2016، هاجم عشرات المسلحين من الجماعة، عناصر أمن ومقهى في العاصمة جاكرتا، قُتل فيه ما لا يقل عن 10 أشخاص.

وعقب تفجيرات بالي عام 2002، صنف الجماعة ضمن  المنظمات الإرهابية من قبل أستراليا وكندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وإندونيسيا وماليزيا والفلبين وسلطنة برناوي وتايلاند وسنغافورة.



Advertisements
الجريدة الرسمية