رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

كارثة حمل الغلطة.. السبب الرئيسي في الزيادة السكانية.. اللولب على قائمة الاتهام.. وأطباء يؤكدون استقرار سوق وسائل منع الحمل

وسائل منع الحمل
وسائل منع الحمل
«2.5 مليون».. عدد المواليد الجدد سنويًا في مصر، وهو رقم ضخم ينذر بأزمة سكانية كبيرة، لا سيما وأن تَعداد المصريين تجاوز حاجز الـ101 مليون و610 آلاف نسمة، ونسبة كبيرة من المواليد الجدد هم نتاج حمل مخطط له، ومنهم حمل غير مخطط له ويحدث عن طريق الخطأ ويسمى «الحمل الغلطة»، لأنه يحدث أثناء حصول المرأة على إحدى وسائل منع الحمل، وهو ما دفع البعض للتساؤل حول جدوى هذه الوسائل ومدى فاعليتها.


حمل الغلطة
«أ، ن»، سيدة في بداية عقدها الرابع، تكشف أنها بعد ولادتها طفلها الأول لجأت إلى تركيب «لولب نحاسي» في إحدى الوحدات الصحية بمحافظة المنوفية، غير إنها فوجئت بـ«نزيف حاد» أثناء الدورة الشهرية وآلام مستمرة تعاني منها أسفل البطن والظهر.



وأضافت: بعد عدة أسابيع فوجئت بتأخر الدورة الشهرية عن موعدها، لتكتشف بعد ذلك الحمل، وعندما ذهبت إلى طبيبة متخصصة أكدت لها أن اللولب تم تركيبه بشكل خاطئ، وهو ما تسبب في حدوث نزيف مستمر وحدوث الحمل، وبعد إنجاب الطفل الثاني قررت عدم استخدام اللولب كوسيلة لمنع الحمل، نظرًا لعدم فاعليته والآلام التي عانت منها بسبب تركيبه الخاطئ، وتكتفي حاليًا باحتساب طريقة «أيام الأمان» أي تجنب أيام التبويض.

«اللبوس».. واحدة من الوسائل المعتمدة لـ«تنظيم النسل» والتي تعتمد عليها بعض السيدات، نتيجة أنها لا تتسبب في تأخير الحمل حال الرغبة في إنجاب مولود آخر، أو حدوث زيادة في الوزن ولا تتعارض مع الرضاعة.

ويعتمد «لبوس منع الحمل المهبلي» على مادة فعالة تؤثر على حركة الحيوانات المنوية، وتمنع وصولها للبويضة، ويبدأ مفعوله خلال عشر دقائق ويعطى حماية لمدة ساعة، لكنه أيضًا غير فعال مع البعض.

«ع، م» أكدت أنها لم تنجب فور زواجها حيث رزقت بالمولود الأول بعد ثلاث سنوات، واعتمدت على اللبوس كمانع للحمل وفقًا لتعليمات طبيبة الوحدة الصحية، مشيرة إلى أنها كانت تستخدم الوسيلة قبل نصف ساعة من عملية الجماع، غير إنه رغم التزامها وارتداء زوجها الواقى الذكرى أثناء العلاقة الحميمية، إلا أنها فوجئت بحملها في الطفل الثانى بعد مرور عام على إنجاب الطفل الأول.

نسبة فشل
من جهته قال الدكتور عادل فاروق، أستاذ أمراض النساء والتوليد بكلية الطب جامعة القاهرة: من الطبيعي وجود نسبة فشل لوسائل منع الحمل وهو أمر مقبول، وجميع السيدات اللاتي يستخدمن وسائل منع حمل سوف يتعرضن لحمل مع استخدام أي نوع من وسائل منع الحمل.

مع الأخذ في الاعتبار أن أقراص منع الحمل ثنائية الهرمون هي الأقل في نسبة حدوث حمل ومعروفة عند السيدات، ونسبة فشلها أقل من ٠.٥ % وتعتبر أقوى وسيلة، وكل الكتب والمراجع العلمية تؤكد أنه إذا حدث حمل مع استخدام تلك الوسيلة يكون بسبب فشل السيدة في التعامل معها، سواء عدم الانتظام في استخدامها أو استخدامها بطريقة خطأ وليس بسبب الوسيلة.

وأضاف: «اللولب» يعتبر الوسيلة الأكثر نجاحًا بعد الأقراص ثنائية الهرمون لكن ٢% من السيدات اللاتي يستخدمنه يمكن أن يحدث لهن حمل، خاصة أن اللولب مع الوقت يمكن تغيير وضعه ومكانه، ويتم التنبيه على السيدة بضرورة المتابعة الدورية، إلا أن «المتابعة الطبية» مصطلح غير موجود لدى السيدات العربيات والمصريات خاصة.

و«اللولب» في حالة تحركه من مكانه يحدث حمل نتيجة عدم المتابعة مع الطبيب، فهو وسيلة هائلة تحتاج إلى متابعة بعد شهر و٣ أشهر خلال السنة الأولى، ثم متابعة سنوية للتأكد من مكانه، وإذا لم تفعل السيدة ذلك لا تشكو من حدوث حمل، ونسبة حدوث حمل رغم استخدام اللولب مرتفعة في مصر.

كما يرفع ذلك من احتمالية حدوث حمل خارج الرحم وفرصه مرتفعة للإجهاض عند مخالفة التعليمات الطبية المتعارف عليها.

أكد «د. عادل» في سياق حديثه أن سوق وسائل منع الحمل الهرمونية حاليًا مستقر، بعدما شهد فترات نقص نتيجة اهتزاز سعر الصرف في الأعوام السابقة، وبدأت تتوفر جميع الأنواع مع بداية العام الحالي، غير أنه وارد حدوث نقص في الوسائل الهرمونية وتتوفر مرة أخرى ولكن يوجد الكثير من البدائل 

توفير وسائل منع الحمل
وعن وسائل منع الحمل المتوفرة في وحدات الصحة أوضح أستاذ النساء والتوليد، أن «المستوى الثقافي والتعليمي لمستخدمي وسائل منع الحمل في الوحدات الصحية يجعلهن غير حريصات على المتابعة الدورية، ويمكن عدم الانتظام في استخدام الوسيلة مما يزيد فرص حدوث الحمل.

كما أن استجابة جسم السيدة إلى الوسائل الهرمونية يختلف من سيدة إلى أخرى حتى لو نفس الجرعات والتركيز، والمشكلة في مصر هي ثقافة وطريقة الاستخدام، ومدى اهتمام الناس والتزامهم بالوسائل وعدم التركيز فيها ليست مشكلة علاج بقدر ما هي مشكلة التزام».

بدوره.. قال الدكتور عمرو حسن، أستاذ أمراض النساء والتوليد بكلية الطب جامعة القاهرة: وسائل منع الحمل حاليًا متوفرة في كل الصيدليات والوحدات الصحية، ولا يوجد نقص فيها عكس العام الماضي.

كما أن هناك شركة مصرية أصبحت توفر منتجًا محليًا ساهم في توفير الوسائل، وأساس المشكلة هو نقص مقدمي الخدمة في الوحدات الصحية، حيث يوجد ١٢٥٠ وحدة ليس فيها طبيب لتقديم الخدمة و٣١٨٣ منطقة محرومة من خدمات تنظيم الأسرة.

الوحدات الصحية
وأضاف: وحدات الصحة بها كل الوسائل، إلا أنها خالية من الأطباء، ولهذا لا تجد السيدة الخدمة بجانب عدم التزام السيدة بالوسيلة التي تستخدمها، فمثلًا لو تستخدم أقراص وسبَّبت لها مشكلة صحية ترغب في تركيب لولب أو كبسولة تحت الجلد فلا تجد مقدم الخدمة.

وشدد «د. عمرو» على أن جميع وسائل منع الحمل آمنة وفعالة ولا تسبب سرطان أو عقم أو أمراض مزمنة كما يعتقد البعض، والسبب الرئيسي في حدوث حمل رغم استخدام الوسيلة هو الاستخدام الخطأ نتيجة النسيان أو استخدام أي نوع أقراص دون مشورة الطبيب، أو تركب لولب ويتحرك من مكانه في الرحم وتسبب في حمل.

أشهر ما يسبب الحمل الخطأ تركيب السيدة لولب ويحدث لها التهابات فتطلب منها الطبيبة ازالته لمدة شهر دون استخدام بديل فيحدث حمل، والوسائل ذات الفعالية المرتفعة هي الأقراص والكبسولة واللولب فقط. 

من جانبه أكد الصيدلي علي عبد الله، مدير مركز الدراسات الدوائية، أن أهم العوامل التي تؤثر في اختيار وسيلة منع الحمل منها الفاعلية والأمان وسهولة الاستخدام وطول الفاعلية وسرعة العودة للحمل إذا أرادت الأم الحمل وألا تؤثر على العلاقة الحميمة والسعر. 

وأضاف: أنواع الوسائل تشمل الأقراص والحقن واللولب والعازل الطبى واللاصق وأقراصا موضعية وكبسولات تحت الجلد، والأكثر استخداما الأقراص ثنائية الهرمون والأحادية ومنها ما يستخدم للمرضعات، وتتوفر كل تلك الأنواع بالصيدليات بأسعار متفاوتة ويوجد نوعان من الحقن شهرية أو تؤخذ كل ٣ أشهر تحقق نسب نجاح ٩٧%.

بينما اللولب يحقق فاعلية تصل إلى ٩٩.٨% ويوجد أنواع من أقراص تستخدم للطوارئ لمنع الحمل ولا تحقق فاعلية لا تزيد على ٨٥%.

نقلًا عن العدد الورقي...
Advertisements
الجريدة الرسمية