رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

في ذكرى ميلاده.. الطفل العبقري أحمد زويل.. تسبب في حريق بمنزله أثناء إجراء تفاعلات كيميائية.. رفض الدروس الخصوصية واعتاد مذاكرة منهج العام المقبل في الإجازة الصيفية

العالم الراحل أحمد
العالم الراحل أحمد زويل
«الغرب ليسوا عباقرة ونحن أغبياء.. هم فقط يدعمون الفاشل حتى ينجح ونحن نحارب الناجح حتى يفشل.. المرء دائما حيث يضع نفسه.. حب العقل أقوى وأعمق وأبقى من حب القلب».. كلمات تركها العالم الراحل أحمد زويل أول مصرى وعربى يفوز بجائزة نوبل في الكيمياء عن «الفيمتوثانية» في عام 1999.


لخص عبر تلك الكلمات عبقرية المصريين وكيف تحتاج إلى تدعيم، وفي ذكرى ميلاده عام 1946، نستعرض حكايات من طفولته.

كشفت شقيقة العالم الراحل حكايات من طفولته، حيث أكدت أنه لم يكن مثل كثير من الأطفال «مزعج أو شقي»، بل اتسم بالود والابتسامة والطاعة التى كانت أبرز صفاته، وله اسم آخر، وهو شوقي.. وراءه قصة ملخصها أن والديه ظلا لمدة 5 سنوات لم ينجبا طفلا، وعندما رزقهما الله بأحمد رغبا فى تسميته شوقى دلالة على الشوق لهذا الطفل الجميل الذي ظهرت فى عينيه منذ ولادته علامات النبوغ والعبقرية.
وبالفعل اتفقا على أن يسجلاه في الأوراق الرسمية باسم أحمد، بينما يناديانه بشوقي، وبات هذا الاسم هو المعتاد له حتى ذهب إلى الجامعة، وبدأ اسم شوقي يتلاشى شيئا فشيئا حتى أصبح ذكرى جميلة.

كان يرفض الدروس الخصوصية واعتاد في الإجازة الصيفية مذاكرة المنهج الدراسي للعام المقبل، بحيث يكون قد انتهى منه قبل بدء العام الجديد، لتكون مهمته أثناء الدراسة مساعدة زملائه على شرح الدروس وتذليل العقبات.. واشتهر بهذا الأمر، فقد كان يلجأ إليه كثير من أصدقائه لفهم المناهج أيضا، وكان أفضل مكان لمذاكرته وزملائه مسجد سيدى إبراهيم الدسوقي بدسوق.

https://youtu.be/-vij1lHhzho

كان طموح والديه اللذين كانا يحلمان برؤيته متفوقا وقادرا على التحصيل العلمي الكاسح، وحيث إنهما ومنذ طفولة أحمد لاحظا أنه يحب الفيزياء والكيمياء بشغف، ومن شدة حبه وتعلقه بھذه المواد خصص لنفسه في الغرفة قسما للمختبر وزوده بموقد يعمل على الزيت، وأخذ يقوم بتجاربه ويختبر مواھبه في ھذا المختبر الصغير الخاص به، فكان يستخدم أنابيب يمرر بھا المواد الكيميائية والفيزيائية التي كان يستخدمھا في تجاربه.

شقيقته «نانا» قالت في حوار صحفي: إن نبوغ أخيها كان ملموسا منذ صغره، حيث كاد أن يحرق منزلهم بسبب محاولاته إجراء تفاعلات كيميائية بهدف اكتشاف مواد جديدة لدرجة أنه تسبب فى حريق أعلى سطح المنزل، الذي كان يسكن فيه.. ولولا تدخل الجيران لخلف ذلك كارثة كبيرة فى عشة خشبية أعلى البيت.. وفسر لنا الأمر بأنه حاول معرفة نتيجة تفاعلات مواد كيميائية، واختار سطح المنزل لإجراء تجاربه، وكان يضحك ويقول: «ماتقلقوش عادي يعني لازم نحاول ونجرب علشان نعرف»، وكان وقتها لا يزال في المرحلة الابتدائية.

وكثيرا ما كرر تلك التجارب، ولكنه أصبح حريصا عن ذى قبل حتى لا يخلف حريقا فهو لم يكرر أخطاءه مطلقا، وتعلم دائما منها الصواب والحيطة والحذر.. ومع مرور السنوات اتسع فكر الطفل بعد أن كبر عمره، وبات مفكرا باحثا عن العلم في كل الكتب والأماكن.

منذ كان العالم الراحل أحمد زويل في العاشرة من عمره، لم يفكر كثيرا بحسابات أهل الأرض، يقدم على الأمر دون انتظار نتائج مبهرة، لذا حين أرسل خطابا عام 1956 للرئيس الراحل جمال عبد الناصر يقول له فيه: "ربنا يوفقك ويوفق مصر"، ظن أنه لن يتلقى ردا، إلا أن "عبد الناصر" خالف التوقع وأرسل خطابا يشجعه فيه على العمل، لم يكذب الطفل خبرا، فصار بعد 43 عاما أول عربي يحصد نوبل في مجال علمي.

الطفل زويل كانت له هوايات خاصة منذ الصغر، يقرأ كتابا يحبه في هدوء تام، والسيدة أم كلثوم تغني في الخلفية، ذاك الصوت الذي ظل معه لم يفارقه في سيارته أو منزله أو مكتبه بجامعة كالتك، كان يرى نفسه كطالب مازال ينهل ولا يكتفي، لا يغمض عينيه عن اكتشاف أي شيء جديد.
Advertisements
الجريدة الرسمية