رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

فواتير "العزل المنزلي".. 25 ألف جنيه تسعيرة المستشفيات الخاصة لمتابعة الحالات "من منازلهم".. و13 ألف جنيه تكلفة الحالات الخطيرة

العزل المنزلي لمرضى
العزل المنزلي لمرضى كورونا
«10% فقط من الأرقام الفعلية للإصابات» إحصائية أعلنتها قيادات وزارة الصحة والسكان، فيما يتعلق بالأرقام الرسمية التي تعلنها الوزارة يوميًا حول أعداد الإصابات والوفيات بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19).


والتي تزامنت أيضا مع اتجاه الوزارة لتفعيل مبادرة رئاسة الجمهورية المتعلقة بمتابعة حالات «العزل المنزلي» للمصابين بـ«كورونا».

يذكر هنا أنه رغم إعلان وزارة الصحة عن مبادرة للعزل المنزلي لإرسال فرق طبية للمنازل في المحافظات الأكثر إصابة ومناطق شهدت معدلات مرتفعة من الإصابات، إلا أن المستشفيات الخاصة استغلت العزل المنزلي.

فاتورة العزل المنزلي

ووضعت قوائم أسعار للعزل المنزلي لإرسال فرق طبية إلى المرضي في منازلهم للمتابعة وقياس نسب الأكسجين والضغط لديهم بمبالغ مالية لمدة أيام العزل كاملة التي تصل إلى ١٤ يوما بتكلفة تبلغ ٢٥ ألف جنيه تشمل زيارات الفريق الطبي دون تكاليف العلاج التي يحتاج إليها المريض.

الأرقام الرسمية التي تعلنها «الصحة»، تخص المترددين على المستشفيات فقط ويوجد حالات أخرى تكتفي بالكشف لدى طبيب خاص في العيادات، وتلتزم العزل المنزلي للحالات البسيطة والمتوسطة، وهناك إصابات عديدة لا تدخل ضمن الإحصائيات الرسمية، لرغبتها في العلاج بعيدا عن المستشفيات، حيث يفضل كثير من المرضى المتابعة مع طبيب خاص والعزل بالمنزل، بعدما أصبح الحصول على سرير داخل مستشفى أمر صعب.

عوائق العزل

في المقابل.. ومن وقائع شهادات عدة استمعت إليها «فيتو»، يتضح أن «العزل المنزلي» ليس سهلا، فأهل المصاب عليهم التعامل بكل حذر وتعقيم كل ما يستخدمه المريض والحرص على التهوية المستمرة، أما التكلفة فهى مرتفعة لا يقدر عليها إلا الطبقة المتوسطة.

التحاليل والأشعة 

فالكشف عند طبيب والتشخيص ببعض التحاليل والأشعة المقطعية يتراوح ما بين 1500 : 2000 جنيه، وذلك لاختلاف ثمن الكشف من طبيب لآخر وثمن التحاليل والأشعة من مكان إلى آخر، دون إجراء مسحة طبية تجري في المعامل الخاصة ب ٢٠٠٠ جنيه.

أما رحلة العلاج للمريض فهى مكلفة للحالات التي تظهر عليها أعراض تنفسية أما الحالات البسيطة التي تعانى من إسهال وقىء وارتفاع في درجة الحرارة فعلاجها يترواح بين ٢٠٠ : ٥٠٠ جنيه وذلك لاختلاف أنواع الفيتامينات والمسكنات، أما الحالات التي تظهر عليها أعراض تنفسية فتكون تكلفة علاجها مرتفعة وذلك لعدد أسباب.

أهمها شراء « أوكسيمتر» جهاز لقياس نسبة الأكسجين في الدم والذي يترواح ثمنه بين 400 : 950، ومعظم المتواجد بالأسواق النوع الصينى والألمانى كما يشترى المريض الـ «نيبولايزر» للحصول على جلسات بخار لتحسين عملية التنفس والذي يترواح ثمنه من 400 : 1100 وفقا لنوع الجهاز.

أما في الحالات التي ينخفض بها نسبة الأكسجين في الدم فيتم شراء أسطوانة أكسجين وتختلف أسعارها حسب حجمها وتبدأ من 1800 وصولا إلى 6 آلاف جنيه، أما منظم الأكسجين فيترواح ثمنه بين 600 : 1500 جنيه، فالأسعار يوميا تتغير، وتتراوح تكلفة ملء الإسطوانة بين 100 : 500 في المرة الواحدة.

«ي، أ»، فتاة عشرينية أكدت أنها في منتصف الشهر الماضى كانت تعانى من «نزلة برد» ولكن تطور الأمر إلى سخونية وتكسير في الجسم وآلام في العضلات، وإسهال، الأمر الذي جعل الشك يساورها بأنها قد تكون أصيبت بفيروس كورونا، لذلك لم تتردد لحظة إلى الذهاب إلى طبيب صدر للكشف وتشخيص حالتها.

وكشفت أن تشخيص حالتها فقط تكلف 2250 جنيها، لافتة إلى أن إجراء التحاليل لتشخيص الكورونا كلفها 800 جنيه، فضلا عن الأشعة المقطعية على الصدر والتي أجرتها في أحد مراكز الأشعة في المعادى ووصلت تكلفتها إلى 950 جنيها.

أما الطبيب فحصل على 500 جنيه لمتابعة الحالة لحين الشفاء، وهناك أطباء يحصلون على مبالغ أكبر حسب اسم الطبيب وشهرته ودرجته العلمية.

كما أشارت إلى أنها اشترت أدوية بـ400 جنيه، ومعظمها فيتامينات لتقوية جهاز المناعة، فضلا عن أدوية لخفض الحرارة، ومضاد حيوى، ودواء يتضمن مادة الـ «لاكتوفرين» وسعر العبوة منه 165 جنيها، موضحة أن «الأعراض بدأت تتلاشى، حتى طلب منها الطبيب إجراء أشعة مقطعية أخرى، ليبشرها بالشفاء، ولكن أوصى ببعض أدوية تهدئة الكحة وتوسيع للشعب الهوائية، ليكون إجمالى ما تم إنفاقه في 15 يومًا 3600 جنيه».

الأمر لم يختلف كثيرا في حالة «س، ع» وهى سيدة تبلغ من العمر 70 عاما، لافتة إلى أنها عند ظهور الأعراض عليها،أحضر أحد أبنائها الطبيب لها في المنزل لعدم قدرتها على الحركة، خاصة أن الأيام الأولى من المرض كانت لا تجعلها قادرة على تناول الطعام بسبب القىء المستمر، الأمر الذي أدى إلى مكوثها في السرير طوال الوقت، مشيرة إلى أن الطبيب فور توقيعه الكشف عليها.

أخبر أبناءها بأنها اشتباه كورونا ولابد من إجراء مسحة طبية أو أشعة مقطعية وبعض التحاليل للتأكد من الإصابة والبدء في أخذ بروتوكول العلاج، لافتة إلى أن ثمن استشارة الطبيب كان 400 جنيه، ولعدم المقدرة المادية على إجراء المسحة التي بلغ سعرها إلى ٢٠٠٠ في أحد المعامل الخاصة، تم إجراء إشعة مقطعية على الصدر في أحد المراكز المتواجدة بالمنطقة بـ650 جنيها.

وبعض التحاليل كوظائف كبد وصورة دم ومخزون الحديد ومعدل التجلط، ومعدل الالتهاب بتكلفة 700 جنيه.

وأكدت أن التحاليل والأشعة أثبتت تشخيص الطبيب وأن الفيروس متمكن من جزء كبير من الرئة، موضحة أن نجلها حاول التواصل مع 105 الخط الساخن لحجزها في أحد مستشفيات العزل، ولكن باءت المحاولة بالفشل وعند السؤال في أحد المستشفيات الخاصة بجنوب القاهرة، تبين أن الليلة الواحدة بـ 10 آلاف جنيه.

فقرر أن يتم العزل والعلاج بالمنزل مع متابعة الطبيب على «واتس آب»، واضطرت الأسرة لشراء جهاز قياس نسبة الأكسجين في الدم بـ750 جنيها من أحد الصيدليات المحيطة بهم، فضلا عن شراء «نيبولايزر» وصل ثمنه إلى 1100 لعمل جلسات تنفس.

كما استعانت الأسرة بأسطوانة أكسجين صغيرة، وذلك لانخفاض نسبة الأكسجين إلى 87 في بعض الأحيان، لافتة إلى أن الأنبوبة الصغيرة بالمنظم تكلفت 2500، فضلا عن تكلفة الأدوية والتي كانت أقل ثمنا في رحلة العلاج والتشخيص ووصلت إلى 320، حيث تضمنت أدوية سيولة ومضاد حيوى ومسكن وخافض للحرارة ومضاد حيوى وفوار وبخاخ، ليصل إجمالى ما تم صرفه حتى الآن 6370 جنيها، في 20 يوما.

ومن المقرر أن تجرى الأشعة المقطعية مرة أخرى لمعرفة مدى تحسنها. فاتورة العزل المنزلى في الحالة الثالثة كانت مرتفعة إلى حد ما وذلك لاحتياج المريض إلى أسطوانات الأكسجين بشكل مستمر، فهو مريض قلب وضغط وسكر، ويبلغ من العمر 61 عاما.

أجهزة ضرورية

« أ، خ»، أكد أنه فور ارتفاع درجة حرارته أسرع إلى الطبيب ليتم تشخيصه بالكورونا، لافتا إلى أنه أجرى مسحة للتأكد من تشخيص الطبيب بتكلفة 1200 جنيه لتثبت الإصابة، كما أوضح أنه أجرى أشعة مقطعة على الصدر في أحد مراكز الأشعة الشهيرة بـ 1650 جنيها وبعض التحاليل وصلت تكلفتها إلى 800 جنيه، موضحا أن كشف الطبيب كان 300 جنيها، والطبيب أوصى بشراء «أوكسيمتر» لمعرفة نسبة الأكسجين في الدم وعدد ضربات القلب.

وبالفعل تم شراء جهاز صينى بسينسور ألمانى وصل سعره إلى 1100 جنيها وأضاف أن حالته استدعت أخذ جلسات الأكسجين على مدار اليوم، لوصول نسبة الأكسجين إلى 82، موضحا أنه تم شراء اسطوانة صغيرة وتكلفتها 1800 جنيه، وأنبوبة أكسجين كبيرة 10 لترات بتكلفة 2700 جنيه ومنظم بـ 1500 جنيها، موضحًا أن الأنبوبة الكبيرة يتم إعادة ملئها بـ 150 جنيها، بالإضافة إلى العلاج والذي وصل إلى 320 جنيها، مشيرا إلى أنه حتى الآن تكلف ما يقرب من 13 ألفا في 27 يوما.

من جانبه قال الدكتور على عبدالله مدير مركز الدراسات الدوائية: فاتورة العلاج لمريض الكورونا مكلفة للغاية ويتوقف الأمر على حالة المريض ومتابعة لدى الطبيب وهل يحتاج إلى مضادات التجلط أو فيتامينات منها فيتامين سي وزنك وفيتامين د ٢٠٠ جنيه مع مضاد حيوي يصل إلى ٢٥٠ و٣٠٠ جنيه مع تكرار العلاج ٥٠٠ جنيه.

ولو حالة تحتاج إلى خافض حرارة ومضادات حيوية ومضادات تجلط ١٠٠٠ جنيه.

فيما قال الدكتور عصام المغازي، استشاري أمراض الصدر:أن ٨٠% من الحالات المصابة بفيروس كورونا تخضع للعزل المنزلي التي تظهر عليها أعراض بسيطة متوسطة ارتفاع حرارة وتكسير الجسم وكحة، ومن يحتاج إلى المستشفي يجب تكون نسبة الاكسيجين منخفضة في الثمانينات.

وأهم معيار يجب أن يلجأ للمستشفى هو حدوث ضيق شديد في التنفس أو ارتفاع مستمر في الحرارة لا تنخفض بخوافض الحرارة، ووزارة الصحة توفر العلاج مجانا وكذلك لحالات العزل المنزلي في مبادرة العزل المنزلي وتوزيع بروتوكول العلاج على المرضى.

نقلًا عن العدد الورقي..
Advertisements
الجريدة الرسمية