رئيس التحرير
عصام كامل

صورة أثارت جدلا.. حقيقة دخول الجيش السوداني الأراضي الأثيوبية.. الخرطوم تؤكد ملكيتها لأرض سد النهضة.. وأديس أبابا: أمر مؤسف

الصورة المثيرة للجدل
الصورة المثيرة للجدل

تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي صورة يدّعي ناشروها أنها تظهر اشتباكات حديثة في منطقة بني شنقول حيث يقع سد النهضة غرب إثيوبيا.



تجمهر العشرات في إثيوبيا
ويظهر في الصورة عشرات الأشخاص متجمهرين في أحد الشوارع ويبدو في الخلفية مبنى تتصاعد منه سحب الدخان الأسود، مع تعليق "إثيوبيا الآن… سيطرة الجيش السوداني على بني شنقول... انهيار داخلي لإسقاط حكومة آبي أحمد ... جماعة مسلّحة تسيطر سيطرة شبه كاملة على مقاطعة بإقليم بني شنقول الإثيوبي مقرّ سدّ النهضة".

لكنّ الصورة المتداولة لا علاقة لها بإثيوبيا، فقد أرشد البحث عنها إلى أنها منشورة منذ عام 2015 في مواقع إخباريّة عدّة (2,1) على أنّها تظهر اشتباكات في غينيا.



أعمال عنف بإثيوبيا
وتُظهر الصورة، إلى جانب صورٍ أخرى نشرتها وكالات أنباء، أعمال عنفٍ في العاصمة كوناكري، بين أنصار الرئيس ألفا كوندي وزعيم المعارضة سيلو دالين ديالو، أودت بحياة شخصين.

وتتخوف مصر من تأثير السدّ، الذي تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق، على إمداداتها من مياه النيل التي تعتمد عليها بنسبة 97% في مياه الشرب والريّ. بينما يحذر السودان من أن ملء السدّ من دون توقيع اتفاق سيؤدي إلى أضرار بسدوده.

أثيوبيا تتنصل من الإتفاقيات
وألمح السودان إلى أنه قد يلجأ إلى إعادة النظر في سيادة إثيوبيا على إقليم "بني شنقول" الذي يقام عليه سد النهضة، حال استمرت في نهج التنصل من الاتفاقيات الدولية، المتعلقة بمياه النيل والحدود بين البلدين، في حين تعهد رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، مجدداً بـ"تمسك بلاده بالملء الثاني لـلسد خلال يوليو المقبل"، مؤكداً لمواطنيه تجاوز "التحديات التي تواجه بلاده".

واستنكرت وزارة الخارجية السودانية، في بيان، تصريحات مسؤولين إثيوبيين أفادوا بأن السودان يعمل على إلزام بلادهم بـ"اتفاقيات استعمارية"، في إشارة إلى اتفاقيتي الحدود 1902 ومياه النيل عام 1959.

واعتبرت الخارجية السودانية هذه التصريحات "لا يعتد بها"، باعتبار أن إثيوبيا كانت عند التوقيع دولة مستقلة، فيما كان السودان يرزح تحت الاستعمار البريطاني.

وقالت إن التنصل من الاتفاقات السابقة يعني أيضاً أن تتخلى إثيوبيا عن سيادتها على إقليم بني شنقول (موقع سد النهضة) الذي انتقل إليها من السودان 1902، بموجب الاتفاقيات التي تسميها إثيوبيا "استعمارية".



رد أثيوبى

وعلى الجانب الأخر أكدت إثيوبيا، اليوم الثلاثاء، تمسكها بالوساطة الأفريقية في مفاوضات سد النهضة، معربة عن رفضها ربط أزمة الحدود مع السودان بملف السد.

أرض السد
وقال المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية دينا مفتي، في مؤتمر صحفي، : "مازالت التصريحات السودانية العدائية مستمرة ولم يكتف السودان بالاعتداء على أراض إثيوبية بل انتقل إلى الإدعاء بتبعية إقليم سد النهضة".

أشار إلى أن "تصريحات السودان بشأن تبعية إقليم بني شنقول أمر مؤسف ونرفضه تماما وسنصدر بيانا مفصلا حوله"، وذلك حسب إذاعة "فانا" الإثيوبية.

وقال مفتي خلال المؤتمر: "مازلنا وسنظل نتمسك بقيادة الاتحاد الأفريقي ولن نقبل بتحركات السودان لربط مسألة الحدود بسد النهضة".

تنصل أثيوبيا
قبل أيام، اعتبرت وزارة الخارجية السودانية، أن تنصل إثيوبيا من الاتفاقيات السابقة يعني المساس بسيادتها على إقليم بني شنقول المبني عليه سد النهضة، والذي انتقل إليها بموجب بعض من هذه الاتفاقيات.

الوصل لإتفاق
وأكدت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي، أمس الاثنين، أن السودان يعطي عملية الملء الثاني لسد النهضة الذي تعتزم إثيوبيا تنفيذه أقصى درجات الاهتمام، باعتباره قضية "أمن قومي"، مشددة على ضرورة الوصول إلى اتفاق بين مصر والسودان وإثيوبيا قبل بدء الملء الثاني للسد.

الملء الثانى
وكان وزير الري السوداني، ياسر عباس، قال الأحد الماضي: إن بلاده ستتعرض لخسائر كارثية حال إصرار إثيوبيا على الملء الثاني لسد النهضة، دون اتفاق.

ونقلت قناة "العربية" عن عباس قوله: "تهديدات محتملة بعدم قدرتنا على تشغيل سد الروصيرص بسبب إثيوبيا".

واتهمت وزيرة الخارجية السودانية، مريم الصادق أمس السبت، حكومة إثيوبيا بمحاولة "شراء الوقت" عن طريق "التعنت" في مفاوضات تسوية قضية سد النهضة الإثيوبي.

الجولة الإفريقية
وقالت الصادق خلال محادثات مع نظيرها الأوغندي، سام كوتيسا، إن جولتها الإفريقية تأتي انطلاقا من حرص السودان على إطلاع دول القارة "على حقيقة وضع المفاوضات حول ملف سد النهضة ودعم مسار التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل السد بما يحقق مصالح الدول الثلاث"، أي السودان ومصر وإثيوبيا، وذلك "قبل الشروع في عملية الملء الثاني واتخاذ أي خطوات أحادية من الجانب الأثيوبي".

يذكر أن السودان تعهد، الأحد الماضى ، بعدم التنازل عن الوساطة الرباعية في مفاوضات سد النهضة.

وساطة رباعية
قال المتحدث باسم الخارجية السودانية السفير منصور بولاد ، إن بلاده لن تتنازل عن الوساطة الرباعية الممثلة في الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة في ملف سد النهضة.

وأكد "بولاد" تمسك السودان بضرورة الاستعانة بوساطة دولية رباعية وتعمل تحت قيادة الاتحاد الإفريقي، لمساعدة الأطراف الثلاثة (السودان ومصر وإثيوبيا) في التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة يخاطب مصالح ومخاوف الجميع.

ولفت إلى موقف بلاده الداعم لآلية تفاوضية جادة وفعّالة بقيادة الاتحاد الأفريقي، كما يمنح دورا أساسيا للخبراء والمراقبين في الرباعية ينتج عنه التوصل لاتفاق ملزم قانوني للملء الثاني للسد.

وتابع: "شعرنا بأن الوساطة الأفريقية بحاجة إلى تأهيل ومراقبة وتسهيل من قبل الخبراء المختصين في المجال".

وساطة أفريقية
وأشار إلى أن الوساطة الرباعية ستكون مجموعة (١+٣ ) أي الاتحاد الأفريقي وينضم لها الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، منبهاً إلى أن الرباعية ليست خارج الوساطة الأفريقية.

وكان الرئيس الأوغندي يوري موسفيني تعهد في اتصال مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بتقريب وجهات النظر في ملف سد النهضة للوصول لحل يرضي جميع الأطراف.

الجريدة الرسمية