رئيس التحرير
عصام كامل

د. هشام الخياط: طرح عقار كيوريفو لمرضى فيروس سي يناير الجاري بنسب شفاء 100%

فيتو

  • تناول السوفالدي مع الريبافيرين يسبب فقر الدم والإجهاد الشديد والصفراء 
  • إلغاء بروتوكول العلاج الثنائي بعقاري السوفالدي والريبافيرين منذ شهرين 
  • عقار السوفالدي يتحور الفيروس بعده بنسبة ضعيفة ولا يتكاثر 
  • الأوليسيو يتحور الفيروس بعده ولكن بنسب تكاثر ضعيفة 
  • كيوريفو لمرضى التليف الكبدي والفشل الكلوي ولا يحتوي على السوفالدي
  • خريطة علاجية جديدة لمرضى فيروس سي في 2016 تبدأ بالكيوريفو
  • الذين يجهلون إصابتهم بفيروس سي قنابل موقوتة 
  • الانتكاسات سببها عدم التزام المرضى وتناول الدواء بطريقة خطأ
  • لجنة الفيروسات الكبدية تعمل لله وللوطن ومن يهاجمها لديه أغراض 
  • أقول لنقيب الصيادلة "اتقِ ربنا في مصر"


كشف الدكتور هشام الخياط، أستاذ أمراض الكبد والجهاز الهضمي بمعهد تيودور بلهارس، عن أسباب انتكاسات مرضى فيروس سي في الفترة الحالية، وأعلن في حوار لـ"فيتو" عن طرح عقار الكيوريفو خلال يناير الجاري، ويتميز بعدة مميزات لمرضى فيروس سي ويحقق نسب شفاء تقترب من 100%، ويختلف عن العقاقير الأخرى التي ظهرت في الفترة الأخيرة، فضلا عن الأدوية الجديدة التي ستوافق عليها هيئة الدواء والغذاء الأمريكية.

وكشف عن كيفية استخدام كل دواء ومميزاته، بالإضافة إلى حقيقة ما تردد الفترة الأخيرة عن وجود ما يسمى بتحور لفيروس سي، فضلا عن حقيقة الهجوم على لجنة الفيروسات الكبدية، وإلى نص الحوار..


* بداية لماذا حدثت نسب انتكاسات لمرضى فيروس سي بعد تناول عقار السوفالدي؟
نسب الانتكاسات كانت في بروتوكول العلاج الثنائي "السوفالدى والريبافيرين"، وتم الإعلان من قبل أن نسب نجاحهم في الدراسات 85% وفي نسب الدراسات والتجارب يتم خصم 10% من النسب النهائية لتكون النسب الواقعية.

وبلغت نسب النجاح 70% ونسب انتكاسة 30%، ومن أسباب الانتكاسات عدم التزام المرضى بمتابعة التحاليل بعد مرور 3 أشهر من انتهاء الكورس العلاجي، بالإضافة إلى عدم الالتزام بأخذ الجرعات كاملة، فضلا عن وجود أطباء غير مختصين يصفون عقار السوفالدي للمرضى منهم ممارس عام أو طبيب نساء وليس أطباء كبد متخصصين.

* منذ فترة تم الإعلان عن ارتفاع نسب الانتكاسات لمرضى فيروس سي.. ما رأيك؟
في الواقع اعتبر المسئولون في لجنة الفيروسات الكبدية المرضى الذين لم يتواصلوا مع مراكز الكبد لمتابعة نتائج العلاج بعد انتهاء كورس العلاج متسربين، وبالتالي تمت إضافتهم إلى نسب الانتكاسات، بالإضافة إلى أن تناول السوفالدي مع الريبافيرين كان يؤدي إلى فقر الدم والإجهاد الشديد والصفراء، والآن تم إلغاء بروتوكول العلاج الثنائي بعقاري السوفالدي والريبافيرين منذ شهرين وأصبح غير موجود في بروتوكولات العلاج. 

* لماذا تم تطبيقه من البداية؟
تم تطبيقه لأن مصر حينها لم تملك أي دواء آخر غيره، لذلك تم تطبيق بروتوكولات العلاج الثنائية والثلاثية بالإنترفيرون والريبافيرين، وكان لا بد من حصار المرض في مصر سريعا. 

* برأيك هل يتراجع المرض أم يزيد؟
وفق المسوح والإحصائيات الأخيرة تبلغ نسب الإصابة بفيروس سي 3.5 ملايين بعدما كنا قديما 14 مليون مريض، وتم خفضهم، ولكن في رأيي أن النسب الحقيقية أكثر من ذلك وهم المرضى الذين يجهلون إصابتهم بالمرض، وهم قنابل موقوتة يمكنهم إصابة غيرهم دون معرفة.

* هل يؤثر عقار السوفالدي على مرضى القلب؟
المرضى المصابون بسرعة في نبضات القلب الذين يحصلون على عقار "الكوردارون" ممنوعون من الحصول على السوفالدي، ولكن لو أن مريضا أجرى تركيب دعامة يمكنه تناول السوفالدي.

* ماذا عن عقار "الأوليسيو"؟
تم توفير عقار الأوليسيو "السيمبريفير" في فبراير 2015 وتم ضمه لبروتوكولات العلاج.

* وما هي مميزات وعيوب عقار الأوليسيو؟
من أهم عيوبه أنه لا يوجد عليه أي دراسات للنوع الجيني الرابع المنتشر في مصر حين تم الإعلان عنه، وأجريت الدراسات في الدول الغربية على آلاف المرضى من النوع الجينى الأول، وبما أن النوع الأول أكثر صعوبة من النوع الرابع توقع العلماء وأساتذة الكبد أن يؤدي لنتائج فعالة في النوع الرابع كذلك، وكانت نتائج العقار تتراوح من 92 إلى 97%.

ويمكن استخدام بروتوكول الأوليسيو مع مرضى التليف المتكافئ، بالإضافة إلى المرضى غير المصابين بالاستسقاء ودوالي المريء.

* طالما لم يتم التأكد من نتائج الأوليسيو على مرضى النوع الرابع.. لماذا تم إدخاله بروتوكول العلاج؟
في ذلك الوقت كان لا بد من وجود سلاح آخر للعلاج يساعد السوفالدي لتوسيع دائرة علاج المرضى، وبعد العلاج بفترة وظهور نتائج الدراسات التي أجريت بعد ذلك على النوع الرابع، ثبت بعد النظر للأساتذة، وكانت نتائج العلاج 92%، وفي حالة عدم وجود تليف كبدي بلغت نسب العلاج 97%، بينما نسب الانتكاسة لا تتخطى 8%.

وبعد تطبيق عقار الأوليسيو أصبح لدينا 3 بروتوكولات علاجية حينها مطبقة في مصر "الأوليسيو والسوفالدي – الريبافيرين والسوفالدي  – الإنترفيرون والريبافيرين والسوفالدي".

* وما هي الأعراض الجانبية أو موانع استخدام الأوليسيو؟
المرضى الذين يصابون بحساسية عند التعرض للشمس، بالإضافة إلى أنه يسبب ارتفاعا في نسبة الصفراء، خاصة مرضى التليف.

* ماذا عن عقار الداكلانزا؟
تم توفيره في مصر مؤخرا في ديسمبر 2015 لعلاج فيروس سي، ويستخدم مع عقار السوفالدي وهو فعال للنوع الجيني الأول، ولم تجر تجارب واسعة على مرضى النوع الجينى الرابع، وتم التعامل معه مثلما حدث في الأوليسيو، وقرر أساتذة الكبد استخدامه للنوع الجيني الرابع، وكان لا بد من استخدام كلا العقارين الأوليسيو والداكلانزا خاصة أنهما تم استخدامهما في كل دول العالم بنتائج فعالة، وبلغت نتائج التجارب على عقار الداكلانزا 95%، ويصلح لمرضى التليف الكبدي وغير المصابين بتليف كبدي.

* وما الفرق بين بروتوكول العلاج بالسوفالدي والداكلانزا والسوفالدي والأوليسيو؟
الفرق بينهم أن الأوليسيو يسبب حساسية عند التعرض للشمس، وكذلك حكة بالجلد وارتفاع نسبة الصفراء، ولا يمكن استخدام عقار الداكلانزا في حالات الفشل الكلوي.

* ماذا عن عقار الكيوريفو؟
تم توفير العقار في مصر يناير 2016 الجاري، ويباع في الخارج بـ30 ألف دولار، وتم توفيره في مصر في مراكز الكبد بوزارة الصحة بـ9 آلاف جنيه للكورس العلاجي لمدة 3 أشهر، أي أن العبوة بـ3 آلاف جنيه تكفي شهرا، وكيوريفو هو العقار الوحيد الذي أجريت له دراسات مستفيضة على النوع الجيني الرابع للمصريين قبل نزوله إلى مصر؛ حيث أجريت ثلاث دراسات على 485 مريضا.

أول دراسة أجراها الدكتور طارق حسانين، رئيس وحدة زراعة الكبد في ولاية كاليفورنيا ومن كبار أساتذة الكبد في العالم، وأجريت الدراسة على 135 مريضا مصريا مصابا بفيروس سي غير متليف وبلغت النتائج 100%، بينما الدراسة الثانية على مرضى غير مصابين بالتليف بإشراف الدكتور أصالة، جزائري مقيم في فرنسا، على 190 مريضا من النوع الجيني الرابع لمدة 12 أسبوعا وبلغت النتائج 97%.
 
أما الدراسة الثالثة أجريت في مصر بإشراف أساتذة كبد مصريين على رأسهم الدكتور جمال عصمت، على 160 مريضا للمصابين بالتليف وغير التليف، وأجريت لمدة 12 أسبوعا ثم 24 أسبوعا، وبلغت نسب الشفاء 97%.

* هل تكفي تلك الأعداد من المبحوثين للدراسات والتعميم على كل المصريين؟
بالفعل تكفي تلك الأعداد للدراسات وتعميم التجربة، طالما نسب النجاح تتخطى 95%، ولو كانت أقل من ذلك كان لا بد من زيادة أعداد المبحوثين للآلاف.

* كم تبلغ نسب نجاح عقار الكيوريفو الذي تم توفيره يناير الجاري؟
تبلغ النسب في مرضى التليف الكبدي 97%، بينما تصل إلى 100% للمرضى غير المصابين بتليف كبدي، وتبلغ نسب نجاح عقار الكيوريفو عند تناوله بمفرده 91%، بينما مع أقراص الريبافيرين 100% لمرضى التليف وغير التليف.

* هل تؤخذ أقراص الريبافيرين مع الكيوريفو؟
بالتأكيد، وذلك حسب وزن المريض إذا كان أقل من 85 كيلو يأخذ 5 أقراص، أو إذا كان أكثر من 85 كيلو يحصل على 6 أقراص، موزعة على مدى اليوم 2 صباحا و2 ظهرا و2 مساء.

* وما هي مميزات عقار الكيوريفو عن الأدوية الأخرى؟
هو أول علاج لفيروس سي لا يحتوي على عقار السوفالدي ويصلح لمرضى الفشل الكلوي والتليف الكبدي، والمرضى المصابون باضطراب وظائف الكلى، كما يمكن استخدامه مع مرضى زراعة الكبد بعد عملية الزرع مباشرة بـ3 أشهر حتى لا يعود فيروس سي مرة أخرى ولا يجب الانتظار أكثر من 3 أشهر. 

* هل يوجد علاقة بين الكيوريفو ومرضى سرعة نبضات القلب؟
لم يدرس تأثير العقار عليهم حتى الآن.

* وما الحالات التي لا يمكن أن يؤخذ فيها عقار الكيوريفو؟
حالات التليف الكبدي غير المتكافئ.

* هل له آثار جانبية؟
ليس له آثار جانبية تذكر بل قييء وأرق وشعور بسيط بالإعياء.


* ماذا عن عقار الهارفوني؟
لم يتوفر حتى الآن ومكون من السوفالدي والليدباسفير وعقار الليدباسفير أقل كفاءة من عقار الداكلانزا، كما أن مخترع الهارفوني "ريموند شينازي" سوف يطرح قريبا عقارا آخر، وهو هارفوني الجديد، وبدلا من وضع الليدباسفير سيتكون من فالباتوسفير سيتم طرحه منتصف 2016، وسوف يتوفر في السوق للتنوع في الأدوية، وهو لعلاج مرضى التليف غير المتكافئ، ولكنه لا يصلح لمرضى الفشل الكلوي، ويجوز استخدامه قبل عمليات زراعة الكبد.

* ما هو تليف الكبد ودرجاته؟
فيروس سي عندما يصيب الكبد وينتشر يؤدي إلى تشمع الكبد ثم يؤدي إلى مرحلة التليف، وهي ما تسمى f4، وتنقسم إلى درجات A.B.C الدرجة الأولى A، وهي التليف المتكافي أي لا يوجد استسقاء أو صفراء أو غيبوبة أو دوالي في المريء، ويصلح معها عقار الهارفوني بنسب نجاح 94%، بينما الدرجة الثانية B تبلغ نسب النجاح بالهارفوني من 89 إلى 90%، بينما الدرجة الثالثة C وهي التليف غير المتكافئ أي يتعرض للمريض لاستسقاء وصفراء وغيبوبة ودوالي مريء بنسب تصل إلى 60%، ويوجد نسب وفيات تصل إلى 20% أثناء انتظار المريض لإجراء عمليات زراعة كبد وتحدث وفيات لمرضى التليف الكبدي غير المتكافئ بنسب 100% خلال عامين من الإصابة بالمرض.

* هل يوجد عقاقير جديدة لم يتم طرحها بالسوق؟
يوجد هارفوني الجديد ولا يصلح لمرضى الفشل الكلوي ولكن التليف الكبدي غير المتكافئ، بالإضافة إلى عقار آخر سيتم اعتماده من منظمة الدواء الأمريكية "مربع ميرك" ويصعب نزوله مصر الآن ويعالج الفشل الكلوي وأيضا التليف الكبدي في النوع الجيني الرابع بنسب 98%.

* ما هي طبيعة عمل الأدوية الحديثة لعلاج فيروس سي؟
فيروس سي عبارة عن تكاثر إنزيم محدد مكون من 3 محاور، بعض الأدوية مثل الداكلانزا والأوليسيو تعمل على محورين فقط والدواء المثالي يجب أن يعمل على 3 محاور.

* هل يمكن أن يحدث تحور لفيروس سي؟
عقار السوفالدي لا يؤدي إلى تحور إلا بنسبة ضعيفة ولا يتكاثر بل تحور غير مؤثر، ولكي يكون التحور فعالا يجب أن يتكاثر الفيروس بينما عقار الأوليسيو يمكن أن يتحور الفيروس بعده ولكن بنسب تكاثر ضعيفة، بينما عقار الداكلانزا وعقار الليدبسفير يؤدي إلى تحور وتكاثر للفيروس بصورة عنيفة ويظل لفترات طويلة، لذلك يجب على المرضى المنتكسين من عقار السوفالدي والداكلانزا أو عقار الهارفوني بدء علاجهم على الفور حتى لا يحدث انتشار أو سيادة للفيروس المتحور، وفي حال حدوث عدوى لشخص آخر من الممكن لا قدر الله أن تكون من الفيروس المتحور.

* وما هي الأدوية المناسبة للمنتكسين؟
المريض الذي تحدث له انتكاسة من الداكلانزا يأخذ الأوليسيو والعكس صحيح. 

* كيف يمكن معرفة مراحل التحور؟
يمكن معرفة ذلك من خلال متابعة الطبيب للمريض منذ بدء العلاج، وفي حالة عدم وجود استجابة للعلاج، يحدد ذلك من خلال تحليل إنزيمات الكبد ونسبة الفيروس في الدم، يتم تغيير العلاج على الفور.

* هل ستشهد الفترة القادمة تغييرا لخريطة العلاج بعد ظهور أدوية جديدة؟
سيتم وضع خريطة للعلاج 2016 بالفعل بعد توفير الأدوية الحديثة منها الكيوريفو والهارفوني؛ حيث سيتم وضع أولويات للعلاج أولها عقار الكيوريفو ثم الهارفوني ثم السوفالدى مع الأوليسيو ثم السوفالدى مع الداكلانزا.

* هل يوجد مرضى الآن يحصلون على السوفالدي والريبافيرين البروتوكول العلاجي الثنائي؟
لا يوجد، ومن يشخصهما معا الآن يرتكب جريمة.

* برأيك هل يمكن القضاء على فيروس سي؟
يمكن بتضافر الجهود، ومشكلتنا الآن هي مشكلة مالية لعلاج أكبر كم من المرضى، ويجب تعاون المجتمع المدني والمنظمات الخيرية مع الحكومة وكذلك المرضى الأغنياء ميسورو الحال عليهم العلاج من نفقتهم الخاصة وعلاج مرضى آخرين على نفقتهم بدلا من طلبهم العلاج على نفقة الدولة وترك آخرين يستحقون ذلك.

* ماذا تقول لمن يهاجمون لجنة الفيروسات الكبدية وأدوية فيروس سي الحديثة؟
لا توجد لجان قومية لأمراض الكلى والقلب رغم أهمية تلك الأمراض، وتم تشكيل لجنة قومية لأمراض الكبد، فاللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية وأنا لست عضوا فيها بذلت جهدا عظيما في علاج مرضى فيروس سي بدون مقابل مادي، ولكنه لوجه الله والوطن ومن يهاجمها لا بد أن يكون له أغراض شخصية أو يتمنى أن يكون عضوا فيها.

* الفترة الأخيرة شهدت هجوما شديدا من قبل نقيب الصيادلة على أعضاء لجنة الفيروسات الكبدية.. ماذا تقول له؟
أقول له "اتق ربنا في مصر".
الجريدة الرسمية