رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

حرس الرئيس.. رجال المهام الصعبة.. يرافقون الرؤساء كظلهم.. تيتان يدخل الخدمة قريبًا.. وهذه مواصفات الحارس الآلي

حرس الرئيس
حرس الرئيس
جاءت وفاة اللواء حامد محمد شعراوي، قائد الحرس الجمهوري الأسبق للرئيس الراحل محمد حسني مبارك، في ختام الأسبوع قبل الماضي، بعد مسيرة حافلة وسمعة طيبة؛ لتفتح الباب أمام الحديث عن حرس الرؤساء حول العالم، وأساليب ترشيحهم واختيارهم وتأهيلهم؛ حتى يكونوا قادرين على إنجاز مهامهم على الوجه الأمثل والمطلوب منهم.


وبالنظر إلى السيرة الذاتية للراحل، نكتشف أنه تربى في كنف أسرة وطنية عريقة، قبل أن يلتحق بالكلية الحربية، ويعمل بسلاح الصاعقة، ويشارك فيما بعد في حربي الاستنزاف والسادس من أكتوبر، كما شارك في معركة أبوعطوة بمدينة الإسماعيلية، وكان له دور مشهود في تدمير جميع دبابات القائد الإسرائيلي المغدور آرئيل شارون.

فضلًا عن بطولاته في عبور قناة السويس أكثر من مرة كأحد أبطال الصاعقة لاستطلاع النقاط القوية بمنطقة التينة جنوب بورسعيد في أغسطس 1970، ليتم اختياره للعمل في الحرس الجمهورى في العام 1974، ثم قائدًا للحرس الجمهوري لمدة 16 عامًا متصلة.

وفى هذا الملف تحدثنا مع عدد من خبراء الأمن ومكافحة الإرهاب والدبلوماسيين الذي طافوا العالم، واطلعوا على تجارب مختلفة عن حرس الرؤساء، وتفاوتهم قلة وكثرة وعدة وعتادًا، من دولة إلى أخرى، وكيف يتم اختيارهم وتدريبهم على واحدة من أصعب المهام وأكثرها شراسة.

وتعتبر سلامة الرؤساء والزعماء والملوك والحكام والأمراء، فى جميع أنحاء العالم، من أصعب المهام التي يقوم بها "الحراس" أو "رجال المهام الصعبة"؛ نظرًا لخطورتها ومرافقتهم الدائمة والمستمرة للرئيس أو الزعيم كظله.

ظل الرئيس

وبحكم مسئوليتهم الأمنية الخطيرة المتمثلة في حمايته، كما أن حياة الحراس الشخصيين للرؤساء تزخر بالغموض والأسرار التي لا يمكن الكشف عنها أو معرفتها بسهولة، فـ"الحرس الرئاسي" يعتبر أول مرتبة بعد الرئيس نفسه، ولا يمكن لأحد أن يتدخل في مهامهم، كما أنهم يتمتعون بمزايا خاصة لا يتمتع بها أي مسئول، ويجب أن تتوافر بهم مواصفات خاصة لنيل تلك المهمة التي لا تختلف كثيرًا من بلد لآخر.

فهناك دول تشترط أن يكون الحرس الشخصي للرؤساء رجالا فقط، وهناك دول أخرى تسمح للجنسين بالمهمة، بينما هناك دول تسعى لاستبدال هذا وذاك بـ"الروبوت" أو الإنسان الآلي في الحراسة الشخصية لكنها لا تزال فكرة قيد الدراسة في الوقت الراهن.

اللواء محمد عبد الواحد، الخبير في الشأن الأفريقي والأمن القومى ومكافحة الإرهاب يري من جانبه أن حرس الرؤساء يتم اختيارهم بناءً على ترشيحات خاصة وفق سلاح يعرف بـ "الحرس الجمهوري" - سلاح كبير جدًا في أي دولة يتكون من قوات جيش ومدفعية ومدرعات- وبعد ذلك يتم ترشيح أشخاص من داخله مرة أخرى لدائرة الحرس الخاص المرافق للرؤساء، والتي تعتمد في المقام الأول على الولاء الذي يقاس بمقاييس خاصة.

معايير الاختيار

وتابع "عبد الواحد": في بعض الدول الأفريقية أو الدول ذات الطبيعة القبلية، يتم اختيار الحراس من القبيلة أو العشيرة التابعة لهم لضمان ولائهم بعد إجراء اختبارات خاصة ومشددة تتعلق بالكشف والتحريات.

كما يجب أن تكون عائلة الشخص المرشح للمنصب تتمتع بالسمعة الجيدة ولا يوجد بها أي سابقة، ويجب أن تكون تقديرات المرشح العلمية والدراسية مرتفعة، وألا يكون شخصية مشاكسة، ومن ثم بعد ذلك يتم إجراء مسابقة كبرى وسط اختبارات لياقة واختبارات طبية وتدريبات خاصة لاختيار من يصلح لتولي تلك المهمة.

مردفًا: "حراس الظل".. قد يخيل للبعض أن الحراس الشخصيين للرئيس أو الملك أعداد قليلة من الأشخاص، لكن الحقيقة تختلف تماما فأعدادهم تتجاوز المئات وفي بعض الدول تتجاوز الآلاف نظرًا لخطورة الدور المسند إليهم المتمثل في الحماية من الخطف أو القتل أو التعدي عليه.

كما أنهم يجب أن يتوافر بهم صفات عدة كما سبق وصفها أولاها: الولاء، إلى جانب توافر البنية القوية والمهارات القتالية الاحترافية وسرعة البديهة وحسن التعامل مع المواقف التي يتعرضون لها، إضافة إلى ضرورة أن يكون الحارس مسلحا طوال الوقت ومدربا على كافة الفنون القتالية المختلفة مثل: الكاراتيه والجودو والملاكمة.

ولا تتوقف مواصفات الحارس الشخصي عند تلك النقاط فقط، بل يجب أن يتمتع ببنيان قوي لا يعاني من أمراض جسمية أو نفسية وعصبية ووزنه يتناسب مع طوله الذي يفضل أن يتراوح ما بين 175 سم و198 سم، ويتمتع بنظر سليم، وبرد فعل عالٍ جد.

مهارات طبية

من جانبه قال اللواء محمد الشهاوي، مستشار كلية القادة والأركان: حراس الرؤساء لابد أن يتمتعوا بمهارات طبية وتمريضية كبيرة لإسعاف الرئيس أو الملك أو الحاكم أيًا كان، حال تعرضه لأزمة صحية، مشيرًا إلى أن ذلك يحدث في كافة الدول ومنها الدول الكبرى كأمريكا التي يحمل حراسها بشكل مستمر أكياسا تحتوي على عينات دم الرئيس نفسه لاستخدامها عند الضرورة.

بينما هناك حراس آخرون مثل الحرس الروسي يتمتعون باستخدام مسدس «سيرديوكوف» الذي يوصف بأنه السلاح الأصغر حجمًا والأخطر، ويمنع إخراجه من روسيا أثناء سفر بوتين إلى الخارج خشية سرقته، لما يتمتع به من قدرات هائلة فرصاصاته يمكنها أن تخترق سترة مدرعة مؤلفة من صفيحتي «تيتانيوم».

هل للنساء نصيب من تلك المهام؟ اللواء محمد عبد الواحد يجيب: نعم.. للحارسات نصيب أيضًا، فالرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، اعتمد على حارسات شخصيات، ولم يعرف يومًا أحد السبب وراء ذلك القرار، لكنه كان يري أن حياته ستكون بأمان في ظل حماية الجنس اللطيف، وكان لديه فريق كامل من النساء، لكنه كان يضع عدة شروط إلى جانب الشروط الواجب توافرها في الحراس، وهي أن تكون السيدة التي تشارك في حراسته، طويلة القامة، ومفتولة العضلات، وغير متزوجة؛ لكي تتفرغ لمهمتها في حمايته.

الحارس الآلي

هل يمكن للروبوتات حراسة الرؤساء والملوك بدلًا من البشر؟ سؤال آخر يجيب عنه عبد الواحد قائلا: تعد تلك الفكرة مستحيلة في الوقت الراهن لكنها قيد الدراسة والتجربة، خاصة في البحرين، بعد أن ظهر ملك البحرين عام 2019 برفقته الروبوت "تيتان".

وزعم رواد مواقع التواصل الاجتماعي حينها أن ملك البحرين وصل دبي برفقة حارسه الشخصي الروبوت تيتان المزود بـ360 كاميرا ومسدسا مبرمجة، لكنها مزاعم خاطئة، فهذا الفيديو يظهر الروبوت وملك البحرين خلال مشاركته في معرض الدفاع الدولي "ايديكس" الشهير، مشيرًا أن الأمر ما زال قيد الدراسة.

أما تيتان الروبوت Titan The Robot، فهو روبوت ميكانيكي طورته الشركة البريطانية Cyberstein Robots وهو يجول في ارجاء العالم ليقدم "عروضا دولية"، و"مزيجا فريدا من كوميديا الروبوت والموسيقى والترفيه" ويبلغ طوله يبلغ نحو 8 أقدام ويزن 60 كلج.

وبالعودة مرة أخرى إلى اللواء محمد الشهاوي، يقول: إن للروبوت الإنسان الآلي مستقبلًا في حماية الرئيس، ولا يستبعد تلك الفكرة نهائيًا، مشيرا إلى استخدام القط البري الذي يمتاز بقدرات حركية استثنائية في عالم الروبوتات، حيث يمكنه الجري وزيادة سرعته لتصل إلى 25.7 كيلومتر في الساعة، كما يمكن استخدامه في نقل المواد الطبية وهو ما حدث في الجيش الأمريكي.

نقلًا عن العدد الورقي...
Advertisements
الجريدة الرسمية